الزفين: لا خفض لقيمة المخالفات المرورية والخطأ في تسجيلها وارد

أجهزة تمنع التحايل على الرادار وتضبط مخالفات «الالتصاق العداوني»

الزفين مجيباً عن أسئلة الجمهور عبر منصّتي «الإمارات اليوم» في «فيس بوك» و«تويتر».

طورت الإدارة العامة للمرور بشرطة دبي تقنيات جديدة تمنع التحايل على الرادارات الثابتة، ونشرت جهازين لضبط السرعة بطريقة ذكية، في إطار سعيها للحد من خطر السائقين المستهترين، خصوصاً على الطرق السريعة.

وقال مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون العمليات، رئيس مجلس المرور الاتحادي، اللواء محمد سيف الزفين، خلال لقاء مباشر مع الجمهور عبر منصتي «الإمارات اليوم» في «فيس بوك» و«تويتر»: إنه «لا نية لخفض قيمة المخالفات المرورية مستقبلاً». وأما من يشكون الرادارات، فقال إن «هؤلاء هم السائقون المهووسون بالسرعة، ويمكن لأي شخص يعتقد أنها بغرض الجباية أن يمنع عنا أمواله بالالتزام بالسرعة المقررة للطريق».

أهم ما جاء في اللقاء مع اللواء محمد سيف الزفين في الفيديو المرفق:

 

 

وأضاف أنه تم عملياً تفعيل أجهزة على الطرق ترصد السائقين العدوانيين، الذين يرتكبون مخالفة عدم ترك مسافة كافية، أو ما يعرف بـ «الالتصاق العدواني» بين المركبات حين تكون المركبة الخلفية على بعد متر واحد فقط من المركبة الأمامية.

وأشار إلى أن «تسجيل مخالفة مرورية بشكل غير صحيح، أمر وارد. لذا فإن المجال مفتوح أمام الجمهور للاعتراض، خصوصاً في مخالفات معينة محل جدل، مثل (عدم ربط حزام الأمان) أو (الحديث في الهاتف المتحرك)».

محمد سيف الزفين:

• الرادارات المتحركة ضرورية، والمهووسون بالسرعة هم من يتضررون من وجودها.

• البطء البالغ في القيادة لا يقلّ خطورة عن السرعة الزائدة.. والثقافة المرورية متدنية.


ثقافة متدنية

قال اللواء محمد سيف الزفين، إن الثقافة المرورية متدنية لدى كثير من السائقين ومستخدمي الطريق عموماً، حتى من المشاة، مشيراً إلى أنهم يبدون التزاماً مصطنعاً حين يخضعون لاختبارات القيادة، وبعد حصولهم على الرخصة يتصرفون باستهتار ورعونة كأنهم نسوا القانون، وهذا ما نعتبره ثقافة متدنية. وأضاف أن هذا السلوك يظهر كذلك من قبل المشاة، فلا يمكن أن يقطع عابر على قدميه طريقاً سريعاً من ستة مسارات، ويتوقع أن يمر بأمان. وأشار إلى أن «مرور دبي» جزمت في حوادث دهس كثيرة بعدم مسؤولية السائق، بسبب خطأ الماشي، لأن الأخير يستطيع الوقوف فجأة بعكس السيارة، التي تحتاج إلى وقت ومسافة للوقوف.


مدهوس مرتين

كشف اللواء محمد سيف الزفين أن شخصاً تعرض للدهس مرتين في شهر واحد، ما أثار الاشتباه في أنه يفعل ذلك متعمداً للحصول على تعويض، أو ابتزاز سائق المركبة، أو أنه يحاول الانتحار. وأضاف أن هذه الإشكالية تظهر لدى جاليات معينة، مشيراً إلى أن «الدهس لا يتصدر أنواع الحوادث القاتلة في دبي خلال العام الماضي والسنوات الأخيرة».


رأي غير متوقع

خالف اللواء محمد سيف الزفين الرأي السائد بضرورة عدم تشغيل إشارات التنبيه الأربع أثناء الضباب، مشيراً إلى أنه إجراء وقائي مناسب، لأن ضوء إشارات التنبيه أصفر، وهو لون يمكن تمييزه في الضباب.

وقال إن المراد من الإشارات هو تنبيه القادمين من الخلف إلى حدوث أمر طارئ، ما يستدعي تخفيف السرعة، وهو المطلوب في ساعات الضباب.

وأوضح أن «بإمكان أي شخص الاعتراض على المخالفة، وهناك لجنة تنظر في شكواه، وتراجع سجله المروري لتحديد ما إذا كان ملتزماً من عدمه لإلغاء المخالفة أو إثباتها».

وتفصيلاً، قال الزفين رداً على أسئلة الجمهور إن نشر الرادارات المتحركة أمر ضروري للحد من خطورة السائقين الذين يتحايلون على أجهزة الرادار الثابتة، مشيراً إلى أن شكوى البعض من وجودها رغم انتشار الضباب غير منطقية، لأن من الأولى أن يلتزم الشخص، ويقلل سرعته أثناء تقلبات الطقس والظروف الاستثنائية.

وأضاف أن «إحصاءات شرطة دبي تؤكد أن 80% من وفيات الحوادث المرورية تقع بسبب السرعة الزائدة، وعلى من يعترض على وجود الرادار أن يقترح علينا حلاً بديلاً لضبط هذه التجاوزات»، مشيراً إلى أن «هذه الأجهزة وسيلة عالمية لحماية الناس من المهووسين بالسرعة».

وأشار إلى أن «نسبة الوفيات الناتجة عن السرعة الزائدة كارثية بكل المقاييس، على الرغم من وجود الرادارات، ويمكن أن نتخيل النتيجة لو قررنا وقفها عن العمل ليوم واحد فقط».

وأكد عدم وجود نية لخفض قيمة المخالفات المرورية مستقبلاً، في ظل العواقب التي نتجت عن خفضها سابقاً من قبل بعض إدارات المرور، وتمثلت في ارتفاع مؤشر الحوادث والوفيات.

وأفاد بأن «البطء المبالغ فيه بالقيادة لا يقل خطورة عن السرعة الزائدة في ظل وجود فجوة كبيرة بين الحد الأدنى والأقصى للسرعة على كثير من الطرق، خصوصاً السريعة»، لافتاً إلى أن «الاصطدام الذي يقع بين سيارة تتحرك على سرعة 120 كيلومتراً في الساعة وأخرى تسير بسرعة 60 كيلومتراً في الساعة، يكون كارثياً، ويؤدي غالباً إلى الوفاة أو حدوث إصابات بليغة».

ورداً على شكوى من السائقين العدوانيين، الذين لا يتركون مسافة كافية، أكد الزفين أن «هذه مخالفة مزعجة، وتعد أحد الأسباب الرئيسة للوفيات في الدولة»، لافتاً إلى تفعيل أجهزة رادار تضبط مرتكبيها الذين لا يتركون سوى متر واحد بين مركباتهم والسيارات التي أمامهم.

وأكد أن «سماحة الطريق غائبة للأسف لدى كثير من السائقين الذين لا يعطون الآخرين فرصة للإفساح أو التجاوز»، مشيراً إلى أن «سائقي المركبات الأمامية يجب أن يكونوا مرنين، ويفسحوا المجال للقادمين من الخلف حتى لو كانوا يتجاوزون السرعة، لأن القادم من الخلف ربما لديه حالة طارئة ومضطر إلى السرعة، ومحاسبته يجب أن تكون من الجهات المختصة وليس من مستخدمي الطريق».

وحول معايير التساهل مع مرتكبي المخالفات البسيطة من رجال الشرطة، أكد أن هناك إشكالية تم رصدها أثناء تحرير المخالفات، هي تعنت البعض ورفضهم إبراز الملكية والرخصة لرجل الشرطة، وهذا مخالف للقانون، كما أنه يحول دون التعامل معه بمرونة من الشرطي.

ولفت الزفين إلى أن «التساهل قد يحدث بناء على سجل السائق نفسه، لأن دوريات الشرطة مزودة بنظام يمكنه التعرف الى سجل السائق، وهناك توجيه لرجال الشرطة بعدم التهاون، حتى في المخالفات البسيطة، مع السائقين ذوي السوابق المرورية السيئة».

وحول الإزعاج الذي يسببه بعض سائقي الدراجات النارية خصوصاً في المناطق السكنية، قال الزفين إن هناك دوريات متخفية، تنشط ليلاً وفي الصباح الباكر، لضبط هذه الفئة من السائقين، سواء كانوا يقودون دراجات أو سيارات.

وأفاد بأن «سير الدراجات النارية على كتف الطريق أمر مخالف للقانون، لأن هذه المسافة مخصصة للطوارئ فقط، ويُضبط المخالفون بالرادارات ودوريات الشرطة».

وأكد قناعته التامة بضرورة خفض سن الحصول على رخصة القيادة إلى 17 عاماً على الأقل، بناء على مقارنات مرجعية أعدها، وبالنظر إلى السماح للشاب بقيادة الدراجات النارية «على الرغم من كونها أكثر خطورة في هذه السن».

وأشار إلى أنه يحترم الرأي المخالف كلياً، لكن لم يقدم أحد سبباً وجيهاً للاعتراض، فالإحصاءات تؤكد أن الفئة العمرية من 25 إلى 35 عاماً هي أكثر ارتكاباً للحوادث المرورية، وكثير من الأسر بحاجة إلى أن يقود أبناؤها في سن 16 أو 17 عاماً لاعتبارات مالية واجتماعية.

وكشف أن رادارات كتف الطريق أثبتت فعالية كبيرة في ردع مرتكبي هذه المخالفة الخطرة، مؤكداً أن «هذا السلوك يثير حفيظة وغضب السائقين الملتزمين، حين يرون شخصاً يتجاوز من كتف الطريق ليأخذ حقهم في المرور أولاً».

تويتر