محمد بن راشد ومحمد بن زايد شهدا الكلمة الرئيسة للقمة العالمية للحكومات

رئيس وزراء الهند: الإمارات معجزة اقتصــاديـة قلّ نظيرها حول العالم

صورة

حضر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس، الجلسة الرئيسة للقمة العالمية للحكومات، التي تحدث فيها رئيس وزراء جمهورية الهند الصديقة، ناريندرا مودي، ضيف شرف القمة في دورتها الحالية والمنعقدة تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل»، وحشدت دبي خلالها 4000 مسؤول ومتخصص لـ«خير البشرية».

ناريندرا مودي:

- الإمارات لم تترك التكنولوجيا حبيسة المختبرات بل ترجمتها على أرض الواقع.

- يجب العمل معاً لمنع توظيف التكنولوجيا لإشعال الصراعات واستنزاف الموارد الطبيعية.

- دولة الإمارات قدمت للعالم نموذجاً يحتذى في تسخير التكنولوجيا لتحقيق التنمية الشاملة. 


• بيان مشترك: رفض استخدام الدول للدين لتبرير الإرهاب ودعمه ورعايته

الإمارات والهند.. شراكة استراتيجية شاملة وإدانة قوية للتطرف

أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الهند، التزامهما الثابت بتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وأعربتا عن ارتياحهما للمتابعة الدقيقة للقرارات التي اتخذت خلال اجتماعاتهما السابقة لتحقيق الأهداف المرجوة.

ووصف الجانبان الآلية المؤسسية للحوار الاستراتيجي الإماراتي - الهندي، المنشأة بموجب اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة، بأنها مفيدة لرصد التقدم المحرز في مجالات الشراكة المتفق عليها، والتوجه نحو مجالات جديدة واعدة. ورحّبا بالنتائج المثمرة للحوار الاستراتيجي الثاني بين الهند والإمارات الذي عقد في أبوظبي في أكتوبر 2017.

ونوه الجانبان بالعلاقات التجارية والاقتصادية المميزة بين البلدين باعتبارهما شريكين تجاريين رئيسين. وأعربا عن ارتياحهما للمستوى الحالي للتجارة الثنائية الذي بلغ نحو 53 بليون دولار أميركي خلال الفترة 2016/‏‏‏‏‏2017. واتفقا على زيادة تعزيز هذه العلاقات خاصة من خلال تنويع التجارة غير النفطية.

ورحبا بالتقدم المحرز في التنفيذ المبكر للاتفاقية بين شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، وشركة الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية الهندية المحدودة لتخزين احتياطي استراتيجي من النفط الخام بمدينة بنغالور جنوب الهند، والموقعة في يناير 2017.

وأعرب الجانبان عن ارتياحهما للتعاون الثنائي الجاري في مجالات الأمن والدفاع والفضاء، وتعهدا بزيادته تعزيزاً للأمن والسلام والازدهار الإقليمي، واتفقا على تعميق التعاون في مجال الأمن البحري، بما في ذلك مكافحة القرصنة والتدريب.

وأكد الجانبان مجدداً عزمهما المشترك على تعزيز قيم التسامح والسلام والشمولية في مواجهة الأيديولوجيات المتطرفة. ونوها بالدور الحاسم الذي يمكن أن يلعبه الحوار بين الأديان في تحقيق هذا الهدف الجدير بالاهتمام. واتفقا على تعميق التعاون في مكافحة التطرف وزيادة تعزيز جهودهما في مكافحة الإرهاب.

جاء ذلك في البيان المشترك الذي صدر أمس بمناسبة زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى دولة الإمارات. أبوظبي ــ وام


• 65 % من السكان في الهند دون سن الـ35 عاماً.

• 100 قمر اصطناعي أطلقها البرنامج الفضائي الهندي.

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عبر صفحته على «تويتر»: «سعدنا بالترحيب برئيس وزراء الهند ناريندرا مودي في دولة الإمارات ضيف الشرف للقمة العالمية للحكومات. الهند لها تجربة تنموية عمرها آلاف السنين، ومستقبل تنافسي عالمي راسخ، ويسرنا أن نتعلم من تجربتهم، ويعرضوا خبراتهم على 140 حكومة متواجدة في القمة».

فيما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عبر صفحته على «تويتر»: «القمة العالمية للحكومات السادسة محطة متجددة لاستشراف مستقبل العمل الحكومي، وفق أسس صلبة قائمة على الابتكار والريادة العلمية والمعرفية».

وأضاف: «سعدنا بالاستماع إلى كلمة رئيس وزراء الهند في القمة العالمية للحكومات، وحديثه عن التجربة الناجحة للهند في اتخاذ الابتكار منهجية حكومية، وضرورة تسخير التكنولوجيا لخدمة الإنسانية. القمة نقطة التقاء تتشارك فيها الدول بأفكارها لخدمة التقدم الحضاري والإنساني».

وقال سموه في تغريدة أخرى: «ليس غريباً أن تكون اﻹمارات مكاناً خصباً يستثير مواطن اﻹبداع والحراك الحكومي الساعي نحو بناء منظومة عصرية في اﻹدارة، فنحن في وطن تأسس وفق رؤية طموحة وضعها المؤسسون اﻷوائل، تطورت بقيادة خليفة وجهود محمد بن راشد».

وحضر الكلمة الرئيسة للقمة، سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وسمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، ووزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل رئيس القمة العالمية للحكومات، محمد عبدالله القرقاوي.

وأكد رئيس الوزراء الهندي، أن دولة الإمارات لم تترك التكنولوجيا حبيسة المعامل والمختبرات، بل ترجمتها على أرض الواقع عبر إنشاء مشروعات مبتكرة تحقق تطلعات شعبها العظيم، كمشروع مسرعات المستقبل، ما جعلها الأجدر باستضافة مثل هذه القمة التي تبنّت قضايا التنمية والتقنية محوراً رئيساً.

ونوه مودي، بجهود الإمارات في تنظيم القمة العالمية للحكومات، باعتبارها من المنتديات الرائدة التي تحقق نتائج مثمرة تصب في تحقيق التنمية الشاملة للجميع. وتوجه بالشكر إلى القيادة الإماراتية، قائلاً: «تشرّفت بدعوتي لحضور القمة العالمية للحكومات كضيف شرف، هذا أمر يبعث على الفرح والسرور ليس على الصعيد الشخصي وحسب، إنما لأكثر من 1.25 مليار هندي، أنقل لكم التمنيات الطيبة من الشعب الهندي».

وأضاف أن «هذه زيارتي الثانية لدولة الإمارات، وأشعر بسعادة غامرة بوجودي بينكم، الإمارات مكان لا مثيل له، حيث قدمت نموذجاً يحتذى به في تسخير التكنولوجيا لتحقيق التنمية الشاملة، واستطاعت أن تحقق معجزة اقتصادية قلّ نظيرها حول العالم»، مؤكداً أن «وراء هذا الازدهار رؤية ثاقبة وتقنيات متقدمة وشغفاً بالأخذ بزمام المبادرة، التي يشهد عليها متحف المستقبل في دبي».

ولفت مودي، إلى أن «رحلة الإنسان من العصر الحجري إلى عصر الثورة الصناعية استغرقت آلاف السنين، لكن التحول إلى عصر الرقمنة حدث خلال سنوات قليلة، ورغم كل هذا التطوّر فمن المؤسف أن العديد من الدول النامية لم تتمكن من اللحاق بركب التقدم والقضاء على الفقر، حيث يتم رصد قدر كبير من الموارد لتطوير الصواريخ والأسلحة المدمرة».

وقال «علينا أن نعمل معاً لمنع توظيف التكنولوجيا لإشعال الصراعات واستنزاف الموارد الطبيعية»، مشيراً إلى أن «الهند أظهرت للعالم مثالاً يحتذى في التعايش السلمي مع الطبيعة».

وشدد مودي، على «أهمية ألّا ينحصر الهدف الرئيس من تطوير المشروعات التنموية في تحقيق الرخاء والوفرة، فالقناعة هي أسمى أشكال الثروة البشرية، وجزء لا يتجزأ من تحقيق السعادة، وقد خطت دولة الإمارات خطوات واسعة بهذا الصدد باستحداث مهام وزارية للسعادة والمستقبل، ما يعكس إدراكها لأهمية هذا المفهوم».

وأشار إلى أنه «بالإمكان مواجهة تحديات اليوم، كالفقر والبطالة وانتشار الأمية، من خلال العمل مع الجميع، وتمكين المرأة وتحقيق مبدأ الشفافية في الحكم، فالهند طورت نظام الهوية الموحدة، الذي تم ربطه بالهواتف المحمولة والحسابات البنكية للملايين من السكان، ما جعله المشروع الأضخم من نوعه على مستوى العالم وساعدها على توفير ثمانية مليارات دولار».

وأفاد رئيس الوزراء الهندي، بأن «العلماء الهنود القدامى قاموا قبل آلاف السنين بتأليف العديد من الكتب في العلوم والهندسة»، لافتاً إلى أن «الهند أصبحت دولة رائدة في إطلاق المشروعات التنموية، بما تمتلكه من ثروة بشرية هائلة، حيث يشكل الشباب دون سن الـ35 عاماً ما نسبته 65% من السكان، كما لم تتجاهل الهند أهمية القطاع الزراعي، فهي تسعى إلى مضاعفة دخل المزارعين مرتين بحلول 2022، وتمكينهم من إيصال منتجاتهم إلى الأسواق بصورة أسرع وأكثر كفاءة».

واستعرض إنجازات بلاده في مجال التقنيات الفضائية، حيث أطلق البرنامج الفضائي الهندي الشهر الماضي القمر الاصطناعي رقم 100، وأذهلت الهند العالم بإرسالها مركبة فضائية إلى سطح المريخ بكلفة أقل من كلفة إنتاج فيلم سينمائي في هوليوود، وبلغت كلفة وصول الهند إلى المريخ سبع روبيات للكيلومتر الواحد، وهي كلفة زهيدة للغاية.

وقال مودي: «فوتت الهند الثورة الصناعية، لكنها أدركت ثورة تقنية المعلومات باستخدام مواردها الذاتية، وأصبحت دولة رائدة يشار إليها بالبنان في مجالات التقنية المتقدمة، كتقنية النانو وتقنية الأقمار الاصطناعية وعلم الجينوم والحوسبة وغيرها».

وأشار مودي، إلى حرص الهند على مشاركة تجربتها في تحقيق التقدم العلمي والتكنولوجي مع ما يقارب الـ106 دول حول العالم، من خلال تنفيذ برنامج بناء القدرات، كما قامت بإطلاق القمر الاصطناعي الجنوب آسيوي الذي يهدف إلى تمكين دول جنوب آسيا من الاستفادة من تقنيات الفضاء».

وأعرب عن ثقته بتكاتف البشرية في مواجهة التحديات المستقبلية، حيث تلعب التقنية الحديثة دوراً رئيساً في التغلب على هذه التحديات، مضيفاً أن القرن الحادي والعشرين سيكون قرناً آسيوياً بامتياز.

وأوضح مودي، أن الهند استطاعت خلال السنوات الـ25 الماضية خفض معدل الوفيات بين الأمهات بصورة ملحوظة باستخدام وسائل التكنولوجيا والطب الحديث، كما وظفت وسائل تقنيات الفضاء للتنبؤ بالتقلبات الجوية، ما مكّن الملايين من المزارعين من تأمين الحماية الكافية لمنتجاتهم وخفض الأضرار التي يتكبدونها نتيجة الكوارث الطبيعية، مؤكداً مواصلة الهند سعيها إلى استخدام التقنيات الحديثة للارتقاء بجودة الحياة لسكانها ونشر الخير بين شعوب العالم أجمع.

واستشهد بما قاله الفيلسوف الهندي الكبير كوتيليا قبل 2000 سنة، بأن مسؤولية الحاكم هي أن يعمل على إيجاد التنمية، ومن منطلق هذه الفلسفة تؤمن الحكومة الهندية بأن إحدى أهم مسؤولياتها هي أن تسخر أدوات التكنولوجيا لتحقيق التنمية البشرية، واستخدمت مبدأ «أقل درجات الحكم وأقصى درجات الحوكمة»، لتحقيق الحكم الرشيد والعدالة الاجتماعية.

ودعا رئيس الوزراء الهندي، في ختام كلمته، زعماء العالم للعمل على مشروعات تربط التعليم بالتكنولوجيا والعلوم لانتشال ملايين البشر من الفقر.

تويتر