بحضور محمد بن راشد في أول أيام القمة العالمية للحكومات

هيا بنت الحسين تطلق «بنك البيانات اللوجستية للخدمات الإنسانية»

صورة

بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وضمن أعمال اليوم الأول للقمة العالمية للحكومات في دبي، أطلقت حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، سمو الأميرة هيا بنت الحسين، سفيرة الأمم المتحدة للسلام رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، أمس «بنك البيانات اللوجستية للخدمات الإنسانية»، كمنصة رائدة جديدة ستسهم في تحقيق طفرة مهمة في مجال الدعم الإغاثي والمساعدات الإنسانية على مستوى العالم.

وشهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مراسم حفل توقيع عدد من الهيئات والمنظمات الدولية لخطاب النوايا الخاص بدعم المبادرة الجديدة، تعبيراً عن مدى الالتزام بمؤازرة هذه المبادرة المهمة، التي من المنتظر أن يكون لها مردود إيجابي كبير في دعم جهود الإغاثة، والاستجابة لمواقف الأزمات والطوارئ، وبصورة غير مسبوقة.

وقالت سمو الأميرة هيا بنت الحسين، في الكلمة التي ألقتها سموها في أول أيام القمة العالمية للحكومات المنعقدة في دبي: «تعتمد حياة الملايين في العالم على مجتمع الإغاثة العالمي، ونحن نعتقد أن هذه المنصة الجديدة، بما لها من منافع عدة، ستسهم في إحداث تغيير إيجابي جذري لتحسين مستوى الدعم العالمي، والاستجابة الفورية لحالات الطوارئ، وسيساعد بنك البيانات اللوجستية للخدمات الإنسانية على التأسيس لتعاون أكبر بين الجهات المعنية بتقديم الدعم الإنساني، وسيخدم البنك كذلك في تحسين الإنتاجية وكفاءة الأداء، ويسعدنا أن نقدم هذه المنصة الفعالة، التي تم تطويرها في دولة الإمارات لخدمة الإنسانية في مختلف أنحاء المنطقة والعالم، لاسيما في الأوقات التي يكون فيها الناس أشد حاجة إلى مثل هذا الدعم».

هيا بنت الحسين:

• «المنصة الجديدة ستسهم في إحداث تغيير إيجابي جذري لتحسين مستوى الدعم العالمي والاستجابة الفورية لحالات الطوارئ».


استجابة سريعة في الأزمات

سيمكِّن بنك البيانات الجديد وكالات الإغاثة من التعرف بدقة إلى المواقع التي توجد فيها مواد وتجهيزات الإغاثة، سواء كانت تلك المواقع تابعة للأمم المتحدة أو غيرها من التابعة للمنظمات غير الحكومية في العالم، لما لذلك من أثر في تشكيل صورة كلية عن المواد المتوافرة، وأماكن وجودها، لتأكيد أفضل توظيف ممكن لها في الاستجابة بالسرعة المطلوبة في أوقات الأزمات والطوارئ العاجلة.

وسيخدم بنك البيانات كمنصة لمشاركة المعلومات من أجل رفع درجة الاستعداد العام، وتعزيز قدرة العالم على التجاوب مع الحالات الطارئة بأسلوب فعّال ومؤثر، حيث ستسهم تلك المنصة في جمع ومشاركة المعلومات بصورة لحظية حول جميع الموجودات الخاصة بالمعونات والإغاثة الإنسانية، بما يخدم في تعجيل وقت الاستجابة في حالات الطوارئ، ويساعد على تقليل النفقات ذات الصلة.

وتأتي المبادرة في الوقت الذي تزايدت فيه الحاجة إلى مزيد من الدعم الإنساني على مستوى العالم بشكل غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك جرّاء تصاعد وتيرة النزاعات السياسية والكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية، حيث تُقدَّر أعداد من هم بحاجة إلى معونات إغاثية وحماية في العالم اليوم بنحو 136 مليون شخص.

وسيسهم بنك البيانات الجديد في معالجة إحدى المشكلات التي طالما ارتبطت بعمليات الإغاثة والدعم الإنساني، والتي تدور حول مسألة التنسيق ونقل وتوزيع المعونات، وهي المشكلة التي كان لها أثرها السلبي الواضح في عدد من أسوأ مواقف الطوارئ والأزمات في العالم.

وقام بتصميم بنك البيانات اللوجستية للخدمات الإنسانية فريق من المهندسين المختصين واستشاريّ تقنية المعلومات، وعدد من الخبراء في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية. وسيشرف على المبادرة الجديدة، المدير التنفيذي للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية، والرئيس السابق لوحدة الاستجابة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، جيوسيبي سابا، وسيحظى البنك بدعم العديد من المنظمات ووكالات الإغاثة الدولية، ومنها: برنامج الأغذية العالمية، ومنظمة الصحة العالمية، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، واليونيسيف، والتعاون الوثيق مع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.

وسيمد بنك البيانات مجتمع الإغاثة العالمي بالمعلومات المحدثَّة حول الموجودات الخاصة بجهود الإغاثة حول العالم، وسيمكّن من معالجة تلك المعلومات بصورة فورية على كل المستويات، المحلية والإقليمية والعالمية، حيث تم الانتهاء من جميع التجارب والاختبارات التقنية ذات الصلة للتأكد من جاهزية البنك، إيذاناً بدخول هذه الإضافة الجديدة إلى عالم الدعم والمعونات الإنسانية، التي من المنتظر أن تكون لها انعكاساتها الإيجابية الكبيرة في هذا المجال.

وسيوظّف بنك البيانات ميزة التتبع الآلي لحركة المعونات الإنسانية، بناء على البيانات الجمركية الواردة من الموانئ البحرية، والمطارات، وغيرها من نقاط الدخول التي تمر بها تلك المعونات، حيث سيزوّد البنك جهات الإغاثة بمعلومات دقيقة حول مواضع التمركز الحقيقية لمواد الإغاثة الأكثر أهمية، ومنها: الغذاء والدواء، وتجهيزات الإيواء، بما ييسر لكل الأطراف ذات الصلة المرتبطة بالبنك إمكانية الوصول إلى تلك المواد بصورة سريعة وفعالة، كما ستخدم سرعة تدفق تلك المعلومات في رفع مستوى التنسيق والتعاون بينها، وسيساعد على تفادي التعقيدات التي قد تواجهها جهود الإغاثة في الموانئ والمطارات.

تويتر