عبدالرحمن الراشد: الشراكة الإماراتية السعودية تخلق توازناً إقليمياً أساسياً

قال الكاتب والإعلامي عبدالرحمن الراشد إن «التعاون والشراكة بين الإمارات والسعودية لها أهمية كبيرة، ليس فقط في حركة النشاط السياسي والاقتصادي، بل في البوصلة السياسية للتعامل مع الدول الإقليمية، وفي العلاقات الدولية»، مؤكداً أن «العلاقة السعودية الإماراتية كانت مهمة جداً، للتأثير الإيجابي في سياسة أميركا، وخلق توازن إقليمي أساسي».

وأضاف الراشد، في جلسة «المحيط الجيوسياسي الخليجي في 2018»، ضمن فعاليات «المنتدى الاستراتيجي العربي»، التي حضرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إنه «لا يمكن لقطر أن تبقى مع مجموعة وتنتهج سياسة مخالفة وتمارس أعمالاً معادية، فهذا غير مقبول في جميع التكتلات السياسية».

وقال إن «قطر نفذت، خلال العام الجاري، بعض مطالب الدول المقاطعة، عبر مذكرة التفاهم الأمنية التي وقعتها مع أميركا، والتي تتضمن جزءاً من المطالب الخليجية، إلى جانب التحويلات المالية وقائمة المطلوبين».

وتابع: «خلال الأشهر العشرة المقبلة، يمكن أن تؤهل قطر نفسها للجلوس على الطاولة مرة أخرى».

وتوقع الراشد أن يكون «عام 2018 حاسماً للموضوع القطري»، مضيفاً أن «أي أزمة لها طاقة، وفي الحالة القطرية وصلت إلى مرحلة الإنهاك»، مشيراً: «الكلفة المالية الضخمة على قطر تضعها أمام خيارين: الأول الاستمرار بسياساتها والقبول بالواقع الجديد، أو العودة».

وبخصوص الأزمة اليمنية، ذكر الراشد أنه «في عام 2014 كانت فقط نصف مدينة عدن تحت سيطرة الحكومة الشرعية، لكن مع نهاية 2017 أصبحت ثلاثة أرباع اليمن محررة»، متوقعاً أن تتركز العمليات العسكرية في العاصمة صنعاء والحديدة.

وقال إن «الحوثيين والمتمردين خسروا 50% من قدراتهم، مع خروج الرئيس المغدور علي عبدالله صالح، وحتى بعد مقتله لم يخرج زعيم من داخل حزبه أو تجمعه معلناً عودته إلى الصف الحوثي، وهذا إلى حد كبير مطمئن».

وبخصوص التطورات التي تشهدها السعودية، قال إن الحالة السعودية مبهرة، لأنها مختلفة عن تلك التي عشناها في السنوات الثلاثين الماضية»، مضيفاً: «نرى قيادات شابة وإدارة جديدة للسياسات، وسياسة خارجية نشطة مختلفة عن السابق، وتغيرات اجتماعية مهمة جداً وتاريخية، ستستمر خلال عام 2018».

وذكر أن «العلاقات الخليجية مع الولايات المتحدة أفضل اليوم، في عهد الرئيس دونالد ترامب». وبين أن الرئيس ترامب غير المعادلة تماماً، بموقفه المضاد لإيران، من خلال الدفع باتجاه العقوبات الاقتصادية والعسكرية والسياسية.

وبين الراشد أن قرار ترامب، بخصوص القدس، خطأ يضر حتى بالولايات المتحدة نفسها كشريك للمفاوضات.