علماء ومفكرون: الأمم تنفق 93% من أموالها على «صناعة الخوف»

«منتدى تعزيز السلم»: إعلان الجهاد ليس حقاً للأحزاب أو الأفراد

خلال جلسة تحت عنوان «الإسلام والعالم». من المصدر

اتفق مشاركون في جلسات اليوم الثاني للملتقى السنوي الرابع لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، المنعقد حالياً في أبوظبي، على أن مفهوم الجهاد بات منحصراً، على مدى السنوات القريبة الماضية، في معناه القتالي فقط، بينما القاعدة في الإسلام هي السلم، ويكون الحرب هو الاستثناء لدفع العدوان، مشددين على أن إعلان الجهاد ليس حقاً للأحزاب أو الأفراد، وأن الأمم تنفق على صناعة الخوف ما يقارب 93% من أموالها، من خلال توجيهها للحروب والتسليح.

وتفصيلاً، تُختتم اليوم أعمال الملتقى الرابع لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، الذي استضافته أبوظبي على مدى ثلاثة أيام، برعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، ومشاركة 700 باحث وعالم ديني من مختلف دول العالم.

وقال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المصري، الدكتور محمد مختار جمعة، خلال جلسة تحت عنوان «الإسلام والعالم»: «دول العالم تنفق ما يقرب من تريليون و300 مليون دولار على التسليح، يستخدم 7% منها فقط في الحروب، وإذا تم توجيه تلك النفقات إلى الرعاية الاجتماعية والاقتصادية لفقراء العالم لتغير الكثير من وجه العالم، ولساد السلام في كثير من مناطقنا».

وأضاف: «تجب الإشارة إلى مفهوم الجهاد لأنه، منذ سنوات قريبة، أصبح يحصر في معناه القتالي فقط»، مؤكداً أن «قضية الجهاد لا يجب أن تنحصر في معناه القتالي، لأن القاعدة في الإسلام هي السلم، وتكون الحرب هي الاستثناء لدفع العدوان، وحتى في حالة رد العدوان ليس لآحاد الناس ولا عامتهم ولا قبيلة أو جماعة أن تعلن الجهاد، وهو الذي يسمى في واقعنا المعاصر بالتعبئة العامة، وشرعاً ليس حقاً لآحاد الناس أو أفرادهم إعلان الجهاد، وكل ذلك يشار فيه إلى الضوابط التشريعية».

ورأى جمعة أن الحديث عن الجهاد والإعلان عنه ليس حقاً لأحزاب أو أفراد، لكن ما يتطابق مع الشرع هو ما تعارف عليه الناس، ومن أعطاه الدستور حق إعلان التعبئة العامة، مؤكداً ضرورة طبع وترجمة ما يدور في المنتديات وما تصل إليه، ونشره في دول الغرب لتصحيح المفاهيم لدى الشباب.

فيما شدد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الدكتور أحمد العبادي، على أهمية التعارف بين الأمم، مؤكداً وجود مفردات كثيرة تتعلق بالتعاون والتماسك، وقال: «الدين أمر وظيفي، وظيفته هي تمكين الإنسان من الاستبصار بأفعاله وتحديد علاقاته، وأيضاً تمكنه من التوازن بين مصالحه ومفاسده، ومن الهدف العام من سعيه في الحياة، كما أن الأديان جاءت للتمييز بين الحق والباطل، ولتعليم الإنسان قول كلمتَي لا أو نعم في بعض المواقف، في الأمور المتعلقة بالخير والشر».

واعتبر أن ما يواجهه العالم من مشكلات سببه الخوف، لافتاً إلى أن الأمم تنفق على صناعة الخوف ما يقارب 93% من أموالها، من خلال توجيهها للحروب والتسليح.

واقترح أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية عضو مجلس أمناء منتدى تعزيز السلم، الدكتور رضوان السيد، ضرورة وجود رؤية شاملة وسردية جديدة تعيد إلى المنظومة الإسلامية الانتظام، لافتاً إلى أن محاولات تجديد الخطاب الديني لضبط الخلل هي محاولات جزئية لم تؤتِ ثمارها.

وشدد رئيس مجلس إدارة أبوظبي للإعلام، الدكتور علي بن تميم، ضرورة مواجهة الإعلام التكفيري الذي يقوم على نشر الفتن والفرقة والتضليل، معتبراً أن المشروع الإماراتي الذي يحمل عنوان التسامح جاء للوقوف في وجه دعاة التطرف ومكافحة الإرهاب.

وقال بن تميم خلال مداخلة له بالجلسة: «الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أسس دولة الإمارات على مبدأ التعارف، وكان إيمانه بالتعارف والحوار يصدر عن شعوره بالمسؤولية الأخلاقية القائمة على الصدق والوضوح، فكان يؤمن بأن أصل البشر واحد، ومصيرهم واحد، ولا يجب أن يكون للآخر الحق في التسلط على الآخر، والتنوع في الاختلاف آية من آيات الله».

واعتبر أن قانون مكافحة التمييز والكراهية، يهدف إلى إثراء التسامح في العالم، لافتاً إلى ضرورة أن تعزز تلك القوانين وتُشرح للعالم في مختلف المناسبات، لأن التواصل يشكل القوة الناعمة لأي مجتمع.

من جانبه، قال مفتي المملكة الأردنية الهاشمية، الدكتور محمد الخلايلة، إن الأصل في الإسلام هو نشر السلم في المجتمعات، وإن الأصل في العلاقة هو السلم، قائلاً: «لكن ما نراه الآن هو أن المسلمين أصبح يفرض عليهم أن يخرجوا عن إطار السلم التي تنص عليه الشريعة، من خلال القرارات المجحفة التي يتخذها الغرب مثل القرارات الأخيرة بحق القدس الشريف والمسجد الأقصى».

تويتر