مشروع سياحي بدأ بموظفين ووصل عددهم حالياً إلى 23 مواطناً

خديجة وعبدالله يؤسـسان «مييت ذا لوكالز» لتعريف الأجانب بالثقافة الإماراتية

صورة

فكر عبدالله المطر وخديجة بهزاد في استغلال تجربتهما في القطاع الخاص وتواصلهما مع عدد كبير من الزوار والمقيمين بإنشاء مشروع سياحي يعرف بالعادات والتقاليد، ويولد الاحتكاك الحضاري بين مواطني الدولة، والأجانب والعرب الذين يزورونها بانتظام، ليتمكنوا من التعرف إلى الدولة من خلال شركة «مييت ذا لوكالز» أي (التقِ بالمواطنين)، وتالياً تعزيز السياحة المستدامة في الدولة.

وروت بهزاد قصة تأسيس الشركة لـ«الإمارات اليوم»، قائلة:

تطبيق «بييب»

قالت الشريك المؤسس لمشروع «مييت ذا لوكالز»، خديجة بهزاد، إنها تعمل في الوقت الحالي على مشروعات خاصة، منها تطبيق «بييب»، وهو تطبيق خاص للشركات العاملة في الدولة سيصدر مع نهاية الشهر الجاري، يمكنها من تقديم بطاقات عمل افتراضية لموظفيها ليتمكنوا من مبادلتها مع الموظفين من الشركات الأخرى أو من يقابلونهم، ما يوفر عليهم طباعة البطاقات ويسهم في الحفاظ على البيئة.

«فكرت سابقاً في بدء مشروع خاص عن السياحة الداخلية، خصوصاً أنني تفرغت بشكل كامل من عملي الحكومي عام 2015». وأسهم لقاؤها مع شريكها عبدالله المطر في تطوير فكرة المشروع، خصوصاً أنه أيضاً كان يفكر في مشروع مشابه.

وأضافت: «التقينا في أحد مساقات ريادة الأعمال، وكلانا كان شغوفاً بحضوره، وخلاله تبادلنا الأفكار بشأن المشروع، وتطويره ليصبح ما هو عليه الآن»، مشيرة إلى «أنهما فكرا في إضافة عناصر أخرى إلى الشركة لتصبح متخصصة في تعريف الأجانب وزوّار الدولة بحضارتها، وأن يلتقوا بالمواطنين بهدف التبادل الحضاري الثقافي».

وأكملت بهزاد: «أنا وعبدالله عملنا في عدد من الشركات الخاصة، إضافة إلى مؤسسات حكومية يعمل فيها موظفون أجانب، ليسوا بالضرورة قريبين من المجتمع الإماراتي بشكل عام، خصوصاً أن بعضهم لديه زملاء إماراتيون، لكنه لا يعرف أي شيء عن حياتهم أو الثقافة التي يأتون منها».

وذكرت: «أكثر الاستفسارات التي كانت ترد إلينا خلال عملنا في مجال السياحة عن الزي الرسمي والمرأة الإماراتية والعادات اليومية للإماراتيين»، لافتة إلى أنهما «قررا افتتاح الشركة لخلق تقارب ثقافي بين الأجانب والعرب المقيمين والإماراتيين من خلال عقد لقاءات اجتماعية، خصوصاً أن الانفتاح على الثقافات الأخرى أمر طبيعي في المجتمع الإماراتي، لكن الأمر يحتاج إلى توفير مزيد من فرص التلاقي في ما بينهم».

وتابعت بهزاد: «في البداية تواصلنا مع أصدقائنا ليتشاركوا معنا، ووضعنا عدداً من المعايير ليعملوا بأريحية تامة، خصوصاً أنهم سيكونون قريبين من أجانب لا يعرفون الثقافة الإماراتية، وقد يطرحون أسئلة مختلفة لابد أن يتقبلها المشاركون في المشروع، وأن يعرفوا كيفية الإجابة عنها».

وقالت: «نقدم في مشروع (مييت ذا لوكالز) ثلاث خدمات رئيسة، هي: تنظيم الفعاليات من خلال العمل، وتتعلق بتنظيم لقاء اجتماعي يتخلله إفطار أوغداء أو عشاء إماراتي، تحضره مجموعة من الشباب الإماراتي المهتم بنقل معرفته عن العادات والتقاليد الإماراتية إلى الزوّار والمقيمين في الدولة من الأجانب والعرب».

وأضافت أن «هذه الاجتماعات توفر فرصاً لطرح الأسئلة التي قد يخجل البعض من التطرق إليها، سواء عن الزي الإماراتي أو الحياة في الدولة بشكل عام، ونحاول الإجابة عنها»، موضحة أن المشروع بدأ في يونيو 2016 بشخصين فقط (هي وعبدالله)، لكنه توسع في ما بعد ليضم 23 مواطناً».

وذكرت أن «الخدمة الثانية التي يقدمونها تشمل تنظيم جولات سياحية في مختلف أنحاء الدولة، خصوصاً أنهم مرشدون سياحيون مرخصون من دائرة السياحة والتسويق في دبي، لذا ينظمون جولات في مناطق تاريخية مختلفة، مثل متحف الاتحاد، والمتاحف المختلفة، ويجرى خلال هذه الجولات شرح أهم تفاصيل هذه المناطق والتعريف بها».

وواصلت: «الخدمة الثالثة هي جلسات تعريفية لموظفي الشركات سواء الجدد أو من قضوا زمناً في الدولة، وهذه الجلسات تتضمن تعريفاً بالثقافة والعادات الإماراتية، بالإضافة إلى القوانين في الدولة، كما تشمل الخدمة أيضاً الوفود الرسمية التي تزور الدولة، وتوضع لها برامج خاصة وفعاليات طوال اليوم تتناسب مع اهتماماتها».

من جانبه، قال الشريك المؤسس للمشروع، عبدالله المطر، إنهما «أوجدا منصة تفاعلية ليتمكن المشاركون من اختيار أي الفعاليات يريدون المشاركة فيها، وجارٍ العمل على تصميم موقع خاص بالشركة يشرح أهم النقاط في كل فعالية».

وأوضح أن «المشروع واجه تحديات عدة، منها أنهما وضعا معايير محددة لاختيار مواطنين مؤهلين لدعم المشروع، وأن يكونوا ذوي كفاءة عالية، لاسيما أن نشاط الشركة يتعلق غالباً بالإرشاد السياحي، لذا لا بد من أن يكون المواطنون المتقدمون للعمل في الشركة ممن يملكون الرخصة التي تؤهلهم لذلك، وأن تكون لديهم مهارات الحديث ليتمكنوا من شرح المعلومات للزوار».

وأشار إلى أن «من التحديات التي واجهتنا هو التمويل، خصوصاً أن مصارف عدة تخوفت من تمويل مشروع ثقافي بحت، خصوصاً أن معظمها تنافس في تمويل المشروعات التي تدر دخلاً كبيراً، لذا لجأنا إلى التمويل من خلال أعمالنا الخاصة، ومشروعاتنا الأخرى».

وتابع: «إدارة الشركة تضم تخصصات عدة، فأنا مثلاً مسؤول عن التعريف خلال الفعاليات بآداب المجالس، والثقافة الإماراتية، وأسلوب الحياة في الدولة، فيما (خديجة) مسؤولة عن الحديث عن المرأة الإماراتية بشكل عام، ودورها في المجتمع والتعليم، إضافة إلى أن زميلنا في المشروع جاسم يتحدث في معظم الجلسات عن تاريخ الاتحاد ودوره في وحدة المجتمع».

وأضاف: «نظمنا أخيراً ورشة بالتعاون مع إدارة متحف الاتحاد عن آداب المجلس، وشرب القهوة العربية، ولاقت نجاحاً كبيراً بين الأجانب الحاضرين، واقترحت إدارة المتحف علينا جعلها ورشة دائمة في مختلف الفعاليات»، موضحاً أن «الهدف الأساسي للمشروع حالياً هو تشجيع وتطوير السياحة المستدامة، لأن السائح إذا لقي ترحيباً حاراً في الدولة وتعرف إلى أهلها بالشكل الصحيح فإنه سيعود مرة أخرى ليشعر بالتجربة ذاتها».

تويتر