مسؤولون وسياسيون وبرلمانيون: أزمات المنطقة زادت من روابط البلدين

الإمارات والسعودية.. علاقة تاريخية متجددة سطرتها دماء الشهــداء

صورة

أجمع مسؤولون وسياسيون وأعضاء بالمجلس الوطني الاتحادي، على أن العلاقات بين قيادتَي وشعبَي دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، تعدّ نموذجاً مثالياً يتخطى طموح أي دولتين متحالفتين في العالم.

العلاقات الاقتصادية بالأرقام

10 مليارات دولار حجم الاستثمارات السعودية في الإمارات.

33 مليار درهم إجمالي الصادرات الإماراتية إلى السعودية العام الماضي.

16.5 مليار درهم إجمالي الواردات السعودية إلى الإمارات.

2360.. عدد الشركات السعودية التي تمارس أنشطتها الاستثمارية داخل الدولة.

2366.. عدد الشركات السعودية المسجلة لدى وزارة الاقتصاد.

206.. عدد المشروعات السعودية في الإمارات.

114.. عدد المشروعات الإماراتية المشتركة في السعودية (صناعية وخدمية).

توحيد الصف العربي

قالت عضو لجنة الدفاع والداخلية والخارجية في المجلس الوطني الاتحادي، عزة سليمان: «اليوم الوطني السعودي هو يوم وطني لنا، ومناسبة لنعبر للأشقاء عن أخوتنا واعتزازنا بهم، وما نكنه لهم من احترام وتقدير على مستوى الشعب والقيادة، مرجعة أسباب النموذج الاستثنائي في علاقات البلدين إلى قدرة قيادة البلدين على تجسيد أروع مبادئ التآخي للشعب».

وأضافت: «الدولتان الشقيقتان نجحتا في تغيير مفهوم العلاقات الأخوية، وانتقلت بها إلى درجة غير مسبوقة، سواء على مستوى المنطقة أو العالم، كما نجحتا على مدار العقود الماضية في تعزيز الاستقرار والسلم العالميين، وتعزيز موقع دول مجلس التعاون كقوة اقتصادية عالمية ومنصة إقليمية للجهود الإنسانية حول العالم، بالإضافة إلى المبادرات الاستراتيجية التي نجحت في توحيد الصف العربي في مرحلة عصفت الاضطرابات بالمنطقة والعالم».

وأكدوا لـ«الإمارات اليوم» أن هذه العلاقات التاريخية لم تكن أقوى في أي مرحلة سابقة مما تشهده في الوقت الراهن من تطابق، بداية من الرؤى والمواقف وانتهاءً بدماء شهدائهما الذين دشّنوا لعلاقة تاريخية جديدة حين ضحوا بحياتهم دفاعاً عن شرعية اليمن وأهله ونصرة للحق، وحرصاً على تماسكه ووحدته وإنقاذه، بما يرسخ للأمن القومي العربي، متفقين على أن الأزمات الأخيرة زادت من الروابط بين البلدين على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والإعلامية.

وتفصيلاً، قالت رئيس مركز الإمارات للسياسات، الدكتورة ابتسام الكتبي، إن «العلاقات بين الإمارات والسعودية لم تكن قوية في أي مرحلة سابقة مثلما هي اليوم، فالبَلَدان تجمعهما رؤية مشتركة متكاملة تتأسس على أولويات تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار والتنمية والتعاون الجماعي، وعلى الرغم من أن الدولتين في شراكة استراتيجية وتاريخية مع بقية دول الخليج العربية، ضمن منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي، إلا أن العلاقات الإماراتية - السعودية بشكل خاص، كانت ومازالت تتميز بنمط استثنائي من التقارب والتناغم الشديدين».

وأضافت أن «دولة الإمارات دأبت، منذ عهد مؤسسها، المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، على اعتبار السعودية عمقاً استراتيجياً لدولة الإمارات، وسط محيط إقليمي متقلب، يسوده الاضطراب وعدم اليقين»، لافتة إلى أنه «في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ المنطقة المضطرب يبرز التحالف الإماراتي - السعودي بوصفه إطاراً استراتيجياً لتقارب وجهات النظر لدى البلدين الشقيقين بشأن الأولويات والتهديدات والفرص والتحديات».

فيما أكد أستاذ العلوم السياسية، الدكتور نصر عارف، أن «مواقف البلدين جاءت متسقة تجاه ما تتعرض له المنطقة العربية من أخطار كبيرة في مقدمتها التطرف والإرهاب، ومن ثم فإنهما يعملان معاً من أجل بناء استراتيجية مواجهة عربية مشتركة وفاعلة لهذه الأخطار، من منطلق وعيهما بالمسؤولية التاريخية الملقاة عليهما، وما تنتظره منهما الشعوب العربية من دور فاعل في التصدي لما يعترض المنطقة من تهديدات تستهدف أمنها واستقرارها، ووحدة دولها، وتعايش شعوبها».

وقال عارف إن «قيادتَي البلدين ترجمتا مسيرة العمل الخليجي المشترك إلى مشاعر الود والمحبة والآمال والتطلعات النظرية، إلى خطوات ملموسة تؤسس لعلاقات قوية على أرضية صلبة، عززها تشكيل اللجنة العليا المشتركة بين البلدين في مايو 2014، التي مثّلت تحولاً نوعياً في العلاقات، إذ إنها تعمل على تنفيذ الرؤية الاستراتيجية لقيادتَي البلدين للوصول إلى آفاق أرحب وأكثر أمناً واستقراراً لمواجهة التحديات في المنطقة، وذلك في إطار كيان قوي متماسك، بما يعود بالخير على الشعبين الشقيقين ويدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك».

من جهته، ذكر عضو المجلس الوطني الاتحادي، حمد أحمد الرحومي، أن «العلاقات الإماراتية - السعودية، تتمتع بجذور متينة وراسخة، والتعاون بينهما يصل إلى درجة التطابق في مواجهة التحديات كافة، التي تحيط بمنطقة الخليج والعالم العربي، كما أن الأزمات الأخيرة زادت من الروابط بين البلدين على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والإعلامية».

وقال إن الدولتين خلقتا نموذجاً مثالياً للتعاون والتبادل المشترك، تطمح إلى تحقيقه أي دولتين متحالفتين في العالم، إذ تتعاطيان بشكل موحد مع القضايا والمستجدات، من خلال مبدأ التكاتف في مواجهة التحديات التي تجلت في اليمن، ومواجهة التدخلات الإيرانية في المنطقة، وغيرها من الصعوبات التي تواجه العالم العربي»، مشدداً على أن «تطابق الرؤى والمواقف بين البلدين شكّل سداً منيعاً أمام التحديات التي تعيشيها الأمة العربية، ودشّن لمنظومة أمن واستقرار في المنطقة، لاسيما مع ما تتميز به سياستاهما إقليمياً ودولياً».

وأكد الرحومي أنه «من الطبيعي أن تجد خطوات التقارب النوعي للدولتين استحساناً كبيراً لشعبي البلدين، وتترك أثرها الإيجابي في مزاج القطاع المجتمعي وتضفي حالة من الفرح لشعوب دول مجلس التعاون، وذلك لما تمثله هذه الخطوة من فوائد مهمة في بناء أسس متينة تسهم في تعضيد جهود العمل الخليجي المشترك».

إلى ذلك، أوضحت عضو المجلس الوطني الاتحادي، ناعمة عبدالله الشرهان، أن «التحول النوعي في العلاقات المشتركة بين الإمارات والسعودية، يشكل تجسيداً فعلياً للعلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين، المبنية على أسس التفاهم المشترك ومبادئ حسن الجوار والموروثين الثقافي والتاريخي، والقيم والعادات والتقاليد الاجتماعية المشتركة»، لافتة إلى «حرص قيادتَي البلدين على مواصلة توثيق العلاقات بالنهج والمضمون نفسيهما، لاسيما في ظل المحاولات الخسيسة والفاشلة لإثارة أي وقيعة بين البلدين».

بدوره، أكد رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، الدكتور محمد مطر الكعبي، أن« المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أسّس علاقات قوية واستراتيجية بين الإمارات والسعودية، تستند إلى أسس راسخة من الأخوّة والرؤى والمواقف والتوجهات المتسقة تجاه قضايا المنطقة والعالم، فضلاً عن أنها تمثل ركناً أساسياً من أركان الأمن الجماعي في مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمن القومي العربي».

وشدد الكعبي على أن «الإمارات حريصة على تعزيز أواصر التعاون والترابط الأخوي والتاريخي، وتطوير العلاقات الاستراتيجية الوثيقة مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في المجالات كافة».

وأوضح أن «العلاقات بين البلدين تعد نموذجاً لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الدول العربية، ومثالاً على الوعي المشترك بطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية المحيطة، وأهمية التعامل معها بسياسات ومواقف متسقة ومتكاملة».

فيما تحدث الأمين العام لصندوق الزكاة، عبدالله بن عقيدة المهيري، عن «تنوع العلاقات بين البلدين، موضحاً أن التعاون شمل مختلف الأوجه السياسية والاقتصادية والاجتماعية بطبيعة الحال، وصولاً إلى المسار العسكري، متمثلاً في تشكيل وقيادة التحالف العربي لنصرة الشرعية في اليمن، الذي دشّن لعلاقة تاريخية جديدة سطرتها دماء شهداء البلدين الذين ضحوا بحياتهم دافعاً عن شرعية اليمن وأهله ونصرة للحق، وحرصاً على تماسكه ووحدته وإنقاذه، بما يرسخ للأمن القومي العربي».

وقال المهيري: «تعد العلاقات التجارية والاقتصادية بين الإمارات والمملكة العربية السعودية هي الأكبر على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، كما أن الإمارات من أهم الشركاء التجاريين للسعودية على صعيد المنطقة العربية بشكل عام، ورغم ذلك فإن الآونة الأخيرة شهدت المزيد من التطورات الاستراتيجية في العلاقة الثنائية بين البلدين اللذين ظهرت مساعيهما لتغيير الواقع الذي تمرّ به المنطقة العربية، وإجهاض الانتكاسات العربية المتكررة التي صنعها التطرف والإرهاب، وكذلك صد المؤامرات الخبيثة التي أرادت النيل من كل ما هو عربي إسلامي».

تويتر