Emarat Alyoum

أخطاء مرورية تهدّد سلامة الطلبة أمام المدارس

التاريخ:: 14 سبتمبر 2017
المصدر: محمد الفودة -دبي
أخطاء مرورية تهدّد سلامة الطلبة أمام المدارس

رصدت إدارات المرور أخطاء تمثل خطورة كبيرة على الطلبة أثناء نقلهم إلى المدارس من جانب الآباء، شملت ترك أطفال بمفردهم في مركبات بحالة تشغيل، وتحميل عدد كبير من الطلبة في سيارة واحدة، وترك الأطفال يعبرون الطريق بمفردهم بعد إنزالهم، على الرغم من الزحام الشديد ووجود حافلات في فترة الذروة الصباحية. وأطلق مجلس المرور الاتحادي أول من أمس، حملة بتكليف من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بمناسبة العودة إلى المدارس تحت شعار «سلامة طلابنا أمانة».

46 حادث حافلات مدرسية في 2016

قال اللواء محمد سيف الزفين، إن إجمالي حوادث الحافلات المدرسية المسجلة على مستوى الدولة خلال العام الماضي بلغ 46 حادثاً أسفرت عن نحو 35 إصابة مختلفة.

وقال رئيس المجلس، مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون العمليات اللواء محمد سيف الزفين، على هامش الحملة، إن هناك إجراءات تطبق لأول مرة منها تحرير مخالفة 1000 درهم و10 نقاط سوداء لكل سائق مركبة لا يلتزم بالوقوف عند إنزال إشارة «قف» من الحافلة المدرسية، ومخالفة سائق المدرسة الذي لا يلتزم باستخدام الإشارة 500 درهم وست نقاط سوداء، لافتاً إلى أنه سوف يسمح لسائقي الحافلات للمرة الأولى كذلك بتسجيل أرقام لوحات السيارات التي لا تلتزم لاتخاذ إجراءات بشأنها.

فيما كشف مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي العميد سيف مهير المزروعي، أن الدوريات المرورية لن تخالف السائقين غير الملتزمين في الشهر الأول من الدراسة، ما عدا المخالفات الخطرة التي سيتم تحريرها بداية من الشهر المقبل، وتشمل السلوكيات الخاطئة المشار إليها.

وتفصيلاً، قال الزفين إن هناك إجراءات عدة سوف تتخذ خلال العام الدراسي الجاري، منها تطبيق المخالفة المستحدثة بشأن إشارة «قف» في الحافلات المدرسية سواء إذا ارتكبها سائقون لا يلتزمون باحترام الحافلة، والوقوف عند مشاهدة الإشارة انتظاراً لنزول الأطفال، وغرامتها 1000 درهم و10 نقاط مرورية على الرخصة، أو من جهة سائقي الحافلات الذين سوف يخضعون لدورات ومحاضرات توعية لتنبيههم إلى السلوكيات التي يجب تفاديها حفاظاً على سلامة الطلبة، وضرورة استخدام إشارة «قف» حتى لا يقعوا عرضة لارتكاب مخالفة غرامتها 500 درهم وست نقاط مرورية سوداء.

وأضاف أن من بين الإجراءات التي ستعمم السماح لسائقي الحافلات بتسجيل أرقام السيارات التي لا يلتزم سائقوها بالوقوف، وإبلاغ غرف العمليات بذلك، ليتم التدقيق في الحالة، فإذا أقر السائق أو ثبتت المخالفة تسجل ضده على الفور، كما ناشد أفراد المجتمع الإبلاغ عن سائقي الحافلات الذين لا يلتزمون باستخدام الإشارة.

وأشار إلى أن حملة العودة إلى المدارس تستمر رسمياً خلال الشهر الأول من الدراسة، لكن ستمتد على مدار العام، لافتاً إلى نشر ضباط ودوريات مرورية ورقباء سير أمام المدارس خلال حضور وانصراف الطلبة، لتوعية الآباء الذين يتولون نقل أبنائهم بأنفسهم أو بوساطة غيرهم ورصد الأخطاء التي ترتكب في هذه المناطق، على أن يتم تحرير المخالفات للمتجاوزين بداية من الشهر الثاني.

وأوضح الزفين أن هناك سلوكيات خاطئة يرتكبها كثير من الآباء أمام المدارس رغم خطورتها، منها إصرارهم على الوقوف أمام مداخل المدارس، لإنزال أبنائهم، معرقلين حركة السير، ومسببين صعوبة في الرؤية أثناء إنزال أبناء غيرهم سواء بوساطة الحافلات أو المركبات الخصوصية.

ولفت إلى أن هناك مثلثاً لسلامة الطلبة المرورية، ضلعه الأول يتمثل في الأسرة سواء في ما يتعلق بعملية نقل الأبناء إلى المدارس وإنزالهم، أو في النموذج الذي يقدمه الأب أو الأم أو غيرهما للأبناء، بينما يتمثل الضلع الثاني في المدرسة، خصوصاً السائقين، وتنظيم آلية الدخول والخروج من قبل طلبة كشافة يتم تدريبهم على هذا الدور، وتنظيم الفعاليات المختلفة لتوعية الطلاب، لافتاً إلى أن الشرطة تمثل الضلع الثالث من خلال رجال المرور الذين يتولون متابعة حركة السير ورصد المتجاوزين أمام المدارس.

وكشف الزفين عن تعميم تجارب إيجابية على المستوى الاتحادي، منها منع ترخيص الحافلات الصغيرة «ميكروباص» للنقل بداية من العام المقبل وتحديداً بعد انتهاء العام الدارسي 2018 لضمان توفير أقصى درجات الأمان لعملية النقل خصوصاً الطلبة، في ظل ما تمثله هذه المركبات من مخاطر كبيرة، وعدم ملاءمتها للنقل الآدمي، كما سيتم تعميم تجربة كشافة المدارس من الطلبة المدربين على تنظيم حركة السير.

من جهته، قال مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي العميد سيف مهير المزروعي، إن هناك أخطاء بالغة الخطورة رصدها بنفسه أمام المدارس في الأسبوع الأول، منها حالة أم تركت مركبتها في حالة تشغيل، وبداخلها على المقعد الأمامي طفل عمره أربع سنوات، فتم إيقافها وتوعيتها بخطورة تصرفها، مع تحذيرها من تحرير مخالفة لها إذا تكررت.

وأضاف أن من الأخطاء التي رصدت كذلك نقل شخص في سيارته سعة خمسة ركاب، ثمانية أطفال، منهم الذي يجلس في الصندوق الخلفي للسيارة والآخرون يتزاحمون في الداخل، وحين سأله أفاد بأنهم أبناء جيرانه في الحي، إذ اتفقوا معاً على أن يتولى كل منهم توصيل الأطفال في يوم من أيام الأسبوع، مشيراً إلى أن هذا التصرف بالغ الخطورة، لأن السيارات الصغيرة غير مجهزة لذلك سواء بسبب عدم وجود أحزمة أمان كافية، أو إمكانية تعرض الأطفال لإصابات بليغة في حالة وقوع حادث.

وأشار إلى أن الأخطاء تشمل ترك الأطفال يعبرون بمفردهم، رغم صغر أحجامهم ووجود حافلات كبيرة، وكذلك إنزالهم في الجهة المقابلة للمدرسة، مشيراً إلى أن الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي سوف تتعامل بمرونة مع السائقين خلال الشهر الأول من الدراسة، وتطبق المخالفات مباشرة من الشهر الثاني وفق تكليف مجلس المرور الاتحادي.