بحثا المسائل الوطنية وتوفير مقومات الحياة الكريمة لأبناء الوطن.. وزارا متحف اللوفر أبوظبي

محمد بن راشد ومحمد بن زايد يـــؤكدان أهمية توظيف الإمكــانات لتحقيــق رؤيــة الإمارات 2021

صورة

التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في قصر البحر بالعاصمة أبوظبي عصر أمس.

محمد بن راشد:

«اللوفر أبوظبي» مفخرة إماراتية وتحفة معمارية، ووجهة ثقافية عالمية جديدة

محمد بن زايد:

تمتزج في أروقة «اللوفر أبوظبي» ثقافات العالم بإبداعاته الحضارية

الاستمتاع بالمشي

يمكن لزوّار متحف اللوفر أبوظبي الاستمتاع بالمشي عبر الأروقة والممرات المطلة على البحر، التي تظللها القبة الضخمة التي يبلغ قطرها 180 متراً، والمؤلفة من نحو 8000 قطعة معدنية على شكل نجوم، ما يتيح لهم اختبار التأثيرات المدهشة لأشعة الضوء المتسللة من السقف وكأنها رذاذ متساقط من السماء، وذلك في مشهد يذكرنا بأشعة الضوء المنبعثة عبر أشجار النخيل المتداخلة في واحات دولة الإمارات.

مجموعة فنية خاصة

سيعرض اللوفر أبوظبي مجموعته الفنية الخاصة، وأعمالاً فنية أخرى معارة من أعرق المتاحف في فرنسا. وتشمل الأعمال الفنية مختلف الحقب التاريخية التي مرت بها البشرية بدءاً من القطع الأثرية القديمة، وصولاً إلى الأعمال المعاصرة المصممة خصيصاً للمتحف، التي تسلط الضوء على محاور وأفكار عالمية تعكس أوجه التشابه بين مختلف الثقافات والحضارات حول العالم، ما يميز اللوفر أبوظبي عن معظم المتاحف الأخرى التي غالباً ما تفصل بين الأعمال الفنية حسب أصولها الحضارية. وبالإضافة إلى قاعات العرض، يضم المتحف معارض فنية ومتحفاً للأطفال ومتجراً ومقهى للزوّار.

تعاون إماراتي فرنسي

أنشئ متحف اللوفر أبوظبي بناء على اتفاق التعاون الحكومي الدولي، الموقع بين دولة الإمارات العربية المتحدة وفرنسا في عام 2007. وبموجب هذا الاتفاق يستعير اللوفر أبوظبي اسم متحف اللوفر لمدة 30 عاماً وستة أشهر، إلى جانب التعاون بين الدولتين على إقامة المعارض المؤقتة لمدة 15 سنة، وإعارة الأعمال الفنية من المتاحف الوطنية الفرنسية لمدة 10 أعوام وعرضها إلى جانب المجموعة الفنية للمتحف.

وقد تجاذب سموهما أطراف الحديث حول عدد من المسائل والأمور الوطنية ذات الصلة، بتوفير جميع مقومات الحياة العصرية الكريمة لأبناء وبنات الوطن ومجتمع دولة الإمارات عموماً.

كما تناول سموهما الحديث حول قضايا التنمية الوطنية الاقتصادية منها والاجتماعية والتعليمية والثقافية وغيرها من المجالات، حيث أكد سموهما أهمية توظيف الإمكانات كافة من أجل تحقيق رؤية الإمارات 2021، وصولاً الى التنمية المستدامة على مختلف الصعد، وفي شتى القطاعات التي تسهم في تحصين دولتنا العزيزة اجتماعياً وأمنياً واقتصادياً حتى تظل واحة للتعايش والتلاحم الوطني والتكافل الاجتماعي والإنساني.

حضر اللقاء سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، إلى جانب عدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين في الدولة.

إلى ذلك، زار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مساء أمس، مبنى متحف اللوفر أبوظبي، الذي يقع في جزيرة السعديات للاطلاع على سير تقدم عمليات تثبيت الأعمال الفنية في المتحف استعداداً لافتتاحه الرسمي في 11 نوفمبر 2017.

واصطحب سموهما الطالبة علياء المنصوري - البالغة من العمر 15 عاماً - الفائزة بمسابقة «الجينات في الفضاء»، التي أطلقت في محطة الفضاء الدولية بقاعدة «كيب كانافيرال» في فلوريدا بالولايات المتحدة الأميركية، حيث تعتبر تجربة علياء المنصوري التي طورتها مع مرشدها «هارفارد» هي الثالثة من نوعها، ضمن المسابقة العالمية، والأولى على مستوى الدولة، وستدرس المتغيرات التي تطرأ على التعبير البروتيني للحمض النووي الذي يتم إنتاجه في الفضاء.

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «سعدت بمرافقة أخي محمد بن زايد بزيارة مفخرة إماراتية، وتحفة معمارية، ووجهة ثقافية عالمية جديدة، متحف اللوفر أبوظبي»، مشيراً سموّه إلى أن «القبة الفضية العائمة في ظلال من النور لمتحف اللوفر هي بحق إنجاز إنساني جديد، قبة معمارية عربية تظلل 55 مبنى منفصلاً تضم أجمل إبداعات الإنسان».

وأكد سموّه أن «متحف اللوفر أبوظبي هو مدينة مصغرة عائمة على البحر ومطلة على أفق أبوظبي، عاصمتنا الجميلة، والعاصمة العالمية الجديدة للثقافة والفنون».

وقال: «أبارك لرئيس الدولة وشعبنا هذا المنجز الإنساني العظيم، وأهنئ أخي محمد بن زايد على هذا المشروع الذي دفع به فنون وثقافة ومعمار العالم خطوة للأمام».

من جانبه، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، عبر حسابه على «تويتر»، إن «اللوفر أبوظبي نافذة ثقافية عالمية، تجولتُ بصحبة أخي محمد بن راشد في أروقته التي تمتزج فيها ثقافات العالم بإبداعاته الحضارية».

ويُعد متحف اللوفر أبوظبي أول متحف عالمي في المنطقة العربية والشرق الأوسط، يجسد روح الانفتاح والحوار بين الثقافات، بالنظر إلى ما يعرضه من مجموعة مختارة من الأعمال التي تتميز بأهميتها التاريخية، وقيمتها الثقافية والفنية من مختلف الحقب التاريخية والحضارات البشرية.

وقام متحف اللوفر أبوظبي باقتناء أكثر من 620 عملاً فنياً حتى اليوم، تتضمن سلسلة من الأعمال الفردية وتشكيلات متنوعة، حيث سيعرض العديد من هذه الأعمال مع 300 عمل فني معار من 13 مؤسسة ثقافية فرنسية، وأخرى عالمية تحت سقف 23 قاعة عرض دائمة تعكس روح المدينة العربية.

وخلال جولتهما اطلع سموهما على عدد من الأعمال الفنية التي وضعت في الآونة الأخيرة في المتحف، منها مجموعة جنائزية للأميرة حنوت تاوي، وأحد التماثيل القديمة لـ«أبوالهول» في بلاد الإغريق، الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس قبل الميلاد، وتابوت رخامي فينيقي و«ثلاثة عشر جزءاً من إفريز» عليه نصوص من سورة الحشر من القرآن الكريم.

واطلع سموهما أيضاً على أول الأعمال الفنية المثبتة في الأماكن العامة خارج المتحف من إبداع الفنانة الأميركية المعاصرة الشهيرة جيني هولزر (1950)، حيث قامت بابتكار ثلاثة جدران حجرية خصيصاً لمتحف اللوفر أبوظبي (2017)، نُحتت على الجدار الأول مقتطفات من كتاب «المقدمة» لابن خلدون. أما الجدار الثاني فيحمل نصوصاً مستوحاة من لغات بلاد الرافدين (السومرية والأكدية المكتوبة بالخط المسماري)، الموجودة على «لوح الأسطورة»، في حين نُقشت على الجدار الثالث نصوص مدعمة بالشرح من طبعة عام 1588، لمقالات الكاتب والفيلسوف الفرنسي ميشيل دي مونتين.

وعقب الجولة صافح سموهما فريق العمل وأعضاء مجلس إدارة شركة أرابتك وشركائها من الشركات والجهات المنفذة للمشروع، وتم التقاط الصور التذكارية التي جمعت سموهما والجهات المنفذة ومجموعة من العاملين في مشروع اللوفر أبوظبي، حيث شكر سموهما فريق العمل على ما قدموه من جهد لإنجاز هذا المشروع الحضاري.

وصمّم متحف اللوفر أبوظبي الذي يقع على ضفاف العاصمة الإماراتية أبوظبي المهندس المعماري الفرنسي جان نوفيل، الحائز جائزة بريتزكر العالمية، حيث صمم المتحف الذي تحيط به مياه البحر من كل جانب تحت قبة فريدة من نوعها، ليبدو اللوفر أبوظبي وكأنه «مدينة متحفية» تطفو فوق سطح البحر.

تويتر