«إسلامية دبي» تؤكد حظر التبرعات دون الحصول على موافقة

خطة استراتيجية لتحويل العمل الخيري إلى مستدام

صورة

كشف المدير العام بالإنابة، المدير التنفيذي لقطاع العمل الخيري في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، أحمد درويش المهيري، أن الخطة الاستراتيجية للدائرة (2018-2021) تستهدف تحويل العمل الخيري إلى عمل مستدام، مضيفاً أن هذا التحول سيعود بالنفع على ثلاثة أركان أساسية للعمل الخيري، هي: المتبرّع والمستفيد والمجتمع.

وأكد أن القانون يحظر جمع التبرعات أو السماح بجمعها في الإمارة أو الإعلان عنها عبر وسائل الاتصال والإعلام المسموعة أو المقروءة أو المرئية أو غيرها، إلا بعد الحصول على موافقة الدائرة الخطية المسبقة على ذلك.

وأفاد بأن حصيلة ثماني مبادرات أطلقتها الدائرة بمناسبة «عام الخير» بلغت، منذ بداية العام الجاري، 23 مليوناً و475 ألفاً و640 درهماً.

وقال المهيري لـ«الإمارات اليوم» إن «نموذج العمل الخيري يشمل أربعة مستويات تحقق خمسة جوانب أساسية للمحتاج، هي: نمط العمل الخيري، ومتطلبات المحتاج، ودور المانح، والقيمة المقدمة، ومرحلة النضج المجتمعي»، موضحاً أن «هذه الجوانب تختلف طبيعتها من المستوى الأول إلى المستوى الرابع، ففي الأول يركز جانب نمط العمل الخيري على الرعاية، وفي الثاني يركز جانب متطلبات المحتاج على الاحتياجات، وفي الثالث يقوم دور المانح على الدعم، وتركز القيمة المقدمة فيه على المساواة بين المحتاج ونظرائه في المجتمع، وفي الرابع تكون مرحلة النضج المجتمعي هي الاستهلاكية».

سجل الزكاة

قال المدير العام بالإنابة، المدير التنفيذي لقطاع العمل الخيري في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، أحمد درويش المهيري إن الدائرة منوط بها قبول الزكاة في إمارة دبي، لذلك تتضمن إدارات قطاع العمل الخيري في الدائرة إدارة للزكاة مخصصة لأداء هذا الدور، إلا أن الجهة المنوط بها قبول الزكاة على المستوى الاتحادي هي صندوق الزكاة. وقد عملت الدائرة على إنشاء «سجل الزكاة» في دبي، لحصر الزكوات التي تجمعها الجمعيات الخيرية التي تشرف عليها الدائرة، لافتاً إلى أن هذا السجل في طور التنفيذ حالياً.

وأضاف: «يتطور الأمر من المستوى الأول إلى المستويات المتقدمة الأخرى، إذ ينتقل نمط العمل الخيري من الرعاية إلى التنمية ثم الحماية، ليحقق الرفاه في المستوى الرابع. كما تنتقل متطلبات الحياة من الاحتياجات إلى القدرات، ثم الحقوق، ثم المزايا، وفيه يتخطى دور المانح الدعم إلى الدمج، ثم التمكين، وينتهي بالتكافل. أما القيمة المقدمة فتتحول من المساواة إلى الإنتاجية، ثم المشاركة، وتصل إلى المسؤولية، وأخيراً تتخطى مرحلة النضج المجتمعي الاستهلاكية إلى المعرفية ثم الابتكار، وصولاً إلى الاستدامة».

وأشار إلى أن «الدولة حققت تطوراً شاملاً في جميع المجالات، ولم يعد يناسبها إلا أن تكون في المستويات المتقدمة من العمل الخيري، ولا نرضى أن يكون العمل الخيري متخلفاً عن المؤشرات الأخرى»، متابعاً: «من المفترض أن نكون قد حققنا المستوى الثالث من العمل الخيري العام الماضي، لنصل به إلى الابتكار. ومن ثم، يتبقى علينا أن نبذل مزيداً من الجهد لتحقيق المستوى الرابع، بتحويل العمل الخيري إلى عمل مؤسسي مستدام».

وحول آليات تعزيز فكر العمل الخيري المستدام في المجتمع، قال المهيري إن «الدائرة تركز على محاور عدة لتحقيق هذه الرؤية، تتضمن اللقاءات المباشرة بين الجمعيات الخيرية التي تشرف عليها الدائرة من جهة، والمتبرعين والمانحين من جهة أخرى، لتوضيح استراتيجية الدائرة للتحول نحو عمل خيري مستدام، والنتائج المرجوة من هذا التحول، إضافة إلى التوعية المستمرة من خلال القنوات المتعددة للتواصل مع الجمهور حول هذا الأمر، منها وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، ووسائل التواصل الاجتماعي، فضلاً عن خطب الجمع، وغيرها».

وذكر أن «العمل الخيري في دبي يركز على ثلاثة قطاعات أساسية، تشمل: الصحة والتعليم والإسكان»، مضيفاً أن «مساعدة طالب في تلقّي العلم أو مريض في تلقّي العلاج يُعد عملاً خيرياً. وكذلك المساهمة في بناء مدرسة أو مستشفى ستكون عمل خير مستداماً، يستفيد منه العديد من أفراد المجتمع، فضلاً عن استفادة أجيال متعاقبة».

قال المهيري إن الدائرة أطلقت تسع مبادرات خيرية، تزامناً مع «عام الخير»، نفذتها بالتعاون والتنسيق مع عدد من الدوائر والمؤسسات الاتحادية والمحلية في الدولة، إلى جانب عدد من الجمعيات الخيرية، بكلفة إجمالية تتجاوز 40 مليون درهم، ويستفيد منها، خلال العام الجاري، نحو 20 ألف شخص».

وأشار إلى أن أهم المبادرات «زرع وثمر» التي تهدف إلى تعزيز ثقافة العمل الخيري ونشرها في المجتمع، إذ تستهدف التوعية بقوانين جمع التبرعات، موضحاً أن الدائرة هي الجهة الوحيدة المنوط بها الترخيص لجمع التبرعات في إمارة دبي، سواء كان ذلك عن طريق الجمعيات الخيرية أو حتى عن طريق الدوائر الحكومية التي تم استثناؤها من المرسوم الذي ينص على حظر جمع التبرعات في الإمارة بالمؤسسات الحكومية بإشراف من الدائرة.

وذكر أن الهدف من مبادرة «زرع وثمر» أن تكون «توعوية أكثر من كونها مرتكزة على الدفع المادي للمحتاجين، ووصلنا في المرحلة الأولى من تطبيقها إلى طلبة المرحلة الثانوية وطلبة الجامعات، وسيتم انطلاقها مرة أخرى في شهر سبتمبر المقبل مستهدفةً القطاعين العام والخاص».

وأضاف المهيري أن من بين المبادرات التي تم إطلاقها مبادرة «كرسي العلم»، وتهدف إلى دعم الطلبة المعسرين وإعانتهم على استكمال مسيرتهم التعليمية من خلال دفع التكاليف الدراسية، بالتعاون مع المدارس الأهلية وجامعة زايد، ويستفيد منها 1200 طالب.

وتابع أن المبادرة الثالثة هي «تفريج كربة نزيل»، وتهدف إلى مدّ العون إلى النزلاء المعسرين من خلال سداد مديونياتهم، وإعادة حريتهم، وتهيئة الاستقرار لهم ولأسرهم، وستنفّذ مع صندوق الفرج، والمؤسسات العقابية، وتستهدف الإفراج عن 100 نزيل.

ولفت المهيري إلى أن مبادرة «سرير الخير» تهدف إلى مساندة المرضى المعسرين من خلال دفع تكاليف علاجهم، بالتعاون مع هيئة الصحة في دبي وصحة أبوظبي ووزارة الصحة، ويستفيد منها 1000 مريض.

وذكر المهيري أن مبادرة «إطعام الطعام»، تطبّق أسبوعياً، إذ يتم توزيع 2000 وجبة لنحو أربعة مواقع، كما تم توزيع 10 آلاف وجبة يومياً خلال شهر رمضان، إذ كان المستهدف توزيع 300 ألف وجبة خلال الشهر الفضيل، على مستوى الإمارة، بالتعاون مع عدد من الشركات الموردة للطعام.

وتابع أن مبادرة «تجهيز منزل» تقام بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد للإسكان، وتهدف إلى تسهيل انتقال فئات معينة من مواطني الدولة إلى مساكنهم مع إعانتهم. أما مبادرة «فرحة العيد» فتهدف إلى توزيع زكاة الفطر المالية والعينية على مستحقيها من خلال الخيام الرمضانية قبل عيد الفطر، والتي استهدفت 5000 مستفيد.

وأضاف أن مبادرة «صندوق الطوارئ الخيري» تم تأسيسه مع عدد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية، ويهدف إلى تلبية الاحتياجات الإنسانية الطارئة فوراً.

وأشار إلى أن برنامج «إمارات الخير» هو برنامج إعلامي خيري يحقق التكامل بين المؤسسات والجمعيات الخيرية، ويعرض الحالات الإنسانية الأكثر احتياجاً للدعم المادي، وينفذ من إذاعة وتلفزيون نور دبي، مضيفاً أن البرنامج الذي يذاع يوم الجمعة من كل أسبوع، استطاع جمع نحو 19 مليون درهم خلال عام 2016، ومن المتوقع أن تكون المحصلة أكبر خلال العام الجاري.

وحول المشروعات الخيرية الخارجية، أفاد المهيري بأنها متعددة في عدد من الدول، وتشمل مستشفيات ودور أيتام وآبار مياه وغيرها، ما يدعم الفئات الفقيرة في تلك الدول، مؤكداً أن «الدائرة تتابع هذه المشروعات بصورة دورية للوقوف على تنفيذها بالشكل الصحيح».

تويتر