Emarat Alyoum

نهيان بن مبارك: شعب الإمارات الكل في واحد والجميع أعضاء في فريق ناجح

التاريخ:: 13 أغسطس 2017
المصدر: ابوظبي - وام
نهيان بن مبارك: شعب الإمارات الكل في واحد والجميع أعضاء في فريق ناجح

وجه الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة تحية اعزاز وتقدير الى شهداء الوطن الابرار وفيما يلي نص الكلمة:

في بداية كلمتي ، أودّ أن أَتْلُوَ قولَ المولى سبحانه وتعالى : " وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " صدق الله العظيم .

في إطار هذا الوحي القرآني ، يَعِزُّ عَلَيَّ أن أقول : لقد فقدت الإمارات الغالية أربعة من جنودها البواسل ، المشاركين ضمن قوات التحالف العربي في عملية إعادة الأمل ، حيث تم استهداف طائرتهم المروحية ، في محافظة شبوه ، التي تخضع لسيطرة القاعدة ، وهي منطقة خارجة عن سيطرة قوات التحالف ، وأصيبت الطائرة بعطل ، مما أدى إلى تحطمها ، وراح ضحيتها شهداؤنا الأبرار ، وهم يؤدون واجبهم الوطني ، لتحقيق السلام والأمان ، وتثبيت الشرعية ، وبناء مستقبل واعد ، في ربوع اليمن الشقيق ، حيث قدموا أرواحهم الطاهرة ، فداءً للحق ، وأداءً للواجب ، في ميادين العزة والشرف - لا نملك إلا أن نقول : " إنا لله وإنا إليه راجعون " .

إننا ونحن نعتز بتضحيات هؤلاء الشهداء الأبطال ، وهم أغلى الرجال ، وأعزّ الرجال ، وأنبل الرجال، فإنما ندعو الله سبحانه وتعالى أن يسكنهم فسيح جناته ، وأن يرحمهم برحمته الواسعة، كما أتقدم بالعزاء والمواساة إلى ذويهم وأقربائهم ، بل وإلى شعب الإمارات العظيم كلّه - أدعوه جل وعلا ، أن يرحمَ شهداء الإمارات ، كما ندعوه سبحانه وتعالى أن يَمُنّ على المصابين في هذا الحادث الأليم ، بالشفاء العاجل ، والتعافي مما هم فيه ، وأن يحقق لليمن الشقيق ، النصر القريب بإذن الله .

إنه لمما لا يعلمه الكثيرون ، أن مجموعة الجنود التي كانت على ظهر هذه الطائرة ، حين هبطت اضطرارياً ، وارتطمت بالأرض ، كانت هذه المجموعة تمثل نخبة رائعة من أبناء الإمارات جميعاً، ومنهم أبناء من أسرة آل نهيان ، وأصيب في الحادث ، سمو الشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان ، الذي ندعو له ولرفاقه المصابين بالشفاء العاجل والتام ، بإذن الله .

وتجدر الإشارة إلى أن كلاً من سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان ، والشيخ أحمد بن سعود القاسمي ، كانا قد اُصيبا أيضاً في العام الماضي ، في الهجومٍ الغاشم على معسكر الإمارات ، الذي استشهد فيه عدد من أبناء الإمارات البواسل .

وإنه لمما يدعو إلى الاعتزاز والافتخار ، أن انخراط سمو الشيخ زايد بن حمدان ، في خدمة الوطن على هذا النحو الرائع ، وما يمثله ذلك من نموذج وقدوة ، في العمل الوطني المخلص ، قد شاركه فيه العديد من أبناء الأسر الحاكمة ، ومنهم : سمو الشيوخ : ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان ، ومنصور بن محمد بن راشد آل مكتوم ، وذياب بن خليفة بن حمدان آل نهيان ، ومحمد بن حمد بن طحنون آل نهيان ، ومحمد بن سرور بن محمد آل نهيان ، وشخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان ، وأحمد بن سعود بن صقر القاسمي .

ويُظهر ذلك بكل وضوح ، أن جميع أبناء وبنات الإمارات ، ومنهم أبناء وبنات الأسر الحاكمة في الدولة ، إنما يجسدون دائماً ، في وحدةٍ وتآلفٍ رائعين ، المبادئ الثابتة والراسخة ، التي أسسها فينا : المغفور له الوالد القائد المؤسس ، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، طيب الله ثراه - لقد نشأنا جميعاً ، في مدرسته القيادية ، التي تعلمنا فيها مبادئ الوطنية ، والانتماء والولاء لأهداف الدولة وغاياتها - نشأنا ونحن نراه في مقدمة وطليعة المدافعين عن الوطن ، يضحي بكل غالٍ وثمين ، في سبيل رفعته ، يقود كافة معاركه ، في سبيل نجاح مسيرة هذا الوطن العزيز - نشأنا وهو يوجهنا جميعاً ، إلى أن حب الوطن واجبٌ والتزام ، وأن العمل المخلص في سبيل تقدمه ورفعته ، هو نجاحُ ونماء .

إن مشاركة أبناء الأسر الحاكمة في الدولة ، في عملية إعادة الأمل في اليمن ، وإصابة واحد من أبنائها الأبرار ، في هذا الحادث الأليم ، إنما هو في الواقع دليل جديد ، على أن أبناء الإمارات كلهم في واحد ، وأن أبناء الأسر الحاكمة في الدولة ، يلبون نداء الشرف والتضحية وخدمة الوطن، بعزمٍ وصلابة ، شأنهم في ذلك شأن أبناء الإمارات جميعاً - أبناء الأسر الحاكمة في الدولة ، بذلك ، إنما يؤكدون أن " البيت متوحد " ، وأن جميع أبناء وبنات الوطن ، بدون استثناء ، يتصفون بصفات الشجاعة ، والوعي بالمسؤولية الوطنية ، والحرص على الإسهام في العمل الوطني المخلص ، والتضحية وعمل الخير ، بلا حساب .

إنني وبصفتي واحداً من أبناء آل نهيان ، أؤكد أننا جميعاً ، ومعنا كل أبناء وبنات الإمارات ، إنما نُعطي حياتنا دفاعاً عن الوطن ، وسعياً في سبيل تقدمه ونمائه - نحن مع جميع أبناء وبنات الإمارات ، على قلب رجلٍ واحد ، في العزم والإصرار على النصر ، وتقديم كل ما نملك من تضحيات ، في سبيل أن تكون الإمارات دائماً ، وهي دولة الخير والتعمير والبناء والاستقرار .

بصفتي واحداً من أبناء وبنات الإمارات ، أعتز وأفتخر ، بأن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، ولي عهد أبوظبي ، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، أعزه الله ، إنما يؤكد لدينا جميعاً ، السعي الدائم ، في سبيل إعلاء كلمة الحق ، ودعم المحتاج ، وتحقيق النصر للوطن والأمة - إن الحادث الأليم ، لن يزيد وطننا إلا عزيمة وإصراراً ، ولن يزيدنا جميعاً ، إلا إيماناً بقدسية العمل الوطني ، والدفاع عن القيم والمبادئ النبيلة ، وتحقيق مشاركة جميع أبناء الوطن ، في خدمته والدفاع عنه ، لا فرق في ذلك بين أي فرد فيهم : الكل في واحد ، والجميع أعضاء في فريق ناجح .

إنني أعتز وأفتخر ، بأن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ، إنما يسير على نفس المنهج والأسلوب ، الذي تعلمناه من مؤسس الدولة ، المغفور له بإذن الله تعالى ، الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، عليه رحمة الله ورضوانه ، وهو القائد التاريخي ، الذي أسس مدرسة متميزة ، في الحكم الصالح والرشيد - إننا نحن أبناء آل نهيان ، ومعنا شعب الإمارات كله ، إنما نعتز ونفتخر بأن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، يجسد بفكره وإنجازاته ، ما تمثله هذه المدرسة الرائدة ، من وفاء ، وبناء ، وتعمير ، وعمل مستمر ، من أجل سعادة وتقدم أبناء وبنات الوطن ، والحرص على المكانة المرموقة للإمارات ، بين دول العالم أجمع .

إنني أقول اليوم : وباعتزازٍ كبير ، إنّ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ، هو القدوة والنموذج ، نتعلم منه في كل يوم ، الثقة بالنفس ، والاعتزاز بالوطن - نتعلم منه ، الحكمة ، في اتخاذ القرار ، نتعلم منه ، أهمية أن تكون الإمارات دائماً ، مجتمعاً يحرص على بناء الإنسان ، المؤمن بربه ، والمخلص لوطنه ، مجتمع ، يقوم بدوره المأمول ، في جمع كلمة الأمة العربية ، وتحقيق مكانتها المرموقة ، بين الأمم والشعوب في العالم .

إنني إذ أشير إلى ذلك كله ، في مجال حديثي عن هذا الحدث الجلل ، الذي نتمثل فيه ، معاني التضحية والوفاء والانتماء للوطن ، فهو لأنني أعتبر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ، تجسيداً لكافة هذه المعاني - أعتبره قائداً عظيماً ، يَبُثّ روح الحماسة والإقدام ، لدى جميع أبناء وبنات الوطن - إننا ونحن نعتز بتضحيات شهدائِنا الأبرار ، فإنما نعتزّ في الوقت نفسه ، بما نشهده من حكمة القيادة ، وبما رأيناه ، من الارتباط القويِّ والكبير ، بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وشعب الإمارات ، بل وما نراه من مشاعر وطنية قوية ، في كافة ربوع الوطن ، تتمثل فيما نراه ونلمسه من حولنا ، من التفاف أبناء وبنات الإمارات ، بقوةٍ وعزم ، بل وبفخرٍ واعتزاز ، حول شعار : " كلنا محمد بن زايد " .

إن هذا الحدث الجلل ، بما يمثله من معانٍ كثيرة ، إنما يؤكد لدينا من جديد ، نحن الذين يعيشون على هذه الأرض الطيبة ، ارتباطنا القوي مع قواتنا المسلحة الباسلة ، وما نشعر به تجاهها من اعتزاز وافتخار ، وما نقدره لها من تضحيات تجسد حب الوطن ، والانتماء المخلص له ، وتعبئة جهود أبنائه كافة، في سبيل تحقيق العزة والكرامة ، للوطن والأمة ، بل وما نشعر به كذلك ، من اعتزازٍ وفخر ، تجاه قائدها الحكيم : صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، أعزه الله .

حمى الله الإمارات ، وحفظ قادتها المخلصين ، وصان لها أبناءَها ، وجعل رايتها : مرفوعةً عالياً ودائماً ، وحقق لها الفوْزَ والانتصار : اللهمّ آمين .