Emarat Alyoum

أسرة البلوشي: فخورون بنيل ابننا الشهادة فداء للوطن

التاريخ:: 13 أغسطس 2017
المصدر: سلامة الكتبي - العين
أسرة البلوشي: فخورون بنيل ابننا الشهادة فداء للوطن

استقبلت أسرة النقيب أحمد خليفة البلوشي، الذي استشهد أثناء تأديته واجبه الوطني، ضمن قوات التحالف العربي المشاركة في عملية «إعادة الأمل» باليمن، بثبات وصبر، مؤكدة أن استشهاده فداء لوطنه يدفعها للشعورها بالفخر. وعادت الأسرة بعد سماعها خبر استشهاد أحمد إلى الرسالة الأخيرة التي وجهها إليها، ليقرأ أفرادها كلماتها مرة بعد أخرى، مستعيدين دفء نبرته، وصدق كلماته، وهو يطلب منهم أن يسامحوه على أي خطأ، قد يكون بدر منه تجاه أيٍّ منهم دون قصد منه.

وكان البلوشي قد استشهد أثناء أدائه مهمة اعتيادية في محافظة شبوة، إثر تعرض الطائرة المروحية، التي كانت تقله برفقة عدد من زملائه، لخلل فني أدى إلى هبوطها اضطرارياً، وارتطامها بالأرض.

وأعرب محمد، وهو الشقيق الأكبر لأحمد، عن شعوره بالفخر والاعتزاز، منذ تلقيه خبر استشهاد شقيقه، مضيفاً أن والديه استقبلا خبر استشهاد أحمد بصبر وثبات، واحتسباه عند الله، راجيين له الرحمة والمغفرة.

وقال لـ«الإمارات اليوم»: «لقد ربانا والدي، الذي خدم عشرات الأعوام في المجال العسكري قبل أن يتقاعد برتبة مقدم، على أن الوطن وطاعة ولي الأمر من أسمى المعاني والقيم الإنسانية، التي يجب الحرص عليها، فنشأنا على ثوابت راسخة لا تقبل التغيير، كما أنني وأخي سالم مازلنا نخدم في هذا المجال، وسنظل نتفانى في خدمة وطننا حتى الرمق الأخير، علّنا نسدد لوطننا الغالي وقيادتنا جزءاً من حقهم علينا».

وتابع محمد: «شقيقي أحمد هو الثاني بين أشقائه، البالغ عددهم ستة أفراد (3 ذكور و3 إناث)، وقد استشهد وهو في عامه الـ28، وخلال مراحل عمره كافة، كان نموذجاً للأخلاق والتفاني والإخلاص في خدمة الوطن والدفاع عن الحق، وبسبب طيبته وسمو أخلاقه كان محبوباً بين أصدقائه وزملائه في العمل، إذ كان بشوشاً لا تفارق الابتسامة محياه، كما كان محباً للحياة والناس، ومخلصاً ومتفانياً في عمله وخدمته لدولته. وكانت آخر مكالمة بيني وبينه قبل استشهاده بيوم واحد، وتحديداً قبل صلاة الظهر يوم الجمعة الماضي. وخلال المكالمة أوصاني بإلحاح غير معتاد على الاهتمام بوالديّ وبأبنائي الذين كان يحبهم كثيراً، إذ كان يخبرني بأن لديه إحساساً قوياً بأنه سيلحق قريباً بقافلة الشهداء، وقد ظهر هذا الإحساس جلياً في طريقة توديعه لأهله وإخوته في المرة الأخيرة التي غادر فيها الدولة، متجهاً لأداء واجبه الوطني على أرض اليمن الشقيق».

وأكد محمد أن شقيقه أحمد كان مشتاقاً لنيل الشهادة، «فقد رجع إلى الدولة بعد مشاركته في (عملية الحزم)، لكنه ظل تواقاً لإكمال مسيرته ومواصلة أداء واجبه الوطني، إلى أن رجع إلى ميادين الشرف والقتال، بنفس مليئة بالحماس والمثابرة».

وأفاد الدكتور سعيد الشيخ، وهو عم الشهيد أحمد خليفة البلوشي، بأن «الفقيد أرسل، قبل استشهاده بنحو ثلاثة أيام، رسالة نصية إلى (جروب) عائلته، عبر تطبيق (واتس آب) يطلب منهم فيها أن يسامحوه إذا كان قد أخطأ دون قصد في حق أيٍّ منهم، ويؤكد أنه سيسافر لأداء واجبه الوطني، طالباً منهم أن يتواصلوا معه على رقم هاتفه النقال حول أي أمر يريدونه منه، ثم ودعهم ملبياً نداء وطنه الغالي».

وقال: «كان الشهيد نموذجاً للشاب المواطن الطموح، الذي يعطي وطنه بسخاء، فنفسه مشغوفة جداً بالشهادة، إذ كان يردد هذا الأمر مراراً وتكراراً في كل مجلس يجمعنا به، وكان لا يتوانى في أداء واجب وطنه، وبقدر ما أخلص وأنجز من أجل الوطن، نال من الله ما استحقه من شهادة في سبيله».

وتابع: «سنفتقد روحه المتفائلة ونفسه الطيبة بيننا، إلا أن ما يخفف عنا معاناة الفراق أن الله اختاره لنيل شرف الشهادة الذي لا يوازيه شرف، فأهدانا فخراً وعزة ومجداً سيسطرها التاريخ».