بدأت بالتعبئة والتغليف.. وتميّزها قادها إلى منصب المدير

هدى رفضت انتظار الوظيفة الحكومية فتولّت إدارة 5 مصانع

هدى تشرف على 188 موظفاً في مصانع الدواء. الإمارات اليوم

رفضت المواطنة هدى حسن كرم انتظار الوظيفة الحكومية بمميزاتها المتعددة، واختارت العمل في القطاع الخاص، وعلى الرغم من أنها بدأت في وظيفة بسيطة هي التعبئة والتغليف، فإنها أصرت على مواصلة الطريق وحققت نجاحاً مهنياً لافتاً، ما مكّنها من الترقّي، حتى أصبحت الآن مديرة لخمسة مصانع دوائية في وقت واحد.

تحكي كرم لـ«الإمارات اليوم» قصة نجاحها، فتقول: «في البداية كانت تتملّكني المفاهيم السلبية ذاتها لدى شريحة عريضة من الشباب تجاه العمل في القطاع الخاص، لذلك ظللت بعد تخرّجي في الجامعة حبيسة البيت فترة من الوقت انتظاراً للحصول على وظيفة في القطاع الحكومي، لكن عندما طال انتظاري حملت شهاداتي وتوجهت إلى القطاع الخاص، وتحديداً في شركة جلفار المتخصصة في الصناعة الدوائية».

وتضيف: «قبل الحصول على الوظيفة في القطاع الخاص سعيت لتأهيل نفسي، فانتسبت لعدد من البرامج التدريبية في كليات التقنية العليا، ساعدتني لاحقاً على اكتساب مجموعة من المهارات المهنية التي شكلت حافزاً للحصول على الوظيفة».

وأكدت: «في بداية العمل بالقطاع الخاص عانيت من الوظيفة، إذ كنت أعمل موظفة تعبئة وتغليف، وكانت هذه الوظيفة دون طموحاتي الشخصية كمواطنة تحمل مؤهلاً جامعياً»، متابعةً: «في البداية راودني خاطر ترك العمل، لكن سرعان ما قاومت بإصرار حالة الإحباط التي تسربت إلى نفسي، وقررت الاستمرار في العمل، لعدم توافر فرص بديلة في سوقي العمل الحكومي والخاص».

ولفتت إلى أنها شغلت وظيفتها في القطاع الخاص عام 2003، وتوجهت في أول يوم إلى مصنع «جلفار1» المتخصص في إنتاج الأقراص الصلبة، حيث وجدت نفسها وسط كومة من الصناديق الكرتونية التي ينبغي عليها تعبئة الواحد تلو الآخر بالمستحضرات الدوائية، ثم تغليفها، تمهيداً لتصديرها إلى الأسواق المحلية والخارجية.

وتكمل كرم: «حرصتُ على الوفاء بالتزاماتي الوظيفية، ما أهّلني لنيل شهادات التقدير والترقي، فكان ذلك حافزاً مهماً للاستمرار في الوظيفة، والطموح نحو المزيد من الإنجاز المهني الذي تحقق بحصولي على وظيفة المسؤول العام لقسم التعبئة».

وبمرور الوقت باتت هدى أول مواطنة تدير خمسة مصانع دواء دفعة واحدة، بينها مصانع كبيرة، مثل «جلفار2» المتخصص في إنتاج الحقن، و«جلفار4» لصناعة المضادات الحيوية، و«جلفار5» الذي ينتج مجموعة متنوعة من المستحضرات، إلى جانب الإشراف الإداري على العاملين في تلك المصانع، البالغ عددهم 188 موظفاً، بمختلف التخصصات المهنية.

وتتابع: «تحمّلي مسؤولية إدارة خمسة مصانع شكّل محطة مهمة في حياتي، وهو دليل على قدرة بنت الإمارات على المشاركة في مسيرة التنمية وتحمّل المسؤوليات الصعبة، خصوصاً في القطاع الصناعي الخاص الذي لا يقبل بغير العطاء وجودة الإنتاج».

تويتر