المركز أطلق موقعاً ومنصة لهواة التقنيات الذكية ومختبراً للتطبيقات الجديدة

«كودي» يطور التكنولوجيا ويطوعها لخدمة المجتمع

«كودي» طوّر منظومة واقع افتراضي لإجراء عمليات جراحية بدقة متناهية. من المصدر

أنهى فريق عمل مركز الابتكار الحكومي «كودي»، التابع لهيئة الإمارات لتنظيم قطاع الاتصالات، تنفيذ وتفعيل مجموعة من المبادرات الذكية، التي تستهدف تطوير وتطويع استخدام التكنولوجيا والتقنيات الذكية لخدمة شرائح عدة من المجتمع، منها مختبر افتراضي لقياس كفاءة عمل التطبيقات الذكية التي يصممها الأفراد والمؤسسات على أنظمة تشغيل الأجهزة الذكية كافة، وإطلاق موقع ومنصة ذكية لهواة التكنولوجيا يوفر لهم الأدوات اللازمة، ويخلق تفاعلاً بينهم.

الطباعة الثلاثية

تشمل مبادرات مركز الابتكار الحكومي تخصيص ركن لتطويرات الطباعة ثلاثية الأبعاد، إذ تم تركيب الأجهزة اللازمة لهذه الطباعة، وعبرها تتم مساعدة الجهات الحكومية أو الأكاديمية المختلفة في طباعة ما تحتاجه، أو الاجتماع مع بعض الجهات وتطوير أفكار قطع وأجهزة يمكن تصميمها وتنفيذها عبر هذه التقنية، وخلال الفترة الماضية، وبالتعاون مع جهات طبية عدة، تمت طباعة نماذج أولوية لأطراف اصطناعية عبر طباعتها بالتقنية بثلاثية الأبعاد.


مرشد أكاديمي ذكي

أفاد المهندس ناصر الرايحي، بأن مبادرات «كودي» تشمل إطلاق منظومة «مستقبلنا»، التي توفر مرشداً إلكترونياً ذكياً لخريجي الثانوية العامة لأهم المسارات الدراسية التي تحتاجها سوق العمل في الدولة، وقياس مدى تمتعهم بالمهارات اللازمة لهذه المسارات عبر اختبارات ذكية. كما توفر لهم مجموعة من البرامج التدريبية اللاحقة في حال النجاح في الاختبارات، ما يسهم في سد الفجوة بين مخرجات التعليم العام واحتياجات التعليم العالي في التخصص الذي سيبدأ فيه الخريج دراسته.

وأوضح أن المنظومة اعتمدت في إعدادها على دراسة وتعاون مع الجهات الحكومية المسؤولة عن قطاع التوظيف والتوطين في الدولة، لبيان أهم المسارات الدراسية والتخصصات التي تحتاجها سوق العمل، وكمرحلة أولى تم تحديد أهم المسارات التي يحتاجها القطاع الهندسي، وتشمل تخصصات الهندسة المعمارية، وهندسة الفضاء، والاتصالات، والبرمجيات.

وقال عضو المركز رئيس فريق المسرعات الحكومية في الهيئة، المهندس ناصر الرايحي لـ«الإمارات اليوم»، إن المركز الذي تم إطلاقه مواكب لتوجهات الدولة بشكل عام، ويهدف إلى توفير المناخ اللازم لتحفيز الابتكار والإبداع لدى موظفي الهيئة، وتطوير استخدامات التكنولوجيا الحديثة، بما يخدم شرائح المجتمع وتوجهات الدولة.

وأوضح أن المركز يشرف عليه فريق من المتخصصين التابعين للهيئة، إلا أن المشروعات والمبادرات الابتكارية التي ينفذها لا تقتصر على هذا الفريق فحسب، فهو يمثل منصة عصف ذهني وإبداعي للموظفين كافة، يتم الاستماع عبره إلى الأفكار الجديدة وتطويرها وتنقيحها ليبدأ الفريق المختص في رسم أبعادها وتنفيذها بالشكل الذي يحقق فعلياً فائدة للمجتمع واستغلالاً أمثل للتكنولوجيا.

وأشار إلى أن المركز نفذ مبادرات رئيسة، تشمل مختبراً ذكياً للتطبيقات، يوفر منصة لاختبار التطبيقات الذكية الجديدة، ومدى كفاءة عملها على أنظمة التشغيل، موضحاً أن اختبار التطبيقات مجاني.

وأشار إلى أن المختبر يحقق هدفين، الأول بالنسبة لتطبيقات الجهات الحكومية، يعمل على ضمان توحيد معايير التصميمات الخاصة بها، وتوافقها لتعمل على أنظمة التشغيل كافة، بما يحقق أعلى استفادة للجمهور، كما يتاح للتطبيقات المتوافقة بشكل جيد وتعمل على الأنظمة كافة الانضمام إلى متجر التطبيقات الحكومية الرسمي للدولة، الموجود على أنظمة التشغيل الذكية كافة.

وأشار الرايحي إلى أن الهدف الثاني للجهات والأفراد الذين لم ينضموا إلى متجر التطبيقات الحكومية، أنه يختصر عليهم الزمن لاعتماده وطرحه على متاجرها، إذ يتأكد عبر تقرير المختبر من كفاءة تطبيقه، وتماشيه مع معايير نظامي التشغيل.

ولفت إلى أن مبادرات المركز تشمل منصة «مجتمع الإمارات المفتوح»، وهي عبارة عن موقع يستهدف هواة التكنولوجيا في التخصصات والقطاعات كافة، ويعمل على جذبهم للتسجيل، والتفاعل عليه، بهدف إنشاء مجتمع افتراضي مصغر، يتفاعلون عبره لتبادل المعرفة بالتكنولوجيا، والأدوات والبرمجيات اللازمة لتطوير مستوى الموهبة لديهم، متابعاً أن المنصة جذبت 300 عضو حتى الآن، معظمهم طلبة وأكاديميون وباحثون.

وأوضح الرايحي أن المركز، بالتعاون مع الجهات الصحية المختصة في الدولة، انتهى من تطوير منظومة واقع افتراضي ثلاثية الأبعاد، يتم عبرها إجراء عمليات جراحية بخطوات تماثل الواقع تماماً، وبدقة متناهية، كون الكمبيوتر والأنظمة التقنية تحدد للطبيب عند إجرائها المقاييس والخطوات.

وأوضح أن المنظومة تمكن الأطباء حديثي التخرج من التدريب عملياً على إجراء العمليات الجراحية، وقياس نسب نجاحها، والأخطاء التي يمكن أن يقعوا فيها، وكيفية تفاديها، ما يدعمهم بخبرة عملية تماثل الواقع، كما توفر آلية تقنية لاختبار أطباء الجراحة الجدد القادمين للعمل في الدولة، كبديل عن إدخالهم غرف العمليات الفعلية، واحتمالية ارتكابهم أخطاء تؤثر في مرضى.

وأشار إلى أن المنظومة التي طورها فريق عمل المركز بالتعاون مع جهات صحية، تعتمد على ارتداء نظارات الواقع الافتراضي، ليظهر للطبيب مجسم ثلاثي الأبعاد لجسد مريض يمكن إجراء العملية الجراحية له، وفي الوقت نفسه تظهر للطبيب على لوحة المنظومة المؤشرات الحيوية كافة للمريض، وبعض التوجيهات والمقاييس الواجب العمل وفقاً لها.

تويتر