ذوو طلبة يرفضون التعاطي مع الإعلانات.. وآخرون يبحثون عن السعر المناسب

زائرون وربّات بيوت يتنافسون علـى «كعكة» الدروس الخصوصية بإعلانات مغـــرية

كلما اقترب موعد الامتحانات تخفق قلوب الطلبة وذويهم خوفاً، ويبدأ اللهث من أجل تحصيل علامات مرتفعة، ويزداد الإقبال على الدروس الخصوصية، الأمر الذي يجعل من تلك الأيام سوقاً رائجة لبعض المعلمين، ما أدى إلى ظهور شريحة جديدة تتنافس على «كعكة» الدروس الخصوصية، وفتحت ربات بيوت أبوابهن لاستقبال الطلبة الراغبين في الدروس الخصوصية، وجاء أشخاص إلى الدولة بتأشيرة زيارة ونشروا إعلانات للدروس الخصوصية لاستقطاب أكبر عدد من الطلبة.

تعزيز مهارات الطلبة

ترى وزارة التربية والتعليم، أن مشاركة الآباء في رحلة تعليم أبنائهم أمر مهم للغاية، مشددة على «أهمية تضافر الجهود من أجل مواجهة الدروس الخصوصية بشكل عام، سواء قدمها معلمون يعملون في المدارس أو غيرهم».

ودعت ذوي الطلبة إلى «عدم التجاوب مع مختلف الأساليب التي قد يلجأ إليها أشخاص غير مؤهلين لتقديم محتوى تعليمي تحت مسميات مختلفة، إضافة إلى التركيز على تعزيز مهارات أبنائهم غير الأكاديمية، إذ تلعب الأسرة دوراً مهماً لترسيخها في نفوسهم، وليس التركيز فقط على التحصيل الأكاديمي الذي يدفعهم إلى التعاطي مع الدروس الخصوصية».


- طلبة يفضلون تحصيل العلم «تيك أوي».. و«التربية» تكافح الظاهرة ولا مجيب لدعوتها.. والأهالي يدفعون الغالي والنفيس لمساعدة أولادهم على تحقيق علامات مرتفعة.

وتذهب جهود وزارة التربية والتعليم سدى على الرغم من دعوتها المستمرة لذوي الطلبة بضرورة تضافر الجهود للقضاء على ظاهرة «الدروس الخصوصية»، التي تنهك الأسر مالياً، ولا مجيب لدعوتها، فتعود الوزارة وتؤكد أن الطلبة يستطيعون الاستيعاض عن الدروس الخصوصية بالتواصل مع معلميهم في المدرسة لاستيضاح ما صعب عليهم في دروسهم، لكن الطلبة يفضلون تحصيل العلم «تيك أوي».

«الإمارات اليوم» اطلعت على إعلانات دروس خصوصية للطلبة، يؤكد فيها أصحابها قدرتهم على مساعدة الطلبة على التفوق عبر المراجعات الأخيرة قبل الامتحانات، وتواصلت الصحيفة مع أصحاب إعلانات وتبين أن كثيرين منهم ليس لديهم إقامة في الدولة، وبعضهم ربات بيوت يستغللن موسم الامتحانات لتحقيق بعض المكاسب، خصوصاً أن الأهالي على استعداد لبذل الغالي والنفيس في سبيل مساعدة أولادهم على اجتياز الامتحانات بعلامات مرتفعة تؤهلهم للانتساب إلى كليات وتخصصات مطلوبة في سوق العمل.

وتفصيلاً، قدمت (ن) إلى الدولة بتأشيرة منذ ثلاثة أسابيع، ومنذ دخولها الإمارات ساعدها زوجها المقيم بالدولة على نشر إعلان دروس خصوصية بأسعار مخفضة لطلبة المرحلة الابتدائية، وفق ما قالت لـ«الإمارات اليوم»، وأوضحت أنها حاصلة على بكالوريوس العلوم، وكانت تعمل بمجال التدريس في موطنها، وحضرت إلى الدولة للاستفادة من «كعكة» الدروس الخصوصية، مستغله موسم الامتحانات في تحقيق بعض الأرباح لمساعدة زوجها.

حددت (س) ربة منزل سعر الساعة بـ100 درهم للطالب الواحد، والمجموعة تضم أربعة طلاب في المرحلة الابتدائية، وأكدت أنها لا تراجع مع المجموعة أكثر من ساعتين أسبوعياً.

فيما دخل (ع) الدولة قبل شهر بتأشيرة زيارة، ويرغب في إعطاء الدروس الخصوصية للطلبة في المنازل، لمساعدتهم على مراجعة المواد الدراسية قبل الامتحانات، مؤكداً أنه تلقى اتصالات عدة من ذوي طلبة يرغبون في تدريس أبنائهم، بينهم عدد من الأسر المواطنة.

ولدى (ع) موهبة تدريس الرياضيات والفيزياء والكيمياء لطلبة الصف الثاني عشر، لأنه حاصل على بكالوريوس الهندسة، وملم بهذه المواد العلمية، على حد تعبيره، موضحاً أنه يستطيع تدريس جميع المواد للمرحلة الأساسية من الصف الأول إلى التاسع.

ويمنح (ع) الطلبة ميزة أخرى هي الانتقال إليهم في أي إمارة يحتاجون إليه فيها، لعدم ارتباطه بوظيفة تعيق تنقله من مكان إلى آخر، فضلاً عن أن بعض ذوي الطلبة يبدون استعدادهم لدفع مبلغ أكبر مقابل الانتقال إليهم، مؤكداً أنه لا يغالي في تحديد سعر الساعة للطالب، لأن لديه من الوقت ما يمكن شغله في الدروس الخصوصية، ومن ثم فإنه يتقاضى ما بين 100 و200 درهم في الساعة الواحدة، حسب صف الطالب.

وقال إنها المرة الأولى التي يدخل فيها الدولة باحثاً عن عمل، وعندما نشر إعلاناً عن الدروس الخصوصية نصحه أحد المقيمين بألا يخفض سعر الساعة لطالب الصف الثاني عشر عن 200 درهم، خصوصاً في مراجعة ليلة الامتحان.

وللأهالي أسبابهم التي تدفعهم للبحث عن الدروس الخصوصية، فتقول عزة أحمد، والدة طالبة في الصف العاشر: «إنني أبحث في إعلانات الصحف والمواقع عن معلمة لا تغالي في سعر الساعة، وأتفق معها على حصص بعينها، ودروس محددة تحتاجها ابنتي»، مضيفة: «لا ألتفت في الإعلان إلى الخبرة، فالعبرة في النهاية أن توضح لابنتي الدروس التي تحتاج إلى فهمها، كما لا أهتم بكون هذه المعلمة لديها إقامة أم أنها زائرة، فهي لن تكون موظفة عندي، لكنها تؤدي مهمة محددة مقابل مبلغ معلوم».

فكرة التواصل مع المعلمين الذين يعلنون في الوسائل المختلفة رفضها مصطفى عبدالهادي، والد طالب في الصف الثاني عشر، مؤكداً أنه «إذا احتاج ابنه إلى شرح أكبر في مادة معينة فإنه يتواصل مع معلم المدرسة، ليقوم بهذا العمل».

وتابع أنه ليس على يقين بأن هذا الشخص الذي نشر إعلاناً في صحيفة أو على موقع إلكتروني متخصص في التدريس، موضحاً: «ليس من المنطقي أن يأتي الشخص إلى بيتي عبر إعلان، ثم أطالبه بما يثبت أنه معلم مقيم في الدولة».

منذ فترة أعلنت وزارة التربية والتعليم الحرب على الدروس الخصوصية، ودعت جميع الجهات المعنية، خصوصاً ذوي الطلبة، إلى تضافر الجهود بهدف الحد من ظاهرة الدروس الخصوصية والقضاء عليها، باعتبارها تؤثر سلباً على العملية التعليمية، لافتة إلى أنه بإمكان أي طالب أن يتواصل مع معلميه لاستيضاح ما صعب عليه في المناهج.


أمين الجمال

Amin.Ibrahim@emaratalyoum.com

تويتر