المستشار الأسري

■■ تقول زوجة: أقرضت زوجي مالاً لمساعدته، وعندما طالبته برد الدين رفض، وحدثت مشادات ونزاعات بيننا وصلت إلى الطلاق.. فماذا أفعل؟

■ يجيب المستشار الأسري، عيسى المسكري، بأن كثيراً من حالات الطلاق تحدث بسبب النزاعات المالية بين الأزواج، خصوصاً عندما يقصر الزوج في رد حقوق زوجته، وتحدث الخلافات بين الزوجين لأسباب عدة، منها طريقة طلب الحقوق، فإن أسلوب اللين والرفق والطيبة، والتودد في طلب الحقوق، يؤدي إلى نتائج إيجابية وتفاعل من الطرف الآخر، ويدفع الزوج إلى فعل المستحيل لرد حقوق زوجته وإرضائها، أما أسلوب الكراهية والمعايرة والهجوم، فيؤدي إلى نتائج عكسية، تتسبب في تعكير العلاقة الزوجية، التي قوامها المودة والرحمة والمشاركة.

وهناك بعض الزوجات لا يعطين أزواجهن الوقت الكافي أو يراعين ظروفهم المالية، فنجدهن ملحات في الطلب، ويصلن في بعض الأحيان إلى الابتزاز وتوجيه كلمات جارحة لأزواجهن، مثل «أنت ليس برجل، أو ليس عندك نخوة»، وغيرها من العبارات التي تغيظ الزوج وتهين كرامته وتجعله يستشيط غضباً، ما يدفعه إلى الطلاق، بعد إهانة كرامته، والتخلص من الضغوط الداخلية التي لا يستطيع تحملها.

وهناك أزواج نجدهم يؤدون معظم واجبات وحقوق الزوجية، لكنهم مقصرون في بعض الأمور، فتترك الزوجات الجوانب الإيجابية، ويركزن على السلبية، ويعظمونها، وما يزيد من حدة المشكلات الزوجية استعانة بعض الزوجات بآراء واستشارات من صديقاتهن، غالباً ما تكون تحريضية وسلبية، على الاستمرار في مهاجمة الزوج والإلحاح عليه حتى الحصول على كامل الحقوق، أو الطلاق، وهذه النوعية من النساء دائماً يتحدثن عن أمور حياتهن الزوجية أمام الجميع، ويطرحن المشكلات التي تواجههن مع أزواجهن، ويكون تركيزهن دائماً على تلبية متطلبات الحياة أكثر من النظر إلى حسن العشرة وتحصيل الثواب.

ولابد من توجيه الأزواج أيضاً إلى عدم إنقاص حقوق المرأة، سواء العاطفية أو المالية منها، والأقربون أولى بالمعروف، في رد الدين والمعاملة الحسنة والعشرة الطيبة، فلا يقبل أن يستغل الزوج راتب زوجته أو أي حق من حقوقها المالية، بالاحتيال والأساليب الخاطئة.

ويجب علينا أن ندرك أن غاية الزواج هي الاستقرار والمودة والرحمة، وليست غايات مالية بحتة، وعلى الأزواج ألا يجعلوا من الاختلاف على الحقوق المالية ذريعة لتفكيك كيان أسرهم، وتشتيت أطفالهم، وأنه يمكن حل هذه الأمور بالحوار المتبادل والكلمة الطيبة.

المستشار الأسري

تويتر