«تنمية المجتمع» تعتزم التعامل معهم وفقاً للنموذج الاجتماعي

مجلس استشاري لتنفيذ سياسة تمكين أصحاب الهمم وفق إطار زمني لا يتعدى 2021

خلال المؤتمر الصحافي للإعلان عن تأسيس المجلس الاستشاري لأصحاب الهمم. تصوير: أحمد عرديتي

أعلنت وزارة تنمية المجتمع في دبي، أمس، عن تأسيس المجلس الاستشاري لأصحاب الهمم، المكلف بمتابعة وتنفيذ وتقديم الاستشارات اللازمة للمبادرات المعتمدة، لتطبيق السياسة الوطنية لتمكين أصحاب الهمم، ضمن الإطار الزمني الذي حدد لتنفيذها بحلول 2021، على أن يتم تحديث السياسة بشكل سنوي، بناءً على جميع المعطيات.

وأكدت العور في مستهل المؤتمر عن عزم الوزارة على العمل بالتنسيق مع الجهات المعنية على  التحول من التعامل مع أصحاب الهمم وفقا للنموذج الطبي الذي يعتبرهم مرضى ويقدم لهم المساعدة اعتمادا على المنهجية الخيرية المنطلقة من مفهوم أنهم أفراد عاجزين إلى التعامل معهم وفقا لمعايير النموذج الاجتماعي الذي يقر بأن الإعاقة مشكلة المجتمع وأن أصحاب الهمم لهم حقوق ويجب التركيز على نقاط القوة لديهم وتقديرها والعمل على دمجهم وكسر كل الحواجز البيئية والاجتماعية أمام دمجهم في عمليات الانتاج والتنمية عبر تعديل السياسات والسلوكيات.

• نجلاء العور: السياسة الوطنية لتمكين أصحاب الهمم، مظلة تجمع كل الخدمات والمبادرات الموجهة لهم في الدولة.


15 ألفاً و782 حالة إعاقة مسجلة في بطاقة أصحاب الهمم

أشارت البيانات الإحصائية، التي نشرتها وزارة تنمية المجتمع، ضمن كتيب مفصل عن محاور السياسة الوطنية لتمكين أصحاب الهمم، إلى وجود 15 ألفاً و782 حالة إعاقة بمختلف أنواعها مسجلة في بطاقات أصحاب الهمم، وفقاً لإحصاءات عام 2016، منهم 62% مواطنون، حيث يبلغ عددهم 9869 حالة، فيما يصل العدد الإجمالي لغير المواطنين إلى 5913 حالة مسجلة.


مسؤولو خدمات أصحاب الهمم

أشارت وكيلة وزارة تنمية المجتمع، سناء سهيل، إلى دور ومهام مسؤولي خدمات أصحاب الهمم، التي ستتركز حول تقديم الخدمات المناسبة لأصحاب الهمم، والتواصل معهم، وتسهيل إجراءات تقديم الخدمة لهم. وأوضحت أن المسؤول سيكون حلقة الوصل بين المراجعين وأصحاب الهمم والعاملين بالجهة، كما سيعمل على ترسيخ وتبني مواقف إيجابية لدى كل العاملين بالجهة أو المؤسسة تجاه أصحاب الهمم، والعمل على تبسيط إجراءات ومراحل تقديم الخدمة، بما يتلاءم مع طبيعة الصعوبات عند أصحاب الهمم، واقتراح أفضل الحلول لخدمتهم.

وأوضحت أن تأسيس المجلس، برئاسة أحمد العمران الشامسي، وعضوية أصحاب الهمم أنفسهم والناشطين في مجال حقوقهم، يأتي لضمان العمل على الحلول وخطط الدعم، للتمكن من تطبيق محاور سياسة تمكين أصحاب الهمم، وتذليل العقبات أمام إيجاد الفرص لهم في التعليم والعمل، وغيرهما.

وأشارت إلى أن السياسة الوطنية لتمكين أصحاب الهمم، تمثل مظلة رئيسة، تجمع كل الخدمات والمبادرات الموجهة لأصحاب الهمم في الدولة، وستكون أداة فاعلة تضمن تحقيق أعلى مستوى من الدمج المجتمعي، وتعزيز الفرص أمام فئة أصحاب الهمم.

من جهتها، عرضت مدير إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم في وزارة تنمية المجتمع، وفاء بن سليمان، محاور السياسة الوطنية لتمكين أصحاب الهمم، التي تتضمن ستة محاور أساسية، تشمل: الصحة، والتعليم، والتأهيل المهني والتشغيل، والحماية الاجتماعية والتمكين الأسري، والحياة العامة والثقافة والرياضة وإمكانية الوصول.

ويهدف محور الصحة وإعادة التأهيل إلى تشخيص حالات أصحاب الهمم بشكل دقيق، وضمان توفير رعاية صحية شاملة وعالية الجودة لهم، مع تشخيص دقيق لحالاتهم، إلى جانب توفير قاعدة معلومات عن كل الأشخاص من أصحاب الهمم في الدولة، وكذلك عن الكوادر الطبية والصحية المتخصصة في مجال الإعاقة.

أما محور التعليم، فسيعمل على تطوير نظام تعليمي دامج بكل فئاته العام والعالي والمهني، وتوفير كادر تعليمي مختص من أصحاب الكفاءات في تعليم أصحاب الهمم، على اختلاف إعاقاتهم ومراحلهم الدراسية، فيما سيعمل محور الحماية الاجتماعية والتمكين الأسري على توفير سياسات وضمان اجتماعي مناسب لاحتياجات أصحاب الهمم، مع ضمان عدم انتهاك حقوقهم وحمايتهم من إساءة المعاملة، وكذلك توصيل خدمات الرعاية والتأهيل لذوي الإعاقات الشديدة، والعمل على مشاركة الأسرة بشكل فاعل في تقديم الخدمات التأهيلية لأفرادها من أصحاب الهمم.

وينص محور إمكانية الوصول على توفير معايير موحدة للمباني في الدولة، تراعي احتياجات أصحاب الهمم، وتمكينهم من سهولة الوصول إلى مختلف المعلومات والأماكن والخدمات بالطرق التي تناسب قدراتهم، إلى جانب تمكينهم من التواصل مع مقدمي الخدمات والوصول بسلاسة إلى مساكنهم، وممارسة حياتهم اليومية بشكل ميسر، في وقت سيعمل محور التأهيل المهني والتشغيل على توفير برامج تأهيل مهني، تناسب أصحاب الهمم من مختلف الإعاقات ومستويات الشدة، وفرص عمل مناسبة تتناسب مع قدراتهم ومستويات إعاقاتهم، إضافة إلى تهيئة بيئات العمل المناسبة لهم، تساعد في تكيفهم واستقرارهم المهني.

فيما سيعمل محور الحياة العامة والثقافة الرياضية على دمج أصحاب الهمم في مختلف الأنشطة الثقافية والاجتماعية، وتقديم الخدمات لهم من منظور حقوقي وليس رعائياً، إلى جانب تمكينهم من المشاركة في الأنشطة الرياضية والمسابقات المحلية والعالمية، وتبني إبداعاتهم في مختلف المجالات الثقافية والرياضية والفنية.

تويتر