Emarat Alyoum

شركات: تحوّل في نظرة المواطنين الباحثين عن عمل نحو الوظائف التخصصية

التاريخ:: 13 أبريل 2017
المصدر: أحمد الأنصاري - دبي
شركات: تحوّل في نظرة المواطنين الباحثين عن عمل نحو الوظائف التخصصية

أفاد مسؤولو توظيف ومديرو موارد بشرية في القطاعين الحكومي والخاص، وخبراء في مجال التوظيف، بأن وعي الباحث عن عمل بطبيعة التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، والقدرة على التعامل معها، وامتلاك مهارات الابتكار، وآليات التطوير الذاتي باتت مطالب مهمة للتوظيف في سوق العمل المحلية.

وأكدوا على هامش مشاركتهم في معرض الإمارات للتوظيف 2017، الذي اختتم أول من أمس، أن السوق المحلية تشهد حالياً تغيراً كبيراً في عمليات التوظيف، ترافق مع تغير في آلية بحث المواطنين عن عمل، إذ بات هدفهم ضمان مستقبل مهني يعد بالتطور والترقي من خلال التوجه في وظائف تخصصية، بدلاً من التوجه للأعمال الإدارية ذات المجهود الأقل.

وحددوا قطاعات التجارة والخدمات الإلكترونية والسياحة والصحة وخدمات المتعاملين والطيران والقطاع المالي، بأنها الجهات الأكثر قدرة على جذب الباحثين عن عمل.

وتفصيلاً، قال الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لمجموعة «تاسك»، المتخصصة في التوظيف وخدمات الوظائف المساندة، ماهيش شاهدابوري، إن السوق المحلية تشهد حالياً تغيراً كبيراً في عمليات التوظيف، سواء من الجهات العارضة للوظائف أو الباحثين عن العمل من مواطني الدولة، موضحاً أن طبيعة التحول التكنولوجي الذكي الذي تنتهجه الإمارات تفرض على المؤسسات والجهات كافة أن يكون لدى موظفيها إلمام كافٍ، وقدرة على توظيف التكنولوجيا، سواء في المهام الإدارية أو الخدمية أو الفنية التخصصية.

وأضاف أن ذلك ترافق مع تغير في آلية بحث المواطنين عن عمل، إذ بات هدفهم ضمان مستقبل مهني يعد بالتطور والترقي، وليس مجرد الحصول على وظيفة ذات مزايا مالية، لافتاً إلى قبول نسبة كبيرة من المواطنين العمل في القطاع الخاص، واستعدادهم لبذل مجهود أكبر في العمل، مقابل تحقيق التطور المنشود، عازياً ذلك إلى وعي الشباب بأن وتيرة التطور الوظيفي في العمل الحكومي بطيئة مقارنة بالقطاع الخاص.

وقال شاهدابوري إن تغير نظرة الإماراتيين للعمل في القطاع الخاص، بدأ بقبولهم العمل بدوام كامل.

وأكدت رئيس قسم التوظيف وتطوير المواطنين في مجموعة طيران الإمارات، أميرة العوضي، حدوث تغيير في نظرة المواطنين الباحثين عن عمل للوظيفة المطلوبة، «فبدلاً من التوجه للأعمال الإدارية ذات المجهود الأقل، بات التوجه حالياً للعمل في تخصصات تضمن مستقبلاً مهنياً متطوراً من حيث المزايا المالية والمهام والمسؤوليات».

وتابعت: «يظهر ذلك واضحاً في مجموعة طيران الإمارات، فهناك نمو مستمر تشهده في عدد المواطنين العاملين في وظائف هندسة الطيران، وخدمات المسافرين، والأمن».

وقالت العوضي إن المجموعة ركزت خلال السنوات الماضية على تغيير وجهة نظر أولياء الأمور إلى هذه التخصصات عبر تنظيم نوعين من الزيارات المباشرة، الأول استهدف المدارس الثانوية لتوعية الطلبة بمستقبل العمل في قطاع الطيران وإيجابياته، والنوع الثاني زيارات لأولياء أمور الطلبة الذين يبدون تحمساً للعمل في القطاع، وتعريفهم بمستقبل عمل أبنائهم في هذا المجال.

وأضافت: «بفضل هذه الزيارات، بات لدى المجموعة أربع إماراتيات يعملن بوظيفة طيار ضمن طاقهما، وسبع أخريات يدرسن التخصص ذاته حالياً، كما يوجد سبع مهندسات طيران».

وذكرت أن عدد المواطنين العاملين في المجموعة يبلغ حالياً نحو 3000 مواطن، ما يمثل 10% من إجمالي فريق العمل، وهو رقم كبير، كون فريق العمل يضم فئات لا تطرح للمواطنين، مثل وظائف عمال الشحن وطاقم الضيافة الجوية.

ولفتت العوضي إلى إطلاق المجموعة لمبادرة تطور وظيفي للفترة المقبلة، بالتعاون مع شركتي «رولز رويس»، و«جنرال اليكتريتك» يتم بموجها تجهيز وتطوير أداء عدد من المواطنين العاملين في المجموعة، والمنضمين حديثاً لها، وتجهيزهم لشغل المناصب القيادية.

بدوره، ربط رئيس قسم برامج تطوير وبناء القادة في دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، راشد اليديوي، بين امتلاك الباحث عن عمل القدرة على الابتكار، وخلق أفكار ومبادرات تحقق السعادة، والإلمام بالتكنولوجيا الحديثة، وبين استقطابه موظفين لملء الشواغر المتاحة.

وأوضح أن «الربط لا يعني التخصص أو الخبرة، بل تمتع الباحث عن العمل بالأساسيات، ليكون من السهل على الجهة الحكومية في الإمارة إخضاعه لدورات متخصصة، تضمن تطوير مستواه، وخلق مستقبل مهني له». وتابع اليديوي أن «فريق عمل القسم بالتعاون مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية يعمل على دراسة دائمة لتحديد طبيعة الوظائف المطلوبة خلال الـ 20 سنة المقبلة في ظل التطور التكنولوجي، للتركيز عليها في المساقات الدراسية، بهدف تحقيق الربط الفعلي بين التعليم واحتياجات سوق العمل».

وقال مدير مساعد استحواذ المواهب في مؤسسة الإمارات العالمية للألمنيوم، سلطان البستكي، إن المؤسسات والشركات ذات التخصصات الفنية، التي تتطلب وظائفها مجهوداً وعدد ساعات عمل أكبر، كانت تعاني نقص الإقبال عليها من المواطنين، لافتاً الى حدوث تغيير أخيراً، فهناك سبعة من كبار المديرين في فريق عمل المؤسسة بدأوا فيها كخريجين جدد وخضعوا لدورات تدريب حتى وصلوا لمستواهم الوظيفي الحالي.

وكشف مساعد المدير العام لقطاع الدعم المؤسسي في بلدية دبي، أحمد عبيد الفلاسي، أن نهاية الشهر الجاري ستشهد اعتماد خطة التحول الذكي الخمسية المتكاملة للبلدية حتى 2021، التي ستوفر عدداً كبيراً من الشواغر الوظيفية، إذ سيتم التوسع في تحويل عمليات ومهام عدة إلى الشكل الذكي.

وتابع أن «التحول قد يعطي مؤشراً ظاهرياً باختفاء وظائف عدة، لكن الحقيقة أن تطوير النظام الذكي والإشراف على عمله داخل غرف العمليات، وصيانته، ستحتاج إلى نوعية جديدة من الوظائف، وهو ما نحث الموظفين الحاليين على التطور لمواكبته».

وأكدت رئيس قسم الموارد البشرية في «بنك نور»، هند العطار، أن ضعف إقبال المواطنين على العمل في القطاع الخاص، وزيادة عدد المؤسسات المصرفية والبنكية في الدولة، خلقا تحدياً كبيراً خلال الفترة الماضية أمام البنوك لاستقطاب الشباب للعمل. لذا ركز «بنك نور» على توعية الشباب بمفهوم المستقبل الوظيفي عند البحث عن عمل.

وتابعت أن إيجاد وظيفة براتب جيد فحسب، بات مفهوماً قديماً، إذ يحرص المواطن حالياً على تحقيق مستقبل وظيفي، عبر الالتحاق بمؤسسات تضمن التطوير والترقية الدائمة لكوادرها.