طلاب في الثانوية يستكشفون سوق العمل قبل اختيار التخصص الجامعي

الاستقرار الوظيفي يرجح كفة «الحكومي».. والخوف من المستقبل يتغلب على مزايا «الخاص»

صورة

أكد مواطنون باحثون عن عمل، خلال زيارتهم «معرض الإمارات للوظائف 2017»، الذي انطلقت فعالياته أول من أمس، في مركز دبي التجاري العالمي، وتختتم اليوم، تفضيلهم العمل في القطاع الحكومي على الخاص، لما يتميز به من الاستقرار الوظيفي، والشعور بالأمان وقت الأزمات الاقتصادية، مشيرين إلى أنه «لهذا السبب يتغلب أحياناً الخوف من المستقبل على المزايا الوظيفية في القطاع الخاص».

امتياز

قالت رئيسة إدارة الموارد البشرية في بنك نور، إن «البنك قدم نحو 100 وظيفة للمواطنين في تخصصات مصرفية مختلفة»، لافتة إلى أن «البنك أجرى استطلاعاً لرصد ضعف إقبال المواطنين على العمل المصرفي، واتضح أن بطء الترقيات، وطول ساعات العمل، وراء عدم إقبالهم بقوة على العمل في هذا القطاع، مقارنة بقطاعات أخرى، لذا أقام البنك برنامجاً سماه (امتياز) لتأهيل الكوادر الوطنية لشغل المناصب الإدارية في البنك، تماشياً مع (مسرعات دبي للمستقبل)».


ارتباط باحثين عن عمل بإماراتهم عائق أمام توظيفهم.

فيما أفاد مسؤولو موارد بشرية في قطاعات حكومية وخاصة، بأن المؤهل الدراسي، ورغبة باحثين عن عمل بوظائف في إماراتهم فقط، وندرة الحصول على متخصصين في مجالات معينة، من التحديات التي تواجه التوطين في بعض القطاعات. ورصدت «الإمارات اليوم»، طلبة في المرحلة الثانوية حرصوا على حضور المعرض، لاستشراف مستقبل سوق العمل قبل اختيار التخصص الجامعي.

وتفصيلاً، أفاد المواطنون أمل الكعبي، وفاطمة عبيد، وسارة حسن، ونورة إبراهيم، وسالم العوضي، وأحمد سلطان، وإبراهيم أحمد، بأنهم يفضلون العمل في القطاع الحكومي على الخاص، رغم وجود مزايا تحفيزية أكبر في القطاع الخاص، إلا أن الرغبة في الشعور بالاستقرار الوظيفي، والشعور بالأمان وقت الأزمات الاقتصادية، والمعاش التقاعدي، وراء إقبالهم على البحث عن فرص عمل في المؤسسات الحكومية.

وأضافوا أن القطاع الخاص ــ عادة ــ ما يقدم حزمة مزايا تحفيزية للمواطنين، مثل المكافآت السنوية، والرواتب المرتفعة وغيرها من المزايا، إلا أنه لا يتمتع بالاستقرار المتوافر في القطاع الحكومي، كما يبحث الشباب المواطن في مقتبل عمره عن فرص وظيفية يستطيع من خلالها الإقدام على خطوة الزواج دون تردد أو قلق من المستقبل.

من جانبها، أكدت مديرة إدارة الموارد البشرية في شركة موارد للتمويل، فاطمة بن فهد، أن «المؤهل الدراسي وارتباط بعض الباحثين عن عمل بإماراتهم، يعدان من التحديات أمام توظيفهم، إضافة إلى ندرة العنصر المواطن في بعض التخصصات، أبرزها إدارة المخاطر في المؤسسات المالية».

ولفتت إلى أن «(موارد للتمويل) تعرض 25 وظيفة ضمن المعرض، وتعتزم إطلاق حزمة وظائف جديدة في القطاعين السياحي والصحي، اللذين تعمل المؤسسة على الاستثمار فيهما حالياً».

إلى ذلك، قال مدير إدارة الموارد البشرية في بلدية دبي، مروان بيات الفلاسي، إن «البلدية قررت عرض تخصصات مختلفة تشمل المؤهلات الدراسية كافة، بدءاً من الثانوية العامة حتى حملة الشهادات العليا»، مشيراً إلى «وجود بعض التخصصات الدقيقة التي مازالت تبحث عن العنصر المواطن، منها خبراء المعادن النادرة».

وأضاف أن «البلدية تعرض نحو 100 وظيفة للمواطنين في تخصصات مختلفة، أبرزها الهندسة المدنية والمعمارية والكهربائية، والطاقة، وتجري مقابلات فورية مع المتقدمين إليها من الذكور والإثاث، عبر منصتها في المعرض، لاختيار الموظفين الجدد بأسرع وقت».

بدورها، قالت نائب رئيس توظيف وتطوير المواطنين في مجموعة طيران الإمارات، أميرة العوضي، إن «المجموعة تقدم وظائف متخصصة للمواطنين في قطاع الطيران، أبرزها الطيارون، ومهندسو صناعة الطائرات، ومضيفون جوّيون، إضافة إلى وظائف خدمة المسافرين في المطار، وأمن المجموعة، ومركز الاتصال، والشحن الجوي»، مضيفة أن «المجموعة تقدم منحاً تعليمية وتدريبية للمواطنين الباحثين عن عمل لديها في أي من التخصصات المعروضة، إذ لا يشترط على المتقدم أن يكون مؤهلاً بالكامل لشغلها، لأن المجموعة ستتولى إعداده وتدريبه».

وذكرت أن «معظم المتقدمين لشغل الوظائف من النساء، فيما عرضت المجموعة نحو 500 وظيفة في تخصصات مختلفة».

من جانبهم، قال الطلبة في المرحلة الثانوية، عائشة ناصر، وفاطمة سعيد، وحمدة البلوشي، وشيماء الحفتي، وأحمد عبدالله، وأحمد عبدالفتاح، وحمد ناصر، إنهم حرصوا على المشاركة في المعرض، للاطلاع على أبرز وأهم التخصصات المطلوبة في القطاعين الحكومي والخاص، لاستشراف مستقبل هذا القطاع، وقبل اختيار التخصص الجامعي الأنسب لهم.

وأضافوا لـ«الإمارات اليوم»، أن معظم الوظائف المطروحة في المعرض أعطتهم خارطة طريق لمستقبلهم الجامعي، وسهلت عليهم اتخاذ القرار، مشيرين إلى أن قطاعات الطيران والسياحة والطاقة والصناعة، من أهم القطاعات التي تحتاج إلى مواطنين في المستقبل، وعلى الطلاب كافة الانتباه إليها قبل اختيار تخصصاتهم الجامعية.

وطالبوا القطاعات الحكومية والخاصة المشاركة في المعرض، بتنظيم جولات ميدانية على المدارس الحكومية والخاصة، خصوصاً الحلقة الثانوية، وإرشادهم حول أهم التخصصات المستقبلية المطلوبة، وتحديد مسارهم الأكاديمي الصحيح بالمرحلة الجامعية، كذلك المهارات التي عليهم التركيز عليها واكتسابها، قبل الخروج إلى سوق العمل.

 

تويتر