افتتح منتدى «التعاون من أجل الأمن» واطّلع على المشروعات المموّلة من الدولة

سيف بن زايد: مكافحة الجريمة تبدأ من إعلاء القيم الإيجابية

صورة

قال الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، إن «التحدّيات التي يواجهها عالم اليوم، تغيرت أنواعها، وتعقدت أدواتها، وأصبحت مكافحتها، تحتاج إلى تعاون الحكومات والمنظمات، والأفراد»، مضيفاً أن الطريق إلى مكافحة الجريمة يبدأ من الإنسان، ومن بناء الأخلاق وإعلاء القيم الإيجابية.

مكافحة المخدّرات

أكّد المدير العام لإدارة مكافحة المخدّرات الاتحادية في وزارة الداخلية، العقيد سعيد السويدي، أن الوزارة حققت خلال عام 2016 ارتفاعاً في ضبط المتهمين في قضايا المخدرات بنسبة 25% مقارنة بعام 2015، كما حققت العديد من المؤشرات الإيجابية من ناحية استقرار مؤشر المتعاطين الجدد بين الفئة المواطنة.

وقال إن «الوزارة ستتطرّق خلال المنتدى لقضية مكافحة المخدرات على المستوى العالمي، وبحث سبل التعاون مع القطاع الخاص الذي يلعب دوراً مهماً في حماية المجتمع من الجريمة»، مؤكداً ضرورة بحث بناء علاقات مع هذا القطاع لحماية مصالحه.

الإنسانية والأمن

قال القائد العام لشرطة دبي، اللواء عبدالله خليفة المري، إن «الإمارات بقيادتها مثال يُحتذى في دعم المبادرات على مستوى العالم لدعم الإنسانية واستقرار الأمن، ليس في العالم العربي والإسلامي، وانما على مستوى العالم ككل».

وأشار إلى أن «دعم الإمارات من خلال المنحة التي ستقدم للإنتربول لم يأتِ من فراغ، حيث سبقتها دراسة لأهم المؤشرات المتعلقة بالجريمة عالمياً والتحدّيات التي تواجهها».

وأكد أن «المنحة تسهم في دعم سبعة مشروعات لمكافحة جرائم تعتبر منتشرة حول العالم وغير موجودة في الدولة، وإنما مجابهتها والتصدي لها مهم لدعم الأمن في العالم».

وأكد خلال افتتاح فعاليات منتدى «التعاون من أجل الأمن»، أمس، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وبالشراكة الحكومية والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) و«مؤسسة الإنتربول من أجل عالم أكثر أماناً»، «ضرورة التعاون الحقيقي والفعال، للخروج بنماذج مبتكرة للمنظومات الأمنية مبنية على دراسات معمقة ومستمرة لمواكبة التغييرات، والحفاظ على أمن المجتمعات، من أجل مستقبل زاهر للأجيال المقبلة».

وتابع سموّه أن «الوالد والقائد المؤسس المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، غرس نهجاً في الإمارات أساسه بناء الإنسان وتأهيله عن طريق التنمية الشاملة، وتحقيق الرفاه والرخاء عبر توفير البنى التحتية السليمة، وتعزيز مسارات التعليم والصحة، وتبنّي مفاهيم استشراف المستقبل، وتهيئة المناخ الذي يشجع على الإبداع والابتكار».

وأوضح سموّه أن الإمارات أدركت أن الطريق إلى مكافحة الجريمة يبدأ من الإنسان، ومن بناء الأخلاق وإعلاء القيم الإيجابية التي تتماشى مع الفطرة الإنسانية السليمة، مشيراً إلى «توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتدريس مادة التربية الأخلاقية في مدارس الدولة، انسجاماً مع موروثنا الثقافي، الذي يرتكز على التعاون والتآلف والعطاء والانفتاح وتقبّل الآخر».

واطّلع سموه على المشروعات الممولة من الإمارات بمنحة مقدمة لمنظمة الإنتربول الدولي، وتندرج تحت برامجها، وتشمل مكافحة الإرهاب، والجرائم الإلكترونية، والأعمال الفنية المسروقة وتهريب المهاجرين والاتجار بالبشر واستغلال الأطفال عبر الإنترنت، والجرائم المتصلة بالمركبات، ومكافحة المخدرات، وتجارة السلع غير المشروعة.

وتمحورت النقاشات حول سبعة مشروعات تابعة لـ«الإنتربول»، يتمّ تمويلها من خلال مساهمة الدولة بـ50 مليون يورو، لتغطّي سبعة أنواع من الأنشطة الإجرامية، هي الإرهاب، والجريمة الإلكترونية، وجرائم التراث الثقافي، والمجتمعات المعرّضة للخطر، وجرائم السيارات، والمخدّرات، والبضائع غير المشروعة.

وقال الأمين العام لـ«الإنتربول»، يورغن ستوك، إن «التهديدات التي نواجهها اليوم أصبحت أكثر سرعة وتنقّلاً وقوة وترابطاً وامتداداً، وهو ما يستنزف موارد الشرطة كما لم يحدث من قبل».

إنقاذ ضحايا

أفاد الأمين العام للإنتربول، يورغن ستوك، بأن المنحة التي قدمتها الإمارات، تعد الأكبر عالمياً لدعم جهود المنظمة في مكافحة جرائم عالمية، ومكافحة الارهاب والجريمة المنظمة والاتجار في البشر والمخدرات، وسرقة المركبات والبضائع غير المشروعة، والجرائم الالكترونية والمجتمعات المعرضة للخطر.

وأشار إلى أن المنظمة انقذت، أخيراً، أكثر من 10 آلاف شخص كانوا سيقعون ضحايا جرائم استغلال الأشخاص عبر الانترنت وحمتهم من الاستغلال.

خط ساخن للابتكارات الأمنية

قال القائد العام لشرطة أبوظبي، اللواء محمد خلفان الرميثي، إن الإمارات من أكثر الدول أماناً، ولديها البنية التحتية التكنولوجية التي تستخدمها في مجال الأمن، والتي تتغلب بها على ندرة العنصر البشري.

وكشف الرميثي أن «شرطة أبوظبي افتتحت مركزاً للابتكار، علاوة على التواصل مع الجامعات العلمية، وفتح خط ساخن لتسهيل التواصل بين صغار المبتكرين والقيادات الشرطية، لعرض مقترحاتهم الخاصة بالابتكارات في مجال الأمن والتكنولوجيا».

تعاون دولي فعّال

قال رئيس مؤسّسة «الإنتربول من أجل عالم أكثر أماناً»، إلياس المُر، إن المؤسسة سيكون لها مقر في أبوظبي لمتابعة تنفيذ برامج مكافحة الجريمة التي تم الإعلان عنها خلال المنتدى.

وأكد أن «قضايا الأمن تقدمت على سائر القضايا والاهتمامات في العالم، وأصبحت هاجساً لرؤساء الدول والحكومات، وأصبحت التحدي الأكبر أمام رجال الأمن والشرطة والقضاء، وأصبحت التهديد الأخطر للدبلوماسيين والقطاعات الاقتصادية والسياحية والاجتماعية على المستوى الدولي».

ودعا إلى تعاون دولي فعال وشراكة استراتيجية بين الدول، وإشراك القطاع الخاص لبناء منظومات أمنية متطورة، وهزيمة الإرهاب والجريمة العابرة بكل السبل.

وأكد أن أبوظبي هي عاصمة التسامح والاعتدال والقيم والرجال، لافتاً إلى أن المنتدى يعرض أحدث البرامج الأمنية الرائدة على مستوى العالم، لمواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة.

تويتر