«دبي الذكية»: توقعات «اختفاء الوظائف» مرتبطة بعدم التوظيف الأمثل للتكنولوجيا

التقنيات الحديثة تهدد المستقبل الوظيفي لملياري شخص حول العالم

توقعات بأن تخصص المدن طرقاً للسيارات ذاتية القيادة. الإمارات اليوم

أبدت تقارير عالمية واستنتاجات لمختصين في قطاعات عدة تخوفها من الدور السلبي للتكنولوجيا الذكية واستخداماتها، إذ ستتسبب في القضاء على عدد كبير من الوظائف، وتالياً فقد نحو ملياري شخص في العالم عملهم، فيما أكد مكتب دبي الذكية أن إمكانية حدوث هذه التوقعات مرتبطة بآلية تطبيق التكنولوجيات الذكية، فهناك بعض الدول والمدن تكون مجرد مستخدمة للتكنولوجيا دون توظيفها التوظيف الأمثل الذي يتماشى مع احتياجاتها الفعلية، ما يضر بتوافر الوظائف التي ستستحوذ عليها النظم الذكية.

منصة دبي

توقعت المدير العام لمكتب دبي الذكية، الدكتورة عائشة بن بشر، أن «تتيح منصة دبي الذكية التي سيتم إطلاقها خلال العام الجاري فرص عمل واستثماراً صغيراً ومتوسط الحجم لآلاف الشباب الذين يجيدون استخدام تكنولوجيا المعلومات، إذ ستوفرالمنصة معلومات وبيانات متكاملة عن مدينة دبي بشكل مجاني في مستواها الأول، ودراسات تحليلية للبيانات والمعلومات بمقابل مالي بسيط، ما يوفر قاعدة بيانات ضخمة للراغبين في إقامة مشروعات تعتمد على التقنيات الذكية».

خبير تكنولوجيا المعلومات المدير التنفيذي كبير الباحثين في معهد «دافينشي» الأوروبي، توماس فيري، توقع، خلال منتدى «الدبلوماسية العامة والاتصال الحكومي» الذي عقد في دبي، أخيراً، أن تقضي تكنولوجيا المستقبل الذكية، التي تعمل دول ومدن عدة على تطبيقها والاستفادة منها على قطاعات اقتصادية عدة، والوظائف التابعة لها، لتخلق بدائل جديدة من الوظائف ذات ارتباط أقوى بحياة الإنسان في ظل هذا التطور الرقمي التكنولوجي.

«معظم المجتمعات تنظر إلى الوراء وتفكر في الماضي، وتعرف عن الماضي والتاريخ أكثر من الحاضر، بحكم الطبيعة البشرية، وهو الأمر الذي لم نعد بحاجة إليه على الإطلاق، إذ يجب أن نتجه لصناعة المستقبل، التي تتطلب أولاً تصوره وصناعته في أذهاننا، حتى يتم اتخاذ القرارات المناسبة بناء على ذلك»، وفق فيري، الذي أوضح أن «هناك قطاعات ستختفي وستظهر أخرى في المستقبل، فكل قطاع يمر بفترة بداية وذروة ونهاية، ومعظم الشركات تشهد هبوطاً في المنحنى، وقد يشهد عام 2030 اختفاء وظائف مرتبطة بالقطاعات التي ستختفي، يعمل فيها نحو ملياري شخص».

ومن هذه القطاعات: قطاع السيارات، الذي يعاني حالياً بعض الارتباك بسبب السيارات ذاتية القيادة، لأن هذا الأمر ينعكس مستقبلاً على اختفاء وظائف عدة، مثل سائقي سيارات الأجرة، والقائمين على توصيل الطرود، وخدمة ركن السيارة، فضلاً عن اختفاء الحوادث، لأنه سيكون هناك سيارات مضادة للحوادث، وتعكف حالياً شركات تصنيع السيارات العالمية على العمل على هذا النوع من المركبات، كما سيتم إعادة تصميم السيارات والمباني، وأن طبيعة المدن ستختفي بحيث نرى طرقاً مخصصة للسيارات ذاتية القيادة، حسب فيري.

وذهب الباحث في تكنولوجيا المعلومات والمؤلف البريطاني، توماس فليتشر، خلال مشاركته في المنتدى، إلى أن «التوفير في نفقات التشغيل والصيانة الذي يتوقع أن تحققه التكنولوجيا الذكية خلال العقود المقبلة، سيتسبب في تراجع وجود العنصر البشري في وظائف عدة، كما ستختفي تماماً وظائف أخرى، كما هي الحال مع اختفاء مهنة ساعي البريد مع ازدياد الاعتماد على الخدمات الإلكترونية والذكية للبريد الإلكتروني وتطبيقات التحاور الفوري».

وتوقع أن «تشهد السنوات المقبلة اختفاء 45% من الوظائف قديمة العهد تدريجياً، خصوصاً في الدول والمدن التي ينمو فيها معدل الاعتماد والتطبيق للتكنولوجيا الذكية».

من جهته، ربط مكتب دبي الذكية ـ المسؤول عن مشاريع تحول دبي للمدينة الأذكى في العالم ـ بين إمكانية حدوث هذه التوقعات بانخفاض الوظائف، وبين آلية تطبيق التكنولوجيات الذكية، موضحاً أن «بعض الدول والمدن تعتمد على هذه التكنولوجيات ـ كمستخدم لها فقط ــ أي لا توظفها التوظيف الأمثل الذي يتماشى مع احتياجاتها الفعلية، ما يضر بتوافر الوظائف التي ستستحوذ عليها النظم الذكية، في المقابل يتم الاستعانة بهذه التكنولوجيات في دبي، ودولة الإمارات بشكل عام ضمن منظومة متكاملة من تطوير قدرات تعامل الشباب مع هذا النوع من التقنيات، ودفعهم إلى مسارات دراسية جامعية أو دراسات عليا تتوافق مع التكنولوجيا ومستقبلها، ما يخلق جيلاً واعياً تماماً بكيفية توظيف هذه التكنولوجيا في ظل زيادة الاعتماد عليها، وخلق وظائف وفرص عمل جديدة من خلالها».

المدير العام للمكتب، الدكتورة عائشة بن بشر، قالت إن «التحول الذكي لمدينة دبي، والتحول للخدمات الذكية بشكل عام في الدولة، يتم وفق منهجية واستراتيجية تضع في اعتبارها تحقيق السعادة إلى جانب التحول الذكي، وهذه السعادة لا يمكن أن تتحقق في ظل اختفاء وظائف بشرية لمصلحة التكنولوجيا، لذا يتم تطبيق الأمر بآلية تحقق توازناً بين الأمرين».

وحسب بن بشر، تتم إجراءات وخطى التحول إلى المدينة الأذكى بالتوازي مع دفع جيل الشباب لزيادة الوعي والفهم للتقنيات الذكية، والتحول من استخدامها كأي شخص عادي، إلى تحويلها لمنصات أعمال صغيرة ومتوسطة تدر دخلاً، ويعد تطبيق «الحلاق الذكي» وتطبيقات أخرى عدة مثالاً على قدرة الشباب على ابتكار أفكار مشاريع تعتمد في أساسها على توظيف الذكاء التكنولوجي.


أحمد الأنصاري

Ahmed.abdalla@emaratalyoum.com

 

تويتر