Emarat Alyoum

«شرطة دبي» تعيد مواطنة لأطفالها

التاريخ:: 20 مارس 2017
المصدر: محمد العكور ـــ دبي
«شرطة دبي» تعيد مواطنة لأطفالها

أعادت شرطة دبي، أماً مواطنة إلى أبنائها الأربعة الذين تركتهم في الشقة التي يقطنونها نتيجة ظروفها المالية السيئة، وعدم مقدرتها على إعالتهم، بعد انفصالها عن زوجها الذي يرفض الإنفاق عليهم.

وقال مدير مركز شرطة الراشدية، العميد سعيد حمد بن سليمان، إن اتصالاً ورد إلى غرفة العمليات في شرطة دبي من أم أبلغتهم فيه أنها تركت أبناءها في الشقة التي يقطنونها، بعد أن ضاقت بها الحال وعدم تمكّنها من الانفاق عليهم نتيجة تخلّي زوجها الثاني عنها وتطليقها، ورفضه الانفاق عليهم أو تجديد إقاماتهم في الدولة، التي ترتبت عليها غرامات مالية.

وأضاف أنه تم التواصل معها من قبل قسم التواصل مع الضحايا في المركز، الذي توجه إلى شقة الأم فوجد الأطفال وحيدين، وتبين أن ظروف المكان غير ملائمة للعيش، حيث يتكون من غرفة واحدة فقط، ويعاني التشققات التي تؤدي إلى دخول مياه الأمطار إليهم، بالإضافة إلى عدم وجود المواد الغذائية الأساسية لديهم.

دراسة جميع البلاغات

يهتم برنامج «التواصل مع الضحية»، الذي يعتبر من البرامج الأمنية والإنسانية والاجتماعية التي تقدمها شرطة دبي للمقيمين والمواطنين، بدراسة جميع البلاغات المقدمة إليه، ويتواصل مع أصحابها عبر 12 فريق عمل، كما يعرّف البرنامج المتعاملين معه بحقوقهم القانونية الكاملة، ويسهم في حل العديد من المشكلات الأسرية المختلفة. ويتلقى البرنامج العديد من الاتصالات الهاتفية لطلب المساعدة أو الاستفسار عن بعض الإجراءات أو الإبلاغ عن مشكلة معينة.


• الأم أبلغت الشرطة أنها تركت أبناءها في الشقة لرفض طليقها الإنفاق عليهم، أو تجديد إقاماتهم في الدولة.

من جانبها، قالت رئيس قسم التواصل مع الضحايا في مركز الراشدية، ريم الأميري، إن أولى الصعوبات التي واجهت الفريق الذي انتقل إلى مكان إقامة الأطفال، هو عدم تمكنهم من معرفة مكان إقامة الأم، بعد أن أغلقت هاتفها النقال، وثانية تلك الصعوبات عدم مقدرتهم على ترك الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين ثمانية و13 عاماً بمفردهم، وبعد التحري تبين أن هناك أخت غير شقيقة للأطفال تبلغ من العمر 19 عاماً تقيم في منطقة أخرى، فتم إقناعها بضرورة أن تقيم مع الأطفال إلى حين ترتيب المسكن الملائم لهم وإيجاد أمهم.

وأضافت الأميري أنه بعد ذلك بنحو أسبوع تم التوصل إلى أم الأطفال، فتم الاجتماع بها واقناعها من قبل الفريق المتخصص بضرورة العودة إلى أطفالها، وأنه سيتم ترتيب السكن الملائم ونقلها من الشقة الصغيرة التي مُنحت لها من قبل هيئة تنمية المجتمع في دبي مع أطفالها. وأشارت إلى أنه فور ذلك تم التواصل مع وزارة تنمية المجتمع التي وفرت للأم شقة أوسع، وصرفت لها راتباً شهرياً لتتمكن من خلاله من إعالة اطفالها والانفاق عليهم، وتم تصحيح وضع إقامة الأطفال الذين وجدت عليهم غرامات مالية لعدم تجديدها من قبل والدهم، وتم منحها معونة شهرية من قبل فاعل خير.

وأوضحت الأميري أن الأم وصلت إلى طريق مسدود، بعد أن استمرت في العيش مع اطفالها دون معيل لمدة سبع سنوات، وخلال تلك المدة لم يتواصل معها طليقها أو الانفاق عليها، كونه عاطلاً عن العمل، بالاضافة إلى عدم مقدرتها على إيجاد فرصة عمل تدر عليها الدخل لتعينها على الانفاق على اطفالها، وأنه عند لجوئها إلى شرطة دبي، بحسب ما أفادت به، أنها كانت فرصتها الأخيرة، مشيرة إلى أن سعادة الأم كانت لا توصف، بعد أن تم جمعها مع أطفالها في بيتهم الجديد، وتوفير الراتب الشهري لها لتتمكن من الانفاق عليهم، وتصحيح وضع إقامتهم في الدولة.

وأكدت أن برنامج «التواصل مع الضحية» يعمل على توفير الرعاية الكاملة لضحايا الحوادث الجنائية والمرورية من النواحي الأمنية والانسانية، وتوثيق الصلة بين جهاز الشرطة والمجتمع من جميع النواحي، وتقديم أفضل الخدمات وأجودها لضحايا القضايا عند تقديم البلاغ أو وقوع الحادث.