زوجة الفقيد: تمنى الشهادة ونالها

الإمارات تشيّع جثمان الشهيد زكريا الزعابي

صورة

شيّعت الإمارات، أمس، جثمان الشهيد العريف أول زكريا سليمان الزعابي، أحد جنودنا البواسل المشاركين في عملية «إعادة الأمل» مع قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، للوقوف مع الشرعية في اليمن.

وأدى الشيخ سعيد بن صقر القاسمي، مدير الديوان الأميري في خورفكان، والشيخ هيثم بن صقر القاسمي، وجموع غفيرة من المصلين في جامع سيد الشهداء في مدينة كلباء، صلاة الجنازة على جثمان الشهيد، ثم تم تشييع الجثمانإلى مثواه الأخير، حيث ووري الثرى في مقبرة كلباء، ودعا الجميع الله العلي القدير أن يتغمد شهيد الوطن بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين والأبرار، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

وقالت زوجة الشهيد (أم عبيد): «كان زوجي يتمنى الشهادة، وقد منّ الله عليه بها»، مضيفة «كان آخر اتصال له قبل يومين من استشهاده، يطمئن به على حال والدته وابنه، وأخبرني بأنه سيستشهد، وأن شعوره لن يخيب هذه المرة».

وذكرت «عزاؤنا أنه رحل في ساحة المعركة، وهو جندي شجاع يدافع عن الحق والإنسانية، ويدفع الظلم عن الضعفاء، ولم يكن زوجي إلا صاحب سيرة عطرة، فقد أثبت اليوم وفاء جميع من يحبه، إذ لم يكونوا يعزونني في استشهاده، إنما كانوا يهنئونني، ويذكرون كل مواقفه الطيبة، فقد كان طيب القلب، محبوباً من الجميع، يتمتع بعلاقات اجتماعية متميزة، وله أنشطة مجتمعية واضحة، ونتضرع إلى المولى عزّ وجلّ أن يتقبله قبولاً حسناً».

وأشارت إلى أن «ابنها (عبيد)، البالغ من العمر ستة أشهر، أصبح يحمل لقب (ابن شهيد)، وهذا وسام على صدره»، لافتة إلى أن «وصية الشهيد كانت أن تربي ابنهما على حب الوطن والوفاء والإخلاص».

وذكر شقيق الشهيد، نجيب الزعابي: «لم أتوقع هذا الصبر وهذا الجلد، اللذين لازما أسرتي منذ وصول خبر استشهاد شقيقي إلى أن دُفن، في مشهد ستخلده ذاكرتنا، ويسطره التاريخ للأجيال القادمة».

وتابع «كان شقيقي الشهيد يحثنا على الصبر في حال سمعنا نبأ استشهاده، ويخبرنا باستمرار عن منزلة الشهيد الذي يدافع عن الضعفاء والحق، وعن تكريم الدولة لذوي الشهداء، ما زاد صبرنا حين تلقينا خبر استشهاده».

ولفت إلى أن «الشهيد زكريا كان عمره 30 سنة، وهو الخامس من بين أشقائه، في أسرة مكونة من ثمانية ذكور وسبع إناث، وقد انتسب إلى القوات المسلحة في وقت مبكر من حياته».

وقال «الشهيد كان باراً بوالدتنا، خصوصاً بعد وفاة الوالد، ويتنافس مع إخوتي على برها وقضاء حاجاتها، وهو أكثرنا صلةً للأرحام، إذ كان لا يقطع الزيارات عن أفراد العائلة».

وكان جثمان الشهيد وصل إلى مطار البطين الخاص في أبوظبي، ظهر أمس، على متن طائرة عسكرية تابعة للقوات المسلحة.

وجرت مراسم عسكرية خاصة باستقبال جثمان الشهيد، حيث كان في الاستقبال عدد من كبار ضباط القوات المسلحة.

تويتر