«تدوير» تعتمد مبيداً جديداً لرش 600 ألف غرفة تفتيش صحي

47 موقعاً لرصد الحشرات قبل استيطانها في أبوظبي

محمد محمود المرزوقي: (المركز) وفر جهازاً لمكافحة الحشرات الماصة للدم، يحاكي طبيعة الإنسان ويوفر لها رائحة تشبه رائحته.

كشف مركز إدارة النفايات في أبوظبي (تدوير) عن إدارته شبكة حماية للوقاية من الحشرات (درع)، تتضمن 47 موقع رصد واستشعار على مستوى إمارة أبوظبي، بهدف منع الحشرات القادمة من الخارج من الدخول إلى الإمارة والاستيطان فيها.

6000 حيوان سائب

كشف مدير إدارة مشاريع مكافحة الصحة العامة في مركز النفايات، محمد محمود المرزوقي، عن تجميع المركز نحو 6000 حيوان سائب سنوياً في أبوظبي، معظمها قطط، مشيراً إلى وجود تصريح من جمعية «وثبة» العالمية للرفق بالحيوان، وتطبيق المعايير العالمية في التعامل مع الحيوانات.

وقال: «ننقل الحيوانات السائبة في حافلات مكيفة للعيادة البيطرية لفحصها، وإذا كانت سليمة تعاد إلى مكان اصطيادها، أو اختيار بيئة ثانية لها تتوافر فيها شروط الأمان، وذلك بالاتفاق مع جمعيات الرفق بالحيوان، وفي حال وجود بعض الحيوانات الصالحة للاقتناء، يسمح لبعض العائلات باقتنائها، من خلال المستشفى البيطري».

وأشار المرزوقي إلى أن «الطبيب المختص هو الذي يتعامل مع الحيوانات المصابة، أو الحاملة للأمراض المعدية، ويقرر علاجها أو إعدامها، من خلال القتل الرحيم».

كما كشف عن استخدام مركّب جديد لمكافحة الحشرات، في غرف تفتيش الصرف الصحي في أبوظبي، البالغ عددها 600 ألف غرفة، لافتاً إلى أن المركب عمل على تخفيض نسبة الإصابة في غرف التفتيش، من 11 إلى 0.3%.

وتفصيلاً، أكد مدير إدارة مشاريع مكافحة الصحة العامة في مركز النفايات، محمد محمود المرزوقي، حرص «تدوير» على مكافحة كل آفات الصحة العامة، مثل البعوض والقوارض، وحجز الحيوانات السائبة، وأي آفة تؤثر سلباً في الصحة العامة للإنسان، مشيراً إلى وجود أكثر من 10 آفات رئيسة ناقلة للأمراض، أهمها البعوض والقوارض والصراصير.

وقال المرزوقي لـ«الإمارات اليوم» إن «تدوير» لا يستخدم المبيدات السامة بسبب خطورتها، ويتبنى بدلاً منها استراتيجية متكاملة لمكافحة الآفات، تبدأ مرحلتها الأولى بالتوعية ثم المكافحة الفيزيائية والكيميائية، مثل ردم المياه المتراكمة، وإزالة المخلفات، بدلاً من المكافحة. وترمز المرحلة الثانية من الاستراتيجية إلى المكافحة البيولوجية، التي يتم خلالها استخدام الأعداء الطبيعيين، مثل استخدام الأسماك في مياه البرك لتتغذى على اليرقات، أو استخدام مركبات هرمونات النمو التي تؤثر في اليرقات وتمنعها من استكمال نموها، وهي مركبات لا يوجد لها أي تأثير سلبي في صحة الإنسان.

وأضاف أن «المرحلة الثالثة والأخيرة في استراتيجية مكافحة الآفات، هي استخدام المبيدات، حيث نقوم بوضع مادة سيليكونية، كانت تستخدم في البداية في حمامات السباحة الأولمبية لمنع تسرب المياه، وتم التواصل مع مخترع هذه المادة، واقترحنا عليه استخدامها على أسطح مياه البرك لعمل طبقة عازلة لمنع البعوض من وضع بيضه، والحيلولة دون صعود اليرقات إلى سطح الماء»، مشيراً إلى أن «هذه المادة تظل فعالة لمدة ستة أسابيع، تتحلل بعدها، دون التأثير سلباً في الأسماك الموجودة بالمياه، أو الحيوانات التي تشرب منها».

وأشار المرزوقي إلى استخدام «تدوير» مبيداً آخر (مركب صبغة البوليمرس)، لمكافحة الحشرات في غرف تفتيش الصرف الصحي، مضيفاً أن «المركز أول من استخدم هذا المركب في المنطقة، حيث كانت المبيدات القديمة يتم رشها كل 15 يوماً، وكانت لها أضرار بيئية كبيرة على التربة، ومياه محطات الصرف الصحي، بسبب وصول نسبة المادة الفعالة في المبيد إلى 10%».

وقال إن «نسبة المادة السامة الفعالة في المبيد المستخدم أقل من 0.25%، وهي نسبة لا تذكر، وضررها على الإنسان أقل من ضرر المواد المستخدمة في طلاء جدران المنازل»، مشيراً إلى أنهم يطلون جدران غرف تفتيش الصرف الصحي بهذه المادة مرة كل ثلاث سنوات، لافتاً إلى وجود 600 ألف غرفة تفتيش صرف صحي، كانت كلفة رشها بالمبيدات سابقاً تتجاوز 3.4 ملايين درهم سنوياً، وبعد استخدام المركب الجديد انخفضت الكلفة إلى اقل من 300 ألف درهم سنوياً، إضافة إلى الاستدامة التي وفرت تكاليف العمالة والتفتيش والنقل، وغيرها من المصروفات الأخرى.

وأشار المرزوقي إلى أنهم بدأوا تجربة هذا المبيد في أكتوبر 2014، وكانت نسبة إصابة غرفة تفتيش الصرف الصحي وقتها 11%، وبعد رش المبيد الجديد أظهرت آخر إحصائية انخفاض نسبة الإصابة إلى أقل من 0.3%، مضيفاً أن «المبيد الجديد قلل نسبة المبيدات المستخدمة بنحو 40%».

وتابع أن المركز طور المعدات والأجهزة المستخدمة في الرش، ووفر مبيدات خاصة بالصحة العامة، مشيراً إلى استخدام جهاز جديد لمكافحة الحشرات الماصة للدم، يحاكي طبيعة الإنسان، ويوفر للحشرات رائحة تشبه رائحة جسمه، حيث يعتمد الجهاز في عمله على غاز ثاني أكسيد الكربون وبطارية ونوع من المواد الجاذبة للحشرات لزيادة فاعلية الجذب.

وقال: «لدينا شبكة حماية (درع) للوقاية من الحشرات، تتضمن 47 موقع رصد واستشعار على مستوى إمارة أبوظبي، لمنع دخول أي حشرة من الخارج والاستيطان في الإمارة، مثل الحشرات القادمة مع الطائرات وسفن الشحن، إذ ترصد هذه الأجهزة الحشرات، وتحدد أماكنها، لمكافحتها قبل انتشارها».

تويتر