بهدف تدريبهم وتأهيلهم للعمل في القــــطاع الخاص

«الغيث» تدمج ذوي الإعاقة في المجتمع بالعمـــل اليدوي والزراعة

صورة

فكَّر صاحب شركة «ديزرت جروب»، سعيد الغيث، في أنسب طريقة لمساعدة الطلبة من ذوي الإعاقة الذهنية البسيطة، وإكسابهم مهارات تجارية واجتماعية، بهدف تحويلهم إلى أشخاص منتجين ودمجهم في المجتمع، وفي عام 2006 أسس مشروع «إينيبل»، وأوكل إدارته إلى ابنته ريم، التي كرست كل جهودها لمساعدة هذه الشريحة في الاعتماد على أنفسهم، من خلال العمل اليدوي في مشتل زراعي، ووضعت ريم أهدافاً عدة لاستدامة واستقلال المشروع.

وروت ريم الغيث لـ«الإمارات اليوم» قصة تأسيس «إينيبل» عام 2006، قائلة إن فكرة المشروع تعود إلى والدها صاحب شركة «ديزيرت جروب»، سعيد الغيث، ضمن رؤيته لدمج الشركة في الخدمة المجتمعية بشكل أكبر، لافتة إلى أن الشركة لها مشاركات مجتمعية عدة، وأراد والدها تأسيس شركة مستقلة لمساعدة ذوي الإعاقة، بعدما رأى التحديات التي يواجهها الشاب المعاق من أجل الحصول على وظيفة مناسبة لظروفه.

تمويل ذاتي

قالت مدير مشروع «إينيبل»، ريم الغيث، إن الشركة وضعت أهدافاً عدة للطلبة، أولها أن يصلوا إلى أعلى مرحلة، وهي إمكانية البيع والتعامل مع الأشخاص بسهولة، إضافة إلى إنتاج 15 ألف شتلة بمختلف الأنواع، وبيعها إلى الجهات المختلفة التي نتعاون معها، ضمن البرنامج السلوكي والإنتاجي والتحفيزي الذي وضعناه في المشروع لمتابعة الطلبة.

وأضافت أنهم أرادوا للمشروع أن يعتمد على نفسه في التمويل، ودفع رواتب الموظفين والطلبة، ولا يعتمد على شركة «ديزرت جروب»، موضحة أنهم أدخلوا عامل الاستدامة على المشروع في 2014، بعد وضع خطة متكاملة له، بحيث تكون مؤسسة مجتمعية مستدامة، لتمكين الشباب ذوي الإعاقة من العمل.


علامة تجارية

أفادت مدير مشروع «إينيبل»، ريم الغيث، بأنهم وضعوا أهدافاً عدة للعام الجاري لتطوير المشروع، أولها أن تكون للمشروع علامة تجارية خاصة تحت اسم «إينيبل»، وبالتالي يستطيعون تمويل المشروعات الأخرى المشابهة، ودعمها.

وأوضحت أنهم شاركوا في أكثر من معرض، ولديهم أكشاك خاصة لبيع المنتجات في مركز دبي للزهور، وأسواق المزهر، إضافة إلى متجر إلكتروني لعرض وطلب المنتجات بسهولة.

وأضافت «كانت فكرة المشروع الدمج الوظيفي لذوي الإعاقة في الشركة، بالتعاون مع وزارة تنمية المجتمع، تمهيداً لدمجهم في المجتمع، وأن يصبحوا أفراداً منتجين، لذا تواصلت الشركة مع الوزارة لوضع الخطوط العريضة للمبادرة، ومعرفة طبيعة الإعاقات الأصعب في عملية الدمج، وتبين أنها الإعاقات الذهنية البسيطة، وبدأنا بمجموعة صغيرة من الشباب في مشتل الشركة لنرى كيف يمكن إنجاح المشروع».

وأوضحت «في ذلك الوقت لم أكن المسؤولة عن المشروع، بل كنت في إدارة التسويق، وأعمل على مشروعات مختلفة للشركة، وكنا سنتقدم بطلب للمشاركة في جائزة الشيخ زايد البيئية، وعملنا على استمارة المشاركة»، مضيفة أنها بحثت عن مبادرات الشركة في قطاع الخدمات الاجتماعية، ووجدت مشاركات عدة، من بينها مشروع «إينيبل». وتابعت أن المشروع أعجبها، وأرادت أن تقرأ عنه أكثر وتعرف كيفية إدارته، موضحة «تغيرت الإدارات في 2008، وتم اختياري لأكون مديرة المشروع، لأني حاصلة على شهادة في الخدمة المجتمعية، وتوليت مسؤولية القسم بأكمله في الشركة، ووضعنا أنظمة ومعايير لرصد مهارات الطلبة المشاركين في المشروع».

وأكملت الغيث أنها حاصلة على شهادات عدة مكنتها من العمل بشكل أفضل مع الطلبة في المشروع وإدارته، إذ إنها خريجة كليات التقنية العليا، في إدارة الأعمال والتسويق، كما أنها حاصلة على درجة الماجستير جامعة «فينكس»، إضافة إلى تخرجها غي البرنامج التنفيذي لجامعة هارفارد، ما مكّنها من اكتساب مهارات عديدة، وتركز على «إينيبل» بصورة أفضل.

وشرحت «المبادرة استهدفت في البداية مجموعة صغيرة من الشباب ليتمكنوا من العمل في المشتل التابع للشركة، وأن يتدرجوا في الأعمال اليدوية المتعلقة بالزراعة، والاهتمام بالشجيرات الصغيرة»، لافتة إلى أن العمل اليدوي كان الأفضل للطلبة، إذ إنه عمل متكرر، ولن يواجهوا فيه صعوبة كبيرة لتقبل العمل والإنتاج فيه.

وأضافت الغيث «في بداية المشروع نظمنا سلسلة من الدورات التدريبية للموظفين والعاملين في الشركة، لشرح أهمية المشروع، وكيف يمكن الاستفادة من خبراتهم، لنتمكن من تحقيق الدمج الوظيفي في أحسن صورة»، موضحة أنهم وزعوا الأعمال في المشتل على مجموعة الطلبة، ليتمكنوا من صف ورص الشتلات، وتوزيعها بشكل مناسب، إذ إنه تم تقسيم كل جزء من العمل بحسب المهارة، وأن يتدرج الطالب في هذه الأعمال بحسب قدرته على العمل، ومدى اكتسابه للمهارات.

وتابعت «نعمل مع 32 طالباً من ذوي الإعاقة، يعملون في مختلف المستويات، ووصل ستة طلبة منهم إلى المستوى الأخير، وهو إمكانية التعامل مع الزبائن، وإمكانية الإشراف على عمليات التواصل مع الشركات المختلفة»، مضيفة أن المشروع يهدف إلى إعطاء الشباب فرصة العمل، واكتساب مهارة التجارة، ليتمكنوا في ما بعد من العمل في مشغلهم الخاص. وأفادت الغيث بأن الشركة وضعت برامج عدة لمتابعة العاملين في المشروع، من بينها متابعة السلوك العام للموظف، ودرجة تعاونه، ومدى تطوره بشكل يومي، ومقارنتها، إضافة إلى استجابته للتعليمات. وأوضحت أن هناك أكثر من مراقب لمعرفة المهارات الاجتماعية التي يحتاجها الموظف، وما هي المهارات التي اكتسبها في هذا الوقت، إلى أن يصل إلى أعلى مرحلة من التعاون والاستقلالية، ليتمكن من إدارة وحدة العمل المسؤول عنها، مضيفة «وضعنا لكل طالب زاوية خاصة في المشتل والمشغل يعمل فيها الموظف ويعرض عمله عليها، ورقمنا منتجات الموظفين لمتابعتها في ما بعد وتسهيل تسجيل تطوراتهم».

تويتر