«التغيّر المناخي» تخطط لإنتاج 100 ألف طن من الأسماك عبر المزارع

دبي تنتج 4 أنواع من الأسماك تعيش في أماكن باردة بكميات تجارية

صورة

بدأت إمارة دبي في إنتاج أربعة أنواع من الأسماك بكميات تجارية للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، من خلال مزرعة أسماك «فيش فارم» التي نجحت في إنتاج (سيباس وسيبيريم وأنبرجاك ورويال سيبيريم)، وهي أسماك تعيش في بيئات تشهد انخفاضاً كبيراً في درجات الحرارة، فيما ستنتج المزرعة المحلية 2300 طن منها، لتحقق بذلك اكتفاء نسبياً في الأسواق المحلية.

وأفاد مدير عام المزرعة، جمال بن عبدالله الشعفار، بأن «الإنتاج المحلي من هذه الأنواع يعدّ إنجازاً وطنياً مهماً، إذ إن المعروف أن هذه الأسماك لا تعيش في مياه المناطق الحارة، بحكم موطنها الأصلي في المياه البادرة والمتجمدة، وهو تحد نجحنا في اجتيازه بعدما وفرنا بيئات مغلقة (أحواض) مكيفة الهواء».

2300

طن حجم إنتاج «فيش فارم» من أسماك البيئات الباردة العام الماضي.

وشرح الشعفار لـ«الإمارات اليوم»، خطة الإنتاج قائلاً: «بدأنا بإنتاج 200 طن، وبصورة تدريجية عززنا هذه الخطة لتصل إلى 1750 طناً، وتطورت حالياً لتبلغ 2300 طن بحلول نهاية العام الماضي، وهذه الخطة ستضمن تحقيق نقلة نوعية ستتطور لاحقاً إلى إنتاج 6000 طن من الأسماك، في خطوة ستحقق قفزة في تلبية الطلب المحلي».

وأضاف: «يعدّ نجاحنا في إنتاج هذه الأنواع من الأسماك معجزة إقليمية وعالمية».

وأكد أن «المزرعة تجري دراسات متخصصة، وترسل عينات من الأسماك المنتجة إلى مختبر دبي المركزي لتحليلها، ونتلقى نتائج إيجابية مقارنة بالأسماك الأخرى التي تستورد من خارج الدولة من الأنواع ذاتها، إذ قد يحتوي بعضها على مكونات ضارة بالمستهلكين، فيما تمتاز أسماكنا بخلوها من مثل المكونات الضارة».

وتابع: «نحن نبيع أسماكاً طازجة تجمع من الأحواض المائية مباشرة، ولدينا فرق عمل مهنية ذات خبرات عالمية، تتجاوز خبراتهم 30 عاماً في هذا المجال، ويجرون فحوصاً دورية على أحواض السمك».

ونوه الشعفار بأن «إنتاج أسماك لا تعيش في المنطقة وفي غير بيئتها الطبيعية، يعدّ الأول من نوعه على المستوى العالمي، وهو حدث نفخر به، إذ وصلنا مرحلة استطعنا فيها أن ننافس أكبر دول العالم المنتجة للأسماك، من خلال مزرعة مغلقة، نتحكم في درجة حرارتها وتغذيتها، وسلامتها الصحية والبيئية».

ولفت إلى أن «قطاع إنتاج الأسماك عبر المزارع، يتماشى مع خطة وزارة التغيّر المناخي والبيئة، التي تستهدف إنتاج الأسماك لتحقيق طفرة في المخزون السمكي في الدولة، وتلبية الطلب المرتفع على مختلف الأنواع، خصوصاً عالية الجودة منها، إذ تخطط الوزارة إلى إنتاج 100 ألف طن من الأسماك عبر المزارع مستقبلاً، ونحن جزء من هذا العمل الوطني».

وتركز مزرعة «فيش فارم»، التي تحظى برعاية مباشرة ومتابعة من سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، على تربية الأسماك البحرية لدعم الصناعة الوطنية، ومحاولة تقليل الواردات الأجنبية من الأسماك، وتخفيف الضغط على قائمة طويلة من أنواع الأسماك المهددة بالانقراض في المياه الإقليمية، فيما أكد الشعفار أن «الشركة مسؤولة في سبيل ذلك عن تربية الأسماك بصورة مستدامة، ضمن جهود وطنية مخلصة للحفاظ على الثروة المائية الحية».

ولفت إلى أن «المزارع السمكية تضمن توافر أنواع من الأسماك ذات قيمة غذائية مرتفعة، وأسعاراً منافسة، إذا ما قورنت بما يحدث لأسعار الأسماك الأخرى في السوق من ارتفاع وانخفاض مستمر، إذ لا تشهد الأنواع المنتجة لدينا أي نقص في المعروض على مدار العام، ولدينا مفرخ للبيض، ومزارع أرضية (أحواض)، وأخرى بحرية (أقفاص) تنتج ملايين الأسماك سنوياً».

وحسب الشعفار، فإن «الإصبعيات السمكية المنتجة في المزارع، تنقل إلى أقفاص حديدية مغلقة داخل البحر، لفترة تستمر بين 11 و13 شهراً، ونحصد أسبوعياً نحو 20 طناً من سمك سيبريم على سبيل المثال، مرتين أسبوعياً، نزوّد بها السوق، ولدينا تقنيات متقدمة جداً لهذا الغرض، نتحكم بها عن بُعد».

تويتر