شـــارك في تطوير تكنولوجـيا استخلاص النفـــــــــط.. وتدرج في المناصب حتى أصبح مديراً لجامعة زايد

«القـــراءة» قــادت «المهيدب» إلى الشغف بالهنـدسـة البـتروليـــة

صورة

هواية القراءة قادت الدكتور رياض عبداللطيف المهيدب إلى الشغف بالهندسة البترولية، وفي المرحلة الثانوية اتخذ قراره بأن يتخصص في هذا المجال، إذ رأى حينها ضرورة أن يكون هناك خبراء مواطنون في هذا المجال، طالما أن الإمارات من الدول النفطية، وفي المرحلة الجامعية اختار أن يكون تخصصه الهندسة الكيميائية، وبعدها حصل على الماجستير والدكتوراه في الهندسة الكيميائية والبترولية في الولايات المتحدة الأميركية، وعندما عاد إلى الوطن تدرج في المناصب إلى أن أصبح مديراً لجامعة زايد، وأسهم من خلال بحوثه العلمية في تطوير تكنولوجيا استخلاص النفط، وتقليل الآثار البيئية للعمليات البترولية من خلال التركيز على تطبيق هذه التكنولوجيات على مكامن النفط والغاز في الدولة.

وتفصيلاً، قال المهيدب، لـ«الإمارات اليوم»، إنه «تربى في بيئة بسيطة، تغلب عليها مهنة الصيد سواء في البحر أو البر أو الرعي وغيرها، وقد كان شغوفاً بالقراءة منذ طفولته، وقاده هذا الشغف إلى عشق الهندسة البترولية، وقرر أن يكون هذا مجاله، لاسيما أن الإمارات دولة نفطية، ويجب أن يكون أبناؤها ذوي خبرة في هذا المجال»، مشيراً إلى أنه «حصل على شهادة الثانوية في مدرسة دبي الثانوية للبنين، عام 1975، وكان عدد الخريجين حينها 240 مواطناً على مستوى الدولة».

مشروعات بحثية

شارك مدير جامعة زايد، الدكتور رياض عبداللطيف المهيدب، كباحث في ستة مشروعات بحثية صناعية، خمسة منها ممولة من شركات النفط الوطنية والدولية، وله 34 مقالاً بحثياً تم نشرها في مجلات علمية، إضافة إلى 45 مقالاً تم تقديمها في المؤتمرات العلمية، 11 منها حول التعليم الهندسي والبحث العلمي، فضلاً عن المساهمة في حلقات النقاش حول دور التعليم والبحث العلمي في مختلف المجالات، خصوصاً الصناعية منها. ومثّل المهيدب الدولة في اجتماعات مديري البحوث في منظمة الدول المصدرة للنفط OPEC منذ عام 2006، وهو عضو في هيئة تحرير مجلة «الطاقة» الصادرة من أوبك، وفي عام 2005 رشحته الدولة إلى منصب مدير البحوث في منظمة «أوبك»، كما يسهم كمراجع علمي للأوراق المقدمة للنشر في المجلات العلمية لجمعية مهندسي البترول/‏ ولمجلة هندسة علوم البترول (Elsevier)، ولمجلة جامعة قطر الهندسية، ولمجلة جامعة الملك سعود، إضافة إلى تحكيم عدد من حالات الترقية الأكاديمية.


جوائز

فاز مدير جامعة زايد، الدكتور رياض عبداللطيف المهيدب، بجوائز عدة، أبرزها جائزة الشيخ راشد بن سعيد للتفوق العلمي، فئة الدكتوراه عام 1989، وجائزة التميز لكلية الهندسة في البحث العلمي والتميز في خدمة الجامعة والمجتمع في 2002، وجائزة الجامعة للتميز في «البحث العلمي» و«خدمة المجتمع» في 2003. كما حاز جائزة أفضل مشروع بحثي ممول خارجياً، خلال المؤتمر السنوي لجامعة الإمارات العربية المتحدة، وكان بعنوان «إمكانية استخدام الغمر المذاب لثاني أكسيد الكربون في الخزانات البترولية في الإمارات العربية المتحدة».

وأضاف «في هذا العام، ابتعثت الدولة كل الخريجين الراغبين في استكمال الدراسة الجامعية إلى الولايات المتحدة الأميركية، لعدم توافر جامعات في الدولة حينها، وهناك درست في تخصص الهندسة الكيميائية، وحصلت على البكالوريوس، ثم الماجستير في الهندسة الكيميائية والبترولية في جامعة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا».

وزاد «بعد ذلك عدت إلى الدولة وتزوجت، لكن رغبتي في مزيد من العلم في هذا المجال كانت لاتزال في أوجها، فانتقلت مع زوجتي إلى الولايات المتحدة، وواصلت الدراسة إلى أن نلت درجة الدكتوراه في هندسة البترول في جامعة ستانفورد في يونيو 1989».

وتابع المهيدب «تجربة السفر للخارج بالنسبة للمواطنين ثرية ومهمة، إذ تسهم في تكوين شخصياتهم، وتجعلهم يعتمدون على أنفسهم، ويجتهدون بإخلاص حتى يعودوا إلى الوطن بخبرة علمية تساعد في مسيرة نهضة الدولة، التي لم تدخر جهداً في تقديم التسهيلات والدعم لهم طوال مدة ابتعاثهم».

وأكمل أنه فور تخرجه بدرجة الدكتوراه عاد إلى الدولة، وشغل منصب رئيس قسم بحوث الطاقة في جامعة الإمارات، ثم أصبح مديراً لمركز بحوث التقنية والطاقة خلال الفترة بين 1989 و1991، ثم شغل منصب مساعد عميد كلية الهندسة للبحث العلمي خلال الفترة من 1992 إلى 1996، وبعدها صار رئيس قسم الهندسة الكيميائية والبترول لفترتين، الأولى بين 1997 و1999، والثانية بين 2003 و2005،

كما شغل منصب وكيل الكلية خلال الفترة 1999-2006، ثم عميد الكلية منذ عام 2006 إلى 2013، والتي تضمنت اعتماد برامج الكلية السبع من (ABET)، قبل أن يشغل منصب نائب مدير الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي خلال العامين 2013 و2014، ثم صدر مرسوم من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بتعيينه مديراً لجامعة زايد في أغسطس 2014.

وأكد أن له «إسهامات أكاديمية أخرى، وهي قيادة لجنتين لصياغة برامج للدراسات العليا في (علوم وهندسة البترول) و(موارد المياه)، كما أشرف على برنامج ماجستير الموارد المائية خلال فترة تأسيسه ما بين 1999-2003، وكان عضواً في اللجنة التنفيذية لمكتب الجامعة للبحوث ذات التمويل الخارجي (EFORS) بين 2003 و2010، واللجنة العلمية المشتركة مع جامعة السلطان قابوس لمراجعة المشروعات البحثية المشتركة منذ عام 2003».

كما شارك في اجتماعات شبكة أبحاث مصدر خلال الفترة بين 2007 و2009، كما كان عضواً في مجلس الجامعة 1994-1998، ومنذ عام 2006 وهو عضو في مجلس أمناء معهد التكنولوجيا التطبيقية، حيث يترأس اللجنة الأكاديمية.

وأوضح المهيدب أنه «عشق قطاع البترول والكيميائية، حيث ساهم في تطوير وتحسينات تكنولوجية في مجال استخلاص النفط، وتقليل الآثار البيئية للعمليات البترولية، مع التركيز بوجه خاص على تطبيق هذه التكنولوجيات على مكامن النفط والغاز في الدولة، والتي شملت نمذجة خواص السوائل البترولية، وتحليل ضغط النفط في الآبار باستخدام القياسات المتزامنة للضغط ومعدل الانتاج، إضافة إلى نمذجة ترسب الأسفلت في آبار وحقول النفط، والاستخلاص المعزز للنفط باستخدام الغمر بالبكتيريا والحقن بثاني أكسيد الكربون، ما أسهم في ضمان ازدهار الدولة مستقبلاً».

وذكر أن «لديه ثمانية أبناء، أكبرهم (سارة) متزوجة ولديها أبناء، والثانية (هاجر) تعمل طبيبة في مستشفى المفرق، و(عبداللطيف) يعمل طبيباً في مستشفى الجيمي، و(دلال) تتدرب في مجال الطب، و(الجازي) طالبة في جامعة زايد تخصص إدارة أعمال، و(مضاوي وحصة ولولو) لايزالون في المقاعد الدراسية».

تويتر