بعد تكرار وقائع تعرَّض لها إماراتيون.. وكلفت أحدهم حياته

أعضاء في «الوطني» يطالبون بتوعية المبتعثين «أمنياً»

حمَّل أعضاء في المجلس الوطني الاتحادي دولاً مستضيفة لطلاب مواطنين، مبتعثين دراسياً أو وظيفياً لديها، المسؤولية، أكثر من أي وقت مضى، عن عدم بذل الجهد المطلوب لإزالة الآثار السلبية، التي تتكون لدى أبناء المجتمع الإماراتي، والمجتمعات في الدول المجاورة، الناجمة عن تكرار وقائع اعتداء مماثلة لما تعرض له، أخيراً، مواطن شاب، خلال وجوده في ولاية أوهايو الأميركية، وكلفه حياته، نتيجة تصرف غير مبرر من قبل أفراد شرطة وأمن.

وطالبوا الجهات المعنية برعاية مصالح الطلاب المواطنين المبتعثين في الخارج، بإرشادهم إلى الخطوات التي يتعين عليهم اتخاذها، لحماية أنفسهم عند التعرض لحوادث من هذا النوع، وتوعيتهم أمنياً، وبذل مزيد من الجهود لضمان عدم تكرار هذه الحوادث مستقبلاً.

وتوفي الشاب المواطن سيف ناصر مبارك العامري (26 عاماً)، من سكان منطقة الشوامخ بالعاصمة أبوظبي، الأحد الماضي، إثر تعرضه لإطلاق نار من قبل شرطي أميركي، فيما أكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، أول من أمس، أنها تتابع بالتنسيق مع سفارة الدولة في واشنطن، سير التحقيق في ملابسات الحادث المؤلم، الذي أدى إلى وفاة أحد مبتعثي الدولة، في ولاية أوهايو الأميركية.

• الجميع يشهد للدولة بالتعامل الراقي مع الأجانب، من منطلق التسامح والأخلاق الحميدة.

• «الخارجية» تعطي الطلاب المبتعثين توجيهات حول ثقافة الشعوب التي سيعيشون معها.

وطالب الأعضاء: صالح مبارك بن عثعيث العامري، وسالم النار الشحي، وسعيد صالح الرميثي، بوضع برنامج لتوعية الطلاب المبتعثين للخارج، وإرشادهم لطرق التعامل عند التعرض لحالة مفاجئة، لاسيما أن بعض الأجهزة الشرطية في بعض البلدان، تعاني تعرضها لأحداث عنف عدة.

وأكد الشحي أن وزارة الخارجية تعطي الطلاب المبتعثين توجيهات حول ثقافة الشعوب التي سيعيشون معها، وكيفية إدارة المواقف المختلفة، لكن لا نريد إلقاء اللوم على أبنائنا، فقد يكون الطرف الآخر غير مؤهل.

وأضاف أن الدور التوعوي، كما هو مطلوب منا في الدولة، مطلوب من الدول المستضيفة للبعثات الدبلوماسية أو الدراسية وغيرها، وعليها توعية مؤسساتها بالتعامل اللائق مع الأجانب، خصوصاً العاملين في القطاعات الشرطية والأمنية المختلفة، فعندما يقود مواطن سيارة هناك بالطبع سيكون لهذه السيارة لوحات، يستطيع الشرطي من خلالها التعرف إلى هوية قائدها، ولديه مرجعية كاملة في النظام الإلكتروني للشرطة، أو هكذا نظن.

وتابع: «نحن دولة لها تقدير وترحيب دوليان كبيران، ونتمتع بسمعة عالمية طيبة، ويشهد لنا الجميع بالتعامل الراقي مع الأجانب، من منطلق التسامح والأخلاق الحميدة، وبذلنا جهوداً كبيرة في تأهيل أبنائنا ثقافياً ومعرفياً، ونرجو من الطرف الآخر أن يكون على وعي بذلك، ويبادلنا الشعور ذاته».

وطالب صالح مبارك بن عثعيث العامري وزارة الخارجية بمنح طلاب الدولة المبتعثين إلى الخارج محاضرات توعية، عن طرق التعامل مع الأجهزة الأمنية والشرطية، لاسيما أن الأخيرة يصرح لها بإطلاق النار في أحيان مختلفة، وتالياً تتخذ مسألة التوعية والتوجيه دوراً مهماً، حتى لا تتكرر مثل هذه الأحداث.

وقال العامري، وهو عضو لجنة شؤون التعليم والثقافة والشباب في المجلس، إن «الشرطة التي تتعرض لهجمات عنف وأعمال شغب وإرهاب، لا تتعامل مع الجمهور مثلما تتعامل الشرطة الإماراتية هنا، وبعض أبنائنا في الخارج قد يظنون بالخطأ أنهم سيتلقون معاملة تشبه معاملة (الداخلية) الإماراتية، وهنا ينبغي تصحيح المفاهيم لديهم قبيل سفرهم إلى الخارج».

وأضاف: «من الممكن أن يصدر دليل إرشادي عن طريق وزارة الخارجية، يحتوي على كل المعلومات التي قد يحتاج المواطن إليها، وينبغي التركيز معهم على أن لكل دولة نظامها في التعامل، حتى يتجنب المواطنون التعرض لأي مشكلات مستقبلية تتعلق بسلامتهم الشخصية، فهؤلاء طلاب ذاهبون في مهمة دراسية».

واعتبر مقرر لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل والسكان والموارد البشرية في المجلس، سعيد صالح الرميثي، أنه «من الضروري التزام الطلاب المبتعثين بالقواعد المنظمة لأي مجتمع يعيشون فيه، لأن ذلك يجنبهم التعرض للخطر، كما يجب عليهم الابتعاد عن التصرفات المتهورة، فأنا أعلم أن هناك طلاباً تم ترحيلهم من بلدان، بسبب مخالفات مرورية مثلاً».

وأكد الرميثي أن «هناك أهمية مطلقة للالتزام بقواعد الأمن في الدول الغربية، كما أنه في المقابل من الممكن أن يرسل مثل هذا الاعتداء على الطالب المواطن رسائل سلبية للمجتمع الإماراتي، وغيره من المجتمعات العربية، تجاه أجهزة الأمن في الولايات المتحدة الأميركية، فينبغي ألا نحمل الطلاب وحدهم اللوم في مثل هذه الحوادث».

ودعا إلى «تصحيح المعلومات المغلوطة عند الطلاب المبتعثين، كما أن على الجهات الأميركية، التي تجري تحقيقاً في هذا الشأن، أن تتعاون مع السلطات الإماراتية في التحقيق».

تويتر