أكد السير بخطى واثقة نحو تعزيز مكانة الدولة وسعادة الشعب

محمد بن راشد: اتحادنا ترسخ وبات أكثر قوة ومنعة بعزيمة أبناء الإمارات

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أننا «بدأنا نقطف ثمار اتحادنا، الذي ترسخ وبات أكثر قوة ومنعة من خلال عزيمة أبناء وبنات الإمارات، وعملهم المخلص»، موضحاً سموه أن «الاحتفال باليوم الوطني يمنحنا حكومة ومواطنين الفرصة لمراجعة أنفسنا، وتقييم أدائنا خلال العام الماضي، حيث إن كل عام يشكل قفزة في عمر اتحادنا المديد».

وقال سموه، إننا «نسير بخطى واثقة نحو تحقيق غاياتنا الكبرى في تعزيز مكانة دولتنا وسعادة شعبنا والمضي بهما إلى أعلى مراتب التقدم والتحضر والرقي»، مبيناً سموه أن «أمامنا مستهدفات أجندتنا الوطنية لنحققها ونعزز التقدم في مؤشراتها، وعلينا أن نسجل في كل يوم إنجازاً جديداً، وأن نعالج بأقصى سرعة وأعلى كفاءة معيقات التقدم، أياً كانت، ونسد النقص أينما وجد».

وتفصيلاً، وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كلمة عبر مجلة «درع الوطن» بمناسبة اليوم الوطني الـ45 للدولة، جاء في نصها: «أحييكم وأهنئكم وأبارك لكم بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لقيام اتحاد إماراتنا، وأبشركم بأننا نسير بخطى واثقة نحو تحقيق غاياتنا الكبرى في تعزيز مكانة دولتنا وسعادة شعبنا، والمضي بهما إلى أعلى مراتب التقدم والتحضر والرقي».

وأضاف سموه أن «غاياتنا هذه في متناول أيدينا نسعى إليها بتوفيق من الله معتمدين على عقول وسواعد أبنائنا وبناتنا وإخلاصهم، واثقين بقدراتنا وإمكانياتنا وخبراتنا في مواصلة مسيرتنا التنموية وبلوغ أعلى مراتب التقدم».

خريطة المستقبل

نائب رئيس الدولة:

• علينا أن نسجل في كل يوم إنجازاً جديداً، وأن نعالج بأقصى سرعة وأعلى كفاءة معيقات التقدم.

• تمكنا من إضافة إنجازات ونجاحات تعزز رفاه شعبنا وسعادته، وتزيد دولتنا قوة ومناعة.

• اقتصادنا واصل النمو رغم استمرار التباطؤ في الاقتصاد العالمي والتراجع في التجارة الدولية.

• عصر «الثورة الصناعية الرابعة» عنوان دلالته تشير إلى ضخامة حجم التغيير الآتي، وعمق تأثير مستجداته.

• حاضرون وبقوة في مقدمات عصر الثورة الصناعية الرابعة، ودورنا في حراكها مطلوب في منطقتنا وعالمنا.


أبطال المستقبل

قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، «في سعينا نحو المستقبل، ندرك أن درجة نجاحنا في تأمين مكان بارز وريادي لدولتنا تعتمد على كفاءتنا في استشرافه، وعلى كفاءة كل قطاعاتنا الحكومية والخاصة في مواكبة متغيرات المستقبل، والتكيف مع مقتضياتها في الوقت المناسب، وهذه متاحة بعدما بات التغيير جزءاً من ثقافتنا، وعلى نجاحنا في بناء رأسمالنا البشري المستقبلي»، مضيفاً سموه «في الحديث عن رأسمالنا البشري المستقبلي، نتحدث عن أطفالنا وأجيالنا الشابة، فهم أصحاب المستقبل وهم أبطاله، ونريدهم أن يكونوا فاعلين إيجابيين فيه».


التكيف مع المتغيرات

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، «واثق بأن مجتمعنا سيسهم بفاعلية إيجابية في بناء رأسمالنا البشري المستقبلي، فتقديره للعلم قديم قدم هذه الأرض، وسعيه لتحصيله مشهود، وقد أظهر دائماً قدره على التكيف مع المتغيرات والاستجابة للتحديات، وهو لن يتأخر عن تبني الممارسات والتقاليد الحاضنة لقيم العصر الجديد، وغرس حب القراءة والاطلاع والمعرفة في نفوس النشء، باعتبارها المقدمات الضرورية لإعداد أجيال من الباحثين والعلماء والمبتكرين».


• نحن على موعد قريب مع اختبار مهم، سنعرف من نتيجته مكاننا ومكانتنا في عصر الثورة الصناعية الرابعة.

• وفق بعض الدراسات 65% من أطفال المدارس اليوم سيعملون في وظائف ليست موجودة على أرض الواقع الآن.

• التغيير المقبل يتيح مكاناً فقط للكفاءات عالية التأهيل، ويترك لمن يفتقرون إلى التأهيل المناسب الهوامش والأعمال الثانوية.

وتابع سموه: «اليوم بدأنا نقطف ثمار اتحادنا، الذي ترسخ وبات أكثر قوة ومنعة من خلال عزيمة أبناء وبنات الإمارات، وعملهم المخلص، وجهودهم الحثيثة لوضع الإمارات على خريطة المستقبل، حيث لا حدود لطموحاتهم وتطلعاتهم، مدفوعين بذلك بحبهم للوطن وإخلاصهم لقيادتهم، هذه القيادة التي لا تبخل عليهم بأي شيء، وتوفر لهم كل أسباب العطاء والابتكار».

وأكمل سموه: «أرى ثمار اتحادنا المبارك في وجوه طلابنا وطالباتنا وهم يحيون في الصباح راية بلادنا الخفاقة، وينشدون لوطننا ويقبلون على تحصيل المعرفة بشغف، وأراها في وجوه شبابنا وشاباتنا، وهم يتسابقون في مضامير العطاء والتميز والإبداع، ويبذلون حتى أرواحهم ليظل وطننا حراً كريماً، أراها في منجزنا الوطني الذي يملأ نفوسنا بالفخر والغبطة والتفاؤل ويزيدنا اعتزازاً بآبائنا المؤسسين، رمز دولتنا، ومؤسس نهضتنا الحديثة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ورفيق دربه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، شريكه في حلم الاتحاد، وإخوانهما حكام الإمارات، طيب الله ثراهم جميعاً، إنهم صناع هذا اليوم، وهم حاضرون في كل أيامنا يلهموننا بقيمهم وثوابتهم ونهجهم وحكمتهم، ويزيدوننا ثقة بقدراتنا على صناعة مستقبلنا وتحقيق أحلام وطننا وشعبنا».

الواجب الوطني والأخلاقي

وأضاف سموه: «ونحن نحتفل باليوم الوطني الخامس والأربعين، فإن نخبة من أبطال قواتنا المسلحة تشاركنا الاحتفال، وهي تلبي نداء الواجب الوطني والإنساني والأخلاقي، وتخوض المعارك نصرة للحق ودفعاً للعدوان عن اليمن الشقيق، وإخماداً لنيران قوى الشر والفتنة قبل أن يتطاير شررها وتشعل الحرائق في منطقتنا وعالمنا العربي».

وواصل سموه: «تشاركنا احتفالنا فرق أخرى من أبطال جيشنا وأجهزتنا الأمنية وأجهزة الحماية المدنية المنتشرة على امتداد رقعة وطننا، وفي كل زاوية من زواياه، كحائط صد منيع، تسهر على أمنه وسلامته وتحميه، لتظل إماراتنا واحة للأمن والسلام والاستقرار».

العلم والمعرفة

وقال سموه: «في كل مكان في العالم يرتفع فيه اسم الإمارات، يشاركنا الاحتفال أبناؤنا الدارسون في الخارج، الذين يسعون إلى إثراء رأسمالنا البشري بالعلم والمعرفة، وكوادر سفاراتنا في دول العالم، الذين يخدمون وطننا ويحرصون على تمثيل دولتنا أحسن تمثيل، أتوجه إلى كل هؤلاء الإماراتيين والإماراتيات بالتحية والتقدير، وأقول لهم: بمثلكم تزهو الأوطان وتشمخ وتكبر، ونسأل الله أن تعودوا إلى ذويكم سالمين غانمين وقد أنجزتم مهامكم على أكمل وجه».

وشدد سموه على أن «احتفالنا بالعيد الوطني يمنحنا حكومة ومواطنين الفرصة لمراجعة أنفسنا وتقييم أدائنا خلال العام الماضي، بوصف كل عام يشكل قفزة في عمر اتحادنا المديد، وأحمد الله أننا تمكنا من إضافة إنجازات ونجاحات تعزز رفاه شعبنا وسعادته، وتزيد دولتنا قوة ومناعة وأمناً واستقراراً، فقد واصلنا تطوير بنيتنا التحتية وبنيتنا الرقمية ومختلف قطاعاتنا الحيوية، وواصل اقتصادنا النمو، على الرغم من استمرار التباطؤ في الاقتصاد العالمي والتراجع في حركة التجارة الدولية، وأحرزنا تقدماً مهماً في تنويع اقتصادنا».

وذكر سموه: «في شهر فبراير الماضي بادرنا بإعادة هيكلة مجلس الوزراء، استجابة منا للتحديات الكبرى التي يواجهها عالمنا، وتؤثر في كل جوانب حياتنا وطبيعة أعمالنا، وتغير مسارات التنمية المتعارف عليها، لتحل محلها مسارات جديدة ظهرت ملامحها وتحددت اتجاهاتها، حيث تكسب تطبيقاتها كل يوم مساحات جديدة».

آفاق المستقبل

وقال سموه: «استلهمنا في إعادة الهيكلة معطيات الواقع وآفاق المستقبل، واستفدنا من تحالفنا في وقت مبكر مع الاتجاهات العالمية الصاعدة في العلوم والاقتصاد والطاقة والاتصالات، ونجاحنا في مواكبة صعودها وإدراجها في مسارات التنمية الشاملة».

وتابع سموه: «مع اعتماد أخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، ومباركة أخي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، حفظهما الله، للهيكلة والتشكيل الوزاري انطلقنا في ورشة عمل كبرى لوضع الأهداف المرجوة من إعادة الهيكلة في خطط وبرامج عمل ومشروعات ومبادرات، وهو ما تحقق في وقت قياسي بفضل كفاءة قياداتنا الحكومية الشابة».

وأكد سموه أن «العناوين العريضة لأهداف الحكومة ومهامها لا تتغير، إذ يظل شغلنا الشاغل معقوداً هو العمل على تحقيق كل ما يخدم مصالح وطننا العليا، من خلال تعزيز قوتنا الذاتية وتوطيد أمن واستقرار بلدنا، والسهر على توفير احتياجات أبناء شعبنا وضمان رفاههم وسعادتهم، وتوفير البيئة المواتية لتحقيق الإنجازات، وفي القلب منها تمكين أبناء وبنات الإمارات وتنمية مهاراتهم».

العصر الجديد

وأضاف سموه: «التغيير المستهدف من إعادة هيكلة مجلس الوزراء هو في واقع الأمر تطوير وتجديد في الأدوات والأساليب والأفكار، لندخل العصر الجديد بثقة وقوة، وإذا كان هذا العصر يحمل عنوان (الثورة الصناعية الرابعة)، فإن دلالة هذا العنوان تشير إلى ضخامة حجم التغيير الآتي، وعمق تأثير مستجداته في كل مجالات التنمية ومساراتها، بما يفرض على الدول والحكومات والمجتمعات أن تباشر تغيير نفسها على الفور، فمن غير الممكن العبور إلى العصر الجديد بأدوات الماضي وأساليبه وطرق العمل والتفكير السائدة فيه، كما يفرض عليها أن تكون متأهبة طوال الوقت»، مفيداً سموه: «حكومتنا بهيكليتها وخططها وبرامجها ومشروعاتها حكومة المستقبل، ونريد لمجتمعنا بأفراده وأسره ومؤسساته أن يكون كذلك».

وبين سموه «في عصر (الثورة الصناعية الرابعة) قررنا أن نكون مشاركين وفاعلين إيجابيين، فنحن حاضرون وبقوة في مقدماتها، وتطبيقاتها الأولى، ودورنا في حراكها مطلوب في منطقتنا وعالمنا، وقد انطلقنا في ميادين المستقبل نمارس دورنا، كما في نموذج حكومة المستقبل بهياكلها ومحتواها وأدواتها وفي استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل، وفي بناء منظومة عالمية لصناع المستقبل، من علماء وخبراء ومحللين، بما يتيح تنسيق الجهود والبرامج وتبادل الخبرات وتعميم الفوائد ومواجهة الأخطار المصاحبة لمستجدات العصر الحديث».

وتابع سموه: «نحن على موعد قريب مع اختبار مهم، سنعرف من نتيجته مكاننا ومكانتنا في عصر الثورة الصناعية الرابعة، هذا الموعد الذي يحل بعد خمس سنوات، هو يومنا الوطني الخمسون، الذي تعاهدنا على أن نحتفل فيه بانضمام دولتنا إلى الصف الأول للدول والشعوب الأكثر تقدماً وسعادة، وسنفي بتوفيق الله وهمة شبابنا وشاباتنا بعهدنا لوطننا، نحشد قدراتنا ونضاعف جهودنا ونرفع كفاءة أدائنا في كافة الوزارات والمؤسسات الاتحادية والدوائر المحلية، ونسرع إنجاز المشاريع والبرامج المدرجة في خططنا بما يواكب كل جديد في أفضل الممارسات العالمية».

وأشار سموه: «أمامنا مستهدفات أجندتنا الوطنية لنحققها ونعزز التقدم في مؤشراتها، وعلينا أن نسجل في كل يوم إنجازاً جديداً، وأن نعالج بأقصى سرعة وأعلى كفاءة معيقات التقدم، أياً كانت، ونسد النقص أينما وجد».

وزاد سموه: «لقد ركزت حديثي إليكم اليوم أبناء وبنات وطني على موضوع المستقبل وملامح العصر الجديد، لأني أريد من كل مواطن ومواطنة أن يضع هذا الموضوع على رأس اهتماماته، وأن يعمل بدأب على تطوير قدراته ومهاراته ومعارفه، فالتغيير المقبل يتيح مكاناً فقط للكفاءات عالية التأهيل، ويترك لمن يفتقرون إلى التأهيل المناسب الهوامش والأعمال الثانوية، فوفق بعض الدراسات فإن 65% من أطفال المدارس اليوم سيعملون في نهاية المطاف في وظائف ليست موجودة على أرض الواقع الآن، والخبراء يتحدثون عن 20 سنة على الأكثر يصبح فيها العصر الجديد واقعا قائما لتتغير معه أساليب إدارة الحكومات والشركات والصناعة والزراعة والمواصلات والخدمات».

تويتر