المستشار الأسري

■■تقول قارئة أنا زوجة أُديم كظم غيظي أمام زوجي، لأنني أحبه، لكنه يستغل ضعفي وحاجتي إليه، فكيف أتعامل معه؟

■■يجيب المستشار الأسري عيسى المسكري، بأن كلنا نواجه هذا اللون من الاستغلال العاطفي، والابتزاز النفسي من أشخاص نحبهم اختباراً منا لقدرة السيطرة على عواطفنا بالضبط الداخلي والصمت المتزن، وتجنب الانفعال السلبي والغضب الصاخب، والابتعاد عن أي ردود قد تترك وراءها آثاراً سيئة أو تبني علاقات متنافرة.

كل واحد منا يكظم غيظه، لكن يعتمد على المنطقة التي هو فيها، والشخص الذي يتعامل معه.

والمنطقة الأولى، هي الحب والرضا، فعين الرضا عن كل عيب كليلة، ولكن عين السخط تبدي المساويا، سَهْل أن تكظم غيظك في حالة الحب والرضا، وما أصعب هذا الأمر في حالة السخط أو الكراهية.

المنطقة الثانية في حالة الخوف والضعف، فالزوجة تكظم غيظها خوفاً من «زعل» زوجها شعوراً منها بضعف حالها وقلة حيلتها، وإذا زال الضعف أو الخوف عليه، تغيرت الآية، فأصبحت لا تتحمل منه أي تصرف خاطئ، سريعة الزعل كثيرة السخط، مثل الابن الضعيف مع أبيه، فإذا تغيرت الحالة ظهرت معادن الابن، والخادم الخائف من مخدومه ويظهر معدن الخادم في حالة المأمن.

والمنطقة الثالثة، السيطرة والقوة، فكظم الغيظ خصلة عظيمة في من له القوة والقدرة على الرد بالمثل أو بالعقوبة بأشد من الإساءة نفسها، كالمدير صاحب القوة والسيطرة مع الموظفين.

والرابعة، منطقة الحاجة، فالزوجة في هذه الحالة تصبر على زوجها، تكظم غيظها من أجل حاجتها منه أو إليه، وقد تنعكس الحالة فيصبح الزوج هو أكثر حاجة إليها أو منها، فيصبر عليها ويكظم غيظه من تصرفاتها أو من كثرة أخطائها.

والخامسة، منطقة الخبرة والتجارب، فالشخصية تصقل بالتجارب، والخبرة تبين للناس محاسن كظم الغيظ، فيكظم غيظه على الضعيف والمحتاج وعند الزعل أو السخط، لأنه أدرك عواقب الغضب، ورأى نتائج الانفعالات السلبية، وبالتجارب والخبرة تصبح الحياة الزوجية هادئة هانئة.

والسادسة، منطقة الورع، خوفاً من الله، فيكظم غيظه لأنه يحسب ألف حساب ليوم الحساب، يرجو في هذا اليوم النجاة والفوز والأجر والثواب، فلا تزوج ابنتك إلا من رجل يخاف الله.

والسابعة، منطقة الترفيع.

والمنطقة الأخيرة، الأصالة، فهناك شخصيات فطرها الله على هذه الصفة العظيمة، وجبلها عليها، فلا تغضب البتة، سريعة العفو، قوية التسامح، سخية الاحسان، يزداد الإنسان قوة عندما يكظم غيظه في منطقة القوة، ويتساوى الجميع في منطقة الحاجة أو الضعف.

تويتر