قمة الموارد البشرية الحكومية: النساء العاملات لا يتفاخرن بإنجازاتهن ولديهن طموحات أكبر من الرجال

بدأت صباح اليوم، فعاليات اليوم الثاني للقمة الحكومية للموارد البشرية، والتي تختتم أعمالها غداً، في أبوظبي، بحلقة نقاشية تحت عنوان "النساء في القيادة.. إيجاد بيئة عمل متنوعة للجنسين"، تحدث خلالها المتحاورون عن مقدار التقدم الذي تحقق للانتقال من الصورة النمطية التقليدية لعمل المرأة، وتخطي العقبات التي تواجه التقدم المهني للنساء.

وخلال النقاش أكدت مساعد الوكيل العام لقطاع الحوكمة والإدارة الاستراتيجية، بالمجلس التنفيذي لحكومة دبي، عائشة عبدالله ميران، أن المرأة الإماراتية عملت في كل المجالات الحكومية والخاصة، لأن الدولة تعامل المرأة باحترام كبير وتدعمها للمشاركة في كافة المحافل.

وقالت ميران :"هناك تقدماً كبيراً في دور المرأة، لاسيما وأنها باتت تقوم بأعمال كانت مقصورة على الرجال، ففي الماضي كانت المرأة الإماراتية أيضاً في الحرف اليدوية والصيد، بجانب عملها المنزلي وتربية أبنائها، ما يعني أن المرأة كانت ولا زالت قائدة في المجتمع الإماراتي".

وقالت :"لدينا برامج لتحفيز المرأة على تخطي العقبات التي تواجهها في الحياة العملية، وأخرى لجذبهن إلى العمل وتدريبهن والارتقاء بهن مهنياً، لاسيما وأن تقييم المرأة مهنياً يتم وفقاً لما تقدمه، وليس وفقاً لنوعها، وهذه الاستراتيجية دشنها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وشجّع عليها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وجعلها منهاج عمل حكومي، حين قال على الرجال أن ينتبهوا، فالمرأة لديها القدرة، وهي كلمات تؤكد قدرة المرأة على منافسة الرجال في كافة المجالات، وتعكس قناعة القيادة بذلك".

وأضافت المسؤول بالمجلس التنفيذي لحكومة دبي :"إن المرأة الإماراتية لديها خبرات كبيرة في مختلف المجالات، وعليها مضاعفة الجهود لتغيير الصورة النمطية المجتمعية حولها، وهو ما حققت فيه تغييراً كبيراً، ونحن في الدولة نتمتع بالتنوع المجتمعي، وبات للمرأة طموح أكثر من السابق".

ولفتت إلى أن هذا الأمر يعني أن النساء العاملات أصبح لديهن طموح أكبر من الرجال، وازدادت ثقتهن في أنفسهن كثيراً في ظل الدعم الكبير واللامحدود من قيادة الدولة، والمسؤولين في العمل، والآباء والأزواج في المنازل، معتبرة أن المرأة غالباً ما تكون متواضعة ولا تتحدث عن إنجازاتها وقدراتها كثيراً، بل تقلل دوماً من هذه القدرات، بعكس الرجال الذين يتباهون ويتفاخرون بإنجازاتهم وقدراتهم.

من جانبها أعربت مدير منطقة الشرق الأوسط للشرطة النسائية، رئيس اتحاد الشرطة النسائية الإماراتية، الرائد آمنة محمد خميس البلوشي، عن افتخارها بكونها تعمل في قطاع شديد الأهمية متعلق بحماية المجتمع، مشددة على أن المرأة الإماراتية استطاعت خلال فترة صغيرة أن تتواجد بقوة داخل جهاز الشرطة في الدولة.

وقالت البلوشي :"في السابق دخلت المرأة الغربية العمل الشرطي مضطرة بسبب ظروف الحروب، بينما عندنا دخلنا العمل الشرطي بدعم وتشجيع من حكومتنا، ونحن نسعى دوماً لنكون على قدر المسؤولية، ففي استراليا واليابان التحقت المرأة بالعمل الشرطي في ستينات القرن الماضي، وتحديداً في قطاع السجون، وهو ما حدث أيضاً في دولة البحرين التي كان لها تجربة رائدة في هذا المجال، إذ تدرجت المرأة في المناصب الشرطية بقطاع السجون، حتى وصلت إلى مدير عام قطاع يشمل 4 إدارات، في سابقة لم تحدث عالمياً".

ولفتت إلى أنها قبل التحاقها بالعمل الشرطي كانت تعمل مديراً لأحد البنوك لمدة تجاوزت سبع سنوات، ولكن حبها للانضباط دفعها للعمل في الشرطة، بالرغم من أن المجتمع في السابق كان يرفض عمل المرأة بالشرطة، نظراً لصعوبة مهامه، واتساع وقته.

وقالت :"وجدت نفسي في هذا العمل، وأشعر بمتعة كبيرة خلال قيامي بواجباتي المهنية، والمجتمع بشكل عام بدأ يتغير كثيراً في نظرته للمرأة الشرطية، بدليل الارتفاع السنوي المستمر في معدلات التحاق الإماراتيات بالعمل الشرطي، نتيجة الدعم الحكومي والأسري لعمل المرأة في المجال الأمني، وهو ما دفعنا في وزارة الداخلية لاستحداث مركز يعد الأول من نوعه من حيث التركيز على تخصصات البحوث والسياسات المتعلقة بالمرأة، هو مركز الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني والمالي للمرأة".

وقالت :"إن اتحاد الشرطة النسائية الإماراتية ، منذ إنشائه يجسد صورة مشرفة عن المرأة الإماراتية، بشهادة كافة المنظمات الدولية ذات الصلة، والتي دعتنا إلى المشاركة في الكثير من محافلها وفعالياتها، وجاءت لزيارتنا للاطلاع على تجربتنا وأشادت كثيراً بها، لاسيما ونحن نحاول من خلالها غرس قيّم الوطنية وتطوير العلاقات بين الشرطة والمواطنين".

فيما أكدت رئيس قسم تطوير المرأة وإدارة التنوع والتطوير المهني بشركة آرامكو السعودية، ريم الغانم، على اهتمام المملكة العربية السعودية البالغ بدعم المرأة وتوجيهها للعمل المناسب، وتحفيزها لكي تكون مهندسة وعالمة وطبيبة، لافتة إلى أن شركتها تعمل على تكثيف التوعية الأسرية للآباء والأمهات لتغيير فكر الأولوية لزواج البنت، ودفعهم ليكونوا شركاء حقيقيون في إعداد المرأة عملياً للمستقبل.

وقالت :"لدينا خريجات جامعات أكثر من الرجال، لكنهن لا يعملن، ولذا علينا بذل المزيد من الجهد لتشغيل المرأة في قطاعات مختلفة تحتاج إليها بالفعل، وأرامكو تقوم بتمويل برامج إلحاق المرأة بسوق العمل، إذ تمكنت من تدريب 5 آلاف خريجة العام الماضي على دخول سوق العمل، وهذا العام نسعى لزيادة العدد".

كما شهدت فعاليات اليوم الثاني للقمة حلقة نقاشية أخرى تحت عنوان "مستقبل الصورة المتغيرة للموارد البشرية"، ناقشت تحقيق الاستفادة المثلى من القوى العاملة عبر التحجيم الاستراتيجي الصحيح، وانتقال القوى العاملة في ظروف السوق الصعبة، وإعادة النظر في تصميم القوى العاملة، من خلال كيفية الحفاظ على كفاءتها، وتبني التصميم الوظيفي، وإعادة تقييم معايير ومكافآت إدارة الأداء، وتحقيق التوازن في عمليات تخفيض أعداد الموظفين مع الحفاظ على رقابة صارمة لضمان عدم انخفاض المقدرة.

 

 

      

 

تويتر