أطلق مؤشِّر البناء الذكي الموحّد على مستوى الدولة

محمد بن راشد: نريد ريادة في التطوير يحتذي بها العالم

صورة

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن الطموحات التنموية العريضة للدولة، تستوجب مضاعفة الجهد في سبيل ابتكار وتطبيق الحلول الذكية، التي من شأنها تسريع وتيرة تحقيق مستهدفات الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021، والعمل على التوظيف الأمثل للتقنيات الحديثة في شتى ميادين العمل كافة، لاسيما قطاع البناء الذي يشهد نمواً مطرداً يوازي حركة التنمية القوية، التي تشهدها مختلف قطاعات الدولة وفي جميع إماراتها، متابعاً سموه: «لا نريد فقط أن نصل إلى مستويات جديدة من الإنجاز، لكننا نريد ريادتنا في التطوير أن تكون نموذجاً يحتذي به العالم في شتى دروب التنمية».

محمد بن راشد:

- «الدولة سبّاقة في توظيف أفضل الحلول الذكية، لتعزيز أداء القطاعات الخدمية والتنموية».

- «قطاع التشييد ركيزة أساسية لتنمية اقتصادية واجتماعية طموحة هدفها سعادة الإنسان».

- «وضع معايير قياسية للبناء على مستوى الدولة، تماثل الأحدث والأفضل عالمياً».

- «العمل على التوظيف الأمثل للتقنيات الحديثة في شتى ميادين العمل كافة».


سيف بن زايد:

- «من المهم طرح حلول مبتكرة، للتحديات التي نواجهها».

- «نمو مستويات الإنتاجية عنصر رئيس من عناصر النمو الاقتصادي المستدام».

- «مؤشر البناء الذكي يرفع مستويات الإنتاجية في قطاع الإنشاءات».

وأشار سموه إلى أهمية وضع معايير قياسية للبناء على مستوى الدولة تماثل الأحدث والأفضل عالمياً، وقال سموه: «تطبيق المعايير القياسية في قطاع التشييد والبناء خطوة إيجابية مهمة، لكونه يمثل إحدى الركائز الرئيسة لمشروعات البنية الأساسية، التي تخدم عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية القوية في دولتنا، وتهدف في الأساس لخدمة المواطن، وتحقيق سعادته وتعزيز قدرة الوطن على ارتقاء مراتب أرفع من التقدم والازدهار».

وأضاف سموه أن الدولة ستظل دائماً سبّاقة في استحداث وتوظيف أفضل التقنيات والممارسات، التي تضمن أعلى مستويات كفاءة الأداء في جميع القطاعات الخدمية والتنموية، متابعاً سموه: «لا نريد فقط أن نصل إلى مستويات جديدة من الإنجاز، لكننا نريد ريادتنا في التطوير أن تكون نموذجاً يحتذي به العالم في شتى دروب التنمية، وثقتنا كبيرة بامتلاك أبناء الإمارات القدرة على إنجاز هذا الهدف الذي نتابع تحققه في دولتنا يوماً تلو الآخر، ضمن بيئة عمل داعمة ومحفزة على الإبداع الذي نعدُّه جسراً مهماً للعبور إلى المستقبل».

جاء ذلك خلال إطلاق سموه مؤشِّر البناء الذكي الموحَّد على مستوى الدولة، بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس المجلس الاتحادي للتركيبة السكانية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين.

وحضر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد مراسم توقيع مذكرة التفاهم بين المجلس الاتحادي للتركيبة السكانية والوزارات الاتحادية وبلديات الإمارات السبع، إيذاناً ببدء تطبيق المؤشر بشكل موحّد على مستوى الدولة.

حلول مبتكرة

من جانبه، قال الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس المجلس الاتحادي للتركيبة السكانية: إنه «من المهم طرح حلول مبتكرة للتحديات التي نواجهها، حلول تقوم على التدرج وتشجّع على التحوّل نحو اقتصاد تنافسي مبني على المعرفة يقوده المواطن»، مشيراً سموه إلى أن حكومة الإمارات تمضي قدماً لتحقيق مستهدفات الأجندة الوطنية التي حددها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وتحقيق مستهدف الاحتفال بآخر برميل نفط، كما حدده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولي عهد أبوظبي».

وأضاف سموه: «نمو مستويات الإنتاجية عنصر رئيس من عناصر النمو الاقتصادي المستدام ورفاه الدول. ويقوم مؤشر البناء الذكي بالعمل على رفع مستويات الإنتاجية في قطاع الإنشاءات وذلك بدفعه نحو تبني أحدث التقنيات، خالقاً بذلك فرصاً للاستثمار في تقنيات البناء الحديثة والمصانع الوطنية، ورافعاً الطلب على العمالة الماهرة، ما يخلق فرصاً للتوطين النوعي في قطاع الإنشاءات وفي القطاع الصناعي».

وتابع سموه أن «تطوير المؤشر بشكل جماعي من قبل بلديات إمارات الدولة وتبنيها لدليل على عقيدتنا التكاملية في الدولة، وعلى سيرنا بخطى ثابتة نحو المستقبل بشكل متحد، تنفيذاً لخطط الدولة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة».

حضر حفل إطلاق مؤشر البناء الذكي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل محمد بن عبدالله القرقاوي، ووزير الموارد البشرية والتوطين صقر غباش، ووزير الاقتصاد المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، ووزير تنمية المجتمع نجلاء العور، ووزير تطوير البنية التحتية الدكتور المهندس عبدالله بلحيف النعيمي.

ويأتي إطلاق المؤشر ضمن مبادرات البرنامج الوطني لتحسين الإنتاجية بالمجلس الاتحادي للتركيبة السكانية، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بتسريع تحقيق مستهدفات الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021.

ويهدف المؤشر إلى وضع معايير قياسية في تصاميم المباني، تشجع على استخدام أساليب البناء الحديثة، مثل البناء بالطباعة الثلاثية الأبعاد، واستخدام الهياكل الحديدية والأعمدة والجدران مسبقة الصب والتجهيز، التي تعتمد على التصنيع المُسبق في مصانع وطنية حديثة، ومن ثم التركيب في مواقع البناء بأقل عدد من العمالة وبمستوى جودة مرتفع.

وتسهم هذه التقنيات في تسريع عملية البناء ورفع مستويات الإنتاجية، بترشيد الحاجة للعمالة المحدودة المهارة في موقع البناء، كما تزيد الأعمار الافتراضية للمباني.

وأظهرت الدراسات الميدانية، التي أجراها البرنامج الوطني لتحسين الإنتاجية في المجلس الاتحادي للتركيبة السكانية، أن تطبيق المؤشر سيكون له أثر إيجابي كبير في ترشيد العمالة الأجنبية من ذوي المهارة المحدودة.

وسيتم تطبيق المؤشر ضمن إجراءات الموافقة على تصاميم المباني، حيث تشترط البلديات تصاميم تتطلب حداً أدنى من استخدام تقنيات البناء الحديثة، وسيتم التطبيق تدريجياً من العام المقبل، وفي المرحلة الأولى سيكون التطبيق على مشروعات البناء، التي تتجاوز مساحة البناء فيها 2000 متر مربع.

معالجة خلل التركيبة  السكانية

25 %

من العمالة الأجنبية في الدولة، تعمل في قطاع الإنشاءات.

رفع معدلات البناء

قال رئيس دائرة شؤون البلديات والزراعة لإمارة الشارقة، سالم محمد النقبي، إن رفع المعدلات الإنتاجية في قطاع الإنشاءات بالدولة، ينعكس بشكل إيجابي على جميع قطاعات الدولة، سواء الاقتصادي أو العقاري أو السياحي، مؤكداً أن رفع معدلات البناء يسهم في نمو الطلب لشركات مواد البناء وأدوات الإنشاء.

وأشار إلى أن الدولة أصبحت من أهم مناطق الاستثمار في المنطقة، وعلى المستوى العالمي، نظراً لما تتمتع به من مناخ آمن للاستثمار اقتصادياً وسياسياً، مؤكداً أن الدراسات أثبتت أن الإمارات سجلت أعلى قيمة لمشروعات البناء خلال الأعوام الأخيرة.

وأوضح أن سعي الدولة لأن تصبح مركزاً للاستثمارات العالمية، أسهم بشكل مباشر ورئيس في ظهور العديد من مشروعات البناء الرئيسة، ضمن شرائح البنية التحتية والوحدات السكنية وغير السكنية، مشيراً إلى أن البنية التحتية للدولة هي الأفضل في المنطقة حسب أحدث المؤشرات العالمية، وذلك بامتلاكها أفضل شبكة طرق، إضافة إلى الموانئ والمطارات، الأمر الذي جعلها نموذجاً للدول الاخرى.

قال مستشار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية عضو وأمين عام المجلس الاتحادي للتركيبة السكانية، راشد سالم لخريباني النعيمي، إن تطوير مؤشر البناء الذكي إحدى المبادرات المبتكرة، التي تستهدف معالجة خلل التركيبة السكانية بتقليل الحاجة للعمالة الأجنبية المحدودة المهارة في قطاع الإنشاءات، كما يدعم توجه الدولة نحو اقتصاد المعرفة، ورفع مستوى أداء شركات القطاع، ويشجعها على تبني أحدث التقنيات ويرفع مستويات تنافسيتها وكفاءتها.

وأضاف النعيمي أن المجلس يعمل مع شركائه على المستويين الاتحادي والمحلي، لتطوير المؤشر وجعله أحد متطلبات اعتماد تصاميم البناء، في مثال رائع على تكامل الدورين الاتحادي والمحلي، في سبيل تحقيق مستهدفات الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021.

رفع إنتاجية قطاع البناء والتشييد

أكد رئيس دائرة الشؤون البلدية والنقل، عويضة مرشد المرر، أن توقيع مذكرة التفاهم الخاصة بتطبيق المؤشر، يأتي في إطار الجهود المشتركة الرامية إلى تعزيز الممارسات المتبعة في صناعة البناء والتشييد المحلية، بدءاً من مرحلة التصميم، مروراً بمرحلة الإنشاء، ووصولاً إلى إدارة وتشغيل المباني، مشيراً إلى أهمية الدور الذي تمثله عملية تصميم المباني ومواد البناء، المستخدمة في رفع معدلات الإنتاجية، وتحقيق التنمية المستدامة في هذا القطاع.

وأضاف: «نسعى إلى تطوير الأنظمة المعتمدة في قطاع البناء والإنشاء، من خلال رفع كفاءة تصميم وتنفيذ المباني وتوفير الحلول الابتكارية التي تزيد إنتاجية هذا القطاع، مثل التوجه نحو استخدام الخرسانة ومواد البناء مسبقة التصنيع، وفقاً لأعلى الممارسات والمعايير الدولية في هذا المجال».

الحفاظ على البيئة

قال مدير عام بلدية دبي، المهندس حسين ناصر لوتاه، إن إمارة دبي أصبحت من أبرز المدن الذكية والمستدامة على مستوى العالم، من خلال تطبيق المعايير والأنظمة الحديثة، الأمر الذي يسير باتجاه النظرة الطموحة للإمارة، المتماشي مع اهتمام العالم في الوقت الحاضر بالحفاظ على البيئة، والتي باتت أحد أهم التوجهات العلمية والفلسفية والتطبيقية، التي تتجه نحوها معظم الدراسات والبحوث الحديثة.

وأضاف أن التعاون مع المجلس الاتحادي للتركيبة السكانية، يأتي في إطار الجهود الرامية للارتقاء بمستوى مباني دبي، والتحسين والتطوير المستمر لها بما يتوافق مع الأهداف الاستراتيجية، وبما يحقق الاستفادة المشتركة لرفع معدلات الإنتاجية في قطاع الإنشاءات، وتهدف الاتفاقية إلى التعاون في تنفيذ القرارات المتعلقة بالاستراتيجية الاتحادية للتركيبة السكانية، ومستهدفات الأجندة الوطنية لرؤية 2021.

تقنيات حديثة وعمالة ماهرة

أفادت وكيلة وزارة تطوير البنية التحتية، زهرة العبودي، بأن الوزارة شاركت في دراسة مشروع «مؤشر البناء الذكي» واستشراف فوائده، مشيرة إلى البدء في تنفيذه على مستوى الوزارة بشكل مبدئي، وتحديث الشروط الأساسية للاستشاريين، لوضع التصاميم التي تتناسب مع طرق التشييد ذات الإنتاجية العالية، والتي تعتمد في مجملها على التقنيات الحديثة والعمالة الماهرة، ما يسهم في تقليل التكاليف على الموازنة العامة للوزارة، وسرعة إتمام المشروعات، وهو ما يتوافق مع تحقيق توجيهات القيادة الرامية إلى إسعاد الناس، وتوفير البنى التحتية والمشروعات الإسكانية لهم.

وأضافت العبودي أن الوزارة تعمل لتحقيق تلك التطلعات، مع الأخذ بعين الاعتبار القدرة الإنتاجية لهذه التقنيات، بحيث لا تشكل طلباً يزيد على القدرة الإنتاجية لها حتى لا يسهم في رفع الأسعار ولتوازي مبدأ الإنتاج والطلب، متابعة أن ما يؤكد فاعلية هذه السياسة تقبّل التصاميم من جانب المقاولين، لما يتم ترشيده من الحاجة للعمالة غير الماهرة، وبالتالي تقليل المراحل الإدارية، والتركيز على تنفيذ المشروعات في أسرع وقت وبأقل مخاطر ممكنة ودون نفايات تذكر في موقع الإنشاء، ما ينعكس إيجاباً على البيئة المحيطة.

وأشارت إلى أن المعايير المقترحة تزيد الأعمار الافتراضية لهذه المباني، لكون القوالب الجاهزة تصنع في بيئة مثالية وبأساليب متطورة.

تبادل الدراسات والخبرات

أكد مدير عام دائرة البلدية والتخطيط في عجمان، عبدالرحمن محمد النعيمي، أن الدائرة تسعى لتعزيز أوجه التعاون المشترك مع كل الجهات والمؤسسات المحلية والاتحادية في الدولة، بما ينسجم مع استراتيجيتها الداعمة للعمل البلدي المشترك، بما يوثق التنسيق المتبادل ويوسع آفاق التعاون البناء الذي يصب في خدمة المصلحة العامة.

وأوضح أن الدائرة ستنجز المهام المنوطة بها، وفقاً لاتفاقية التعاون المشتركة بين الطرفين، حيث ستتعاون مع المجلس الاتحادي للتركيبة السكانية لتنفيذ القرارات المتعلقة بالاستراتيجية الاتحادية للتركيبة السكانية، ومستهدفات الأجندة الوطنية لرؤية 2021، بما يتضمن التنسيق لمناقشة ومبادلة الخطط التي تخدم الأهداف الرئيسة للطرفين، والتعاون المشترك في تنفيذ المبادرات، واختيار وتحديد البيانات والمؤشرات المطلوبة.

تويتر