99 % معدل السلامة الغذائية في أبوظبي وفق المعايير العالمية

كشف مدير عام جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، راشد الشريقي، أن إمارة أبوظبي حصلت على ما نسبته 99 % في معدل السلامة الغذائية وفق آلية القياس المعياري لمؤشر معدل السلامة الغذائية لمنظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) للعام الماضي، مؤكدا أن ذلك يجسد حجم الإنجازات التي حققها الجهاز في سبيل توفير أرقى مستويات السلامة الغذائية في الإمارة، منذ تأسيسه عام 2005 ، ويتكفل الجهاز ضمان وصول المواد الغذائية السليمة والمغذية للمستهلكين.

وقال إن "المستهلك خط أحمر"، وبناء على ذلك فإن الجهاز يعمل مع كافة المؤسسات والأفراد المتعاملين مع الأغذية على تطبيق معايير سلامة صارمة، أثمرت بتعزيز ثقة المستهلكين بالمنتجات الغذائية المعروضة في أسواق الإمارة، وإدراكهم بأن في جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية هو العين الساهرة على سلامة غذائهم.

جاء ذلك، خلال تصريحاته بمناسبة مرور 50 عاماً على إنشاء الجهاز الحكومي في إمارة أبوظبي، والتي أكد فيها أن إمارة أبوظبي شهدت تطوراً كبيراً وازدهاراً ملموساً على الصعد كافة، ورسخت مكانتها كعاصمة ثقافية واقتصادية لها ثقلها وأهميتها الاستراتيجية، فأصبحت محطة مضيئة على خارطة الاقتصاد العالمي وقبلة رئيسة للاستثمار، وشهدت قفزات كبيرة ومهمة في كافة المجالات لا سيما في مجال الغذاء، حيث شهدت الإمارة على مدار السنوات الأخيرة نقلات نوعية وملموسة في مجال الرقابة على الأغذية المتداولة في أسواقها وضمان سلامتها.

وأضاف الشريقي أن  جهاز الرقابة الغذائية ومن خلال توظيفه لأحدث التقنيات وتطبيقه استراتيجيات ذكية ومبتكرة نهض بقطاعي الزراعة والثروة الحيوانية، وقطع مراحل متقدمة في طريق تحقيق التنمية المستدامة في هذه القطاعات الاستراتيجية التي تعد ركيزة مهمة في ضمان أمن الغذاء وتوفيره في كافة الأوقات والظروف، كما أن الجهاز ومن خلال حضوره المحلي والإقليمي والعالمي رسخ مكانة أبوظبي على خارطة الغذاء والزراعة العالمية، وجعل منها منصة موثوقة لكافة الجهات والمؤسسات الدولية المعنية بالأغذية والزراعة.

وبين الشريقي أن المستقبل يحمل المزيد، وأن الابتكار والتميز في كافة المجالات والقطاعات هما السبيل الوحيد لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة، ومواكبة التطورات الكبيرة التي يشهدها العالم من حولنا، وأن الإنسان هو عماد تحقيق تلك التنمية لذا فإن تأمين أساسيات الحياة كالغذاء السليم والمغذي له يعد أولوية ساهم جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية خلال السنوات الماضية في تحقيقها، مؤكداً أن الجهاز وبكفاءات كوادره سيحقق المزيد لما فيه مصلحة هذا الوطن وشعبه الطيب.

وأوضح أنه ومنذ ضم قطاع الزراعة للجهاز في العام 2007، شهد القطاع قفزات واضحة تمثلت في الارتقاء بمستوى الانتاج الزراعي المحلي وزيادة اعتماد الممارسات الزراعية الجيدة في مزارع أبوظبي، بالإضافة إلى تطبيق عناصر الاستدامة في القطاع من خلال ترشيد استهلاك المياه المستخدمة في الري وتأمين موارد بديلة كاستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة.

مؤكداً أن برامج دعم المزارعين ومربي الثروة الحيوانية التي نفذها الجهاز أسهمت بشكل فعال في تمكينهم من الاستمرار في هذه المهنة ذات الأهمية الاستراتيجية والتي تشكل حجر الزاوية في منظومة الأمن الغذائي، وشجعتهم على التوجه نحو تطبيق برامج إنتاج مجدية اقتصادياً، قابلة للتسويق وذات قدرة تنافسية، آمنه وذات جودة عالية.

ونفذ الجهاز منذ إنشائه في مارس 2005، بموجب القانون رقم 2 الصادر عن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي، باقة من المشاريع وأطلق 54 تشريعاً تشمل القوانين والأنظمة والقرارات والأدلة الإرشادية وأدلة الممارسة، والتي تركت أثراً واضحاً على واقع السلامة الغذائية وقطاعي الزراعة والثروة الحيوانية في الإمارة، كما أطلق الجهاز وثيقة السياسة العامة للزراعة وسلامة الغذاء وسياسة تعريف وتسجيل الحيوانات.

وكان الجهاز قد حصد العام الماضي جائزة الشبكة العالمية في الشرق الأوسط "النسخة السادسة" لأفضل 100 مدير تنفيذي للمعلومات، وجائزة GOV لأفضل إدارة تقنية المعلومات والاتصالات في حكومة أبوظبي 2015، ونيله جائزة التميز في تنفيذ نظم المعلومات الجغرافية خلال مؤتمر نظم المعلومات الجغرافية 2015، وفوزه بجائزة التميز عن فئة الخدمات الحكومية المقدمة من شركة الجوائز الدولية كأفضل جهة حكومية في تزويد الخدمات للجمهور.

كما دشن الجهاز العام الماضي حملة التحصين السابعة التي استهدفت 65% من إجمالي الثروة الحيوانية في إمارة أبوظبي، مقدمة 9.267 مليون جرعة لأكثر من 1.94 مليون رأس من الثروة الحيوانية.

وكان للجهاز كذلك العديد من المبادرات الاستثنائية ففي مجال العسل عمل على تطوير مكافحة آفة حلم الفاروا وتحديد أهم المبيدات الفعالة في مكافحة الحلم، وجاري العمل حاليا على إنشاء مختبر لتشخيص ومكافحة أمراض النحل بمحطات الأبحاث لتشخص الأمراض والآفات التي تصيب النحل في الدولة، كمل طور الجهاز استراتيجية لضمان استمرارية نحل العسل من خلال توفير المكملات الغذائية وإنشاء المظلات ذات الأسطح العازلة للحرارة مما عمل على تقليل الفاقد من خلايا نحل العسل بنسبة 85% مقارنة مع السنوات الماضية خلال شهر يونيو من العام الماضي، ويعكف الجهاز حالياً على إدخال وتقييم سلالات نحل من دول ذات ظروف مناخية مشابهة لظروف الدولة وتطوير سلالة النحل الإماراتية من خلال تزاوج السلالات التي أظهرت تأقلماً جيدا مع البيئة المحلية وأعطت انتاجاً عالياً من العسل، إلى جانب إدخال زراعة أنواع جديدة من أشجار السمر ذات الإزهار الغزير والملائم لتغذية النحل.

وانفرد الجهاز بكونه الوحيد في المنطقة الذي طور تحليلاً لكشف الغش في العسل باستخدام النظائر المستقرة والتي مكنته من كشف خلط العسل بالسكر حتى لو بكميات قليلة بنسبة 10%، كذلك طور الجهاز تقنية أخرى لكشف الغش بخلط الدبس بالعسل ليكون المؤسسة الرقابية الوحيدة في العالم التي طورت هذا التحليل المعقد الذي عبرت مؤسسات الغذاء الدولية عن انبهارها به، وهذه التحاليل باتت الآن جزءاً من مختبرات الأغذية في مجلس أبوظبي للجودة والمطابقة.

وفي العام الجاري، حقق الجهاز العديد من الإنجازات الضخمة، تضمنت إطلاق الجهاز لبرنامج مكافحة آفات النخيل المتكامل الذي يستهدف أكثر من 24 ألف مزرعة منتشرة في مدينة أبوظبي والعين والمنطقة الغربية، بالإضافة إلى تطوير نظام التفتيش الغذائي إلى نظام التفتيش الذكي، وتطوير الخدمات الإلكترونية والذكية في الجهاز لتشمل عدد 24 خدمة، وحصد جائزتي أفضل التقنيات المبتكرة وأفضل صورة في المؤتمر الدولي الثالث لجمعية النحالين في المملكة العربية السعودية، إلى جانب تمكن الجهاز من إنتاج ملكات نحل إماراتية ليتم دراستها تحت ظروف الدولة المناخية للتأكد من إنتاجيتها ومقاومتها للأمراض.

 

تويتر