«دبي القابضة» و«المجمعات الإبداعية» تؤسسان جامعة للابتكار والتصميم

حمدان بن محمد: دبي تعزز قدراتها في التنمية المستدامة المدعومة بالإبداع

صورة

أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، أن «دبي تولي اهتماماً كبيراً لتعزيز قدراتها في مجال التنمية المستدامة المدعومة بالإبداع والابتكار، ما يستدعي ترسيخ أسس البيئة المُثلى لتخريج أجيال جديدة من المواهب اللازمة لرفد سوق العمل باحتياجاتها المتزايدة من العقول القادرة على مواكبة التطلعات الطموحة لمستقبل التنمية الاقتصادية في الدولة بكل محاورها وضمن مختلف التخصصات. واليوم نحن بصدد تأسيس منصة علمية جديدة سيكون لها أثرها في تطوير منظومة الابتكار ليس في الدولة فحسب لكن على امتداد المنطقة، بما لهذا من آثار إيجابية مباشرة في مستقبل التنمية الاقتصادية محلياً وإقليمياً».

- إطلاق الجامعة يدعم جهود الدولة لتطوير مواهب التصميم الإبداعي على مستوى المنطقة.

- الجامعة تثري التعليم العالي في الدولة بنوعية جديدة من التعليم الجامعي المتخصص.

- ترسيخ أسس البيئة المُثلى لتخريج أجيال جديدة من المواهب اللازمة لرفد سوق العمل.

جاء ذلك بمناسبة إعلان دبي القابضة وسلطة دبي للمجمعات الإبداعية عن تأسيسهما جامعة دبي للابتكار والتصميم، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كأول صرح تعليمي يُعنى بتلبية الطلب المتزايد على رواد الابتكار ومتخصصي صناعة التصميم في المنطقة، ويهدف إلى تحفيز الابتكار وتوفير فرص التعلم الجامعي بأرقى المقاييس الدولية المعتمدة.

وقال سمو الشيخ حمدان بن محمد إن إطلاق الجامعة يدعم الجهود الحثيثة، التي تبذلها الدولة لتطوير مواهب التصميم الإبداعي على مستوى المنطقة، ويأتي في إطار الترجمة العملية لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في تحويل دبي إلى نموذج مستدام اقتصادياً، يعتمد على الابتكار والإنتاجية في رأس المال والعمل وفق «خطة دبي 2021».

وأضاف سموه أن الجامعة تثري التعليم العالي في الدولة بنوعية جديدة من التعليم الجامعي المتخصص، في الوقت الذي يشهد فيه هذا التخصص إقبالاً عالمياً متزايداً، مع تنامي أهمية الابتكار كعنصر رئيس في عمليات التطوير ضمن شتى المجالات، لتكون دبي بذلك سبّاقة إلى إيجاد المؤسسات العلمية المواكبة لتطورات سوق العمل العالمية بمساقاتها المستقبلية، وتواصل دورها كمنصة أولى لانطلاق الطاقات الخلّاقة ونقطة جذب محورية للكفاءات والعقول المبدعة والمؤسسات المهتمة بمجالات الابتكار والتصميم في المنطقة والعالم.

وتم الإعلان عن رؤية وخطط تأسيس جامعة دبي للابتكار والتصميم، بالتعاون مع كل من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وكلية بارسونز للتصميم، واستعراض أجندة الابتكار في دبي، ورؤية الجامعة لدعمها من خلال إنشاء مؤسسة تعليمية عالمية المستوى تختص بتنمية مواهب الابتكار والتصميم، كما أعلن عن تأسيس مجلس إدارة الجامعة برئاسة الرئيس التنفيذي لمجموعة «دبي القابضة»، فاضل العلي، وسيكون مقرها المجمع الإبداعي في حي دبي للتصميم.

منارة للابتكار

يأتي إطلاق جامعة دبي للابتكار والتصميم في سياق مكانة دبي كمنارة للابتكار والتصميم في المنطقة، إذ لا تدخر قيادتها جهداً في إطلاق المبادرات لدعم التقدم في تحفيز الابتكار. وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أصدر مرسوماً، يقضي بإنشاء مجلس دبي للتصميم والأزياء، لدعم تطور دبي كعاصمة ناشئة للتصميم في العالم، ووجه سموه بتأسيس وجهة ومنصة تلبي احتياجات الصناعة، وتنمي المواهب الإبداعية.

وجهة المبدعين

أفاد الرئيس التنفيذي لمجموعة «دبي القابضة»، فاضل العلي، بأن تأسيس جامعة دبي للابتكار والتصميم يأتي كخطوة طبيعية بعد تأسيس حي دبي للتصميم (d3)، وتطويره ليغدو اليوم وجهة المبدعين الأولى في المنطقة، والوجهة المفضلة لكبرى شركات التصميم والفنون والبضائع الفاخرة العالمية. وسيستفيد الطلبة في الجامعة من وجودهم في قلب مجتمع التصميم والإبداع، والذي سيمنحهم الإلهام والتشجيع اللذين يحتاجونهما.

تطوير المناهج

تتولى جامعة دبي للابتكار والتصميم تطوير أول مجموعة من المناهج الدراسية، التي تهدف إلى تمكين الطلاب لرسم مسارهم التعليمي لمدة أربع سنوات، ليحصلوا في نهاية المطاف على درجة البكالوريوس في التصميم، حيث سيكون هذا المؤهل الأول من نوعه والفريد في المنطقة، مع التركيز على تصميم المنتجات، وإدارة التصميم الاستراتيجي، والإعلام، والفنون البصرية، وتصميم الأزياء.

صياغة الأفكار الخلاقة

قالت العميد التنفيذي في كلية بارسونز للتصميم، جويل تاورز، «يلعب التصميم دوراً رئيساً في الاقتصاد العالمي اليوم، ويسرنا رؤية تزايد أعداد المواهب الناشئة من طلاب التصميم في منطقة الشرق الأوسط، والتعاون الدولي يعزز مستقبل التصميم، ويؤدي إلى صياغة المزيد من الأفكار الخلاقة والمبتكرة، ويسعدنا العمل مع دبي لتطوير جامعة دبي للابتكار والتصميم كوسيلة لتحفيز الطلاب، والإسهام في إيجاد نهج جديد للتصميم في هذه المنطقة».
 

وأكد العلي دعم دبي القابضة المتواصل لاستراتيجية إمارة دبي، عبر مبادراتها المختلفة ومجمعاتها الإبداعية المتخصصة، التي تهدف إلى ترسيخ ثقافة تعليمية أساسها الابتكار والإبداع، قائلا: «كنا ولازلنا نركز على بناء اقتصاد معرفي يسهم في مسيرة التنمية والتنويع الاقتصادي لإمارة دبي، وذلك عبر تأسيس مجمعات إبداعية متخصصة، وتوفير المؤسسات التي تستطيع أن تخرّج كوادر تمتلك المهارات والأدوات اللازمة للإسهام في تطوير القطاعات المتنوعة، تقودها روح الابتكار، ومتمكنة من أدوات العصر».

وأفادت رئيسة مجلس إدارة مجلس دبي للتصميم والأزياء، الرئيسة التنفيذية لمجموعة تيكوم، الدكتورة أمينة الرستماني، بأن تنمية المواهب الإبداعية والكوادر البشرية تعد نواة لتحقيق رؤى القيادة وأهدافها، التي تطمح إلى تأسيس اقتصاد مستدام يقوده الابتكار، وإلى أن تصبح دبي أذكى مدينة في العالم، وأن تغدو في مصاف الدول المتقدمة في الصناعات الإبداعية وقطاعات التصنيع والإنتاج.

وتابعت: «إننا حريصون على الاستثمار في شباب الغد، وتمكينهم من دعم وقيادة مسيرة التنمية المستدامة في المستقبل»، موضحة أن الجامعة ستشكل مرتكزاً رئيساً، لتطوير المواهب الشابة وتنمية مهاراتهم، من خلال الاستفادة من خبرات المؤسسات العالمية، مثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وكلية بارسونز، فضلاً عن احتضان الجامعة للطلاب داخل مجمع التصميم هنا في حي دبي للتصميم، وما يوفره من بيئة حيوية وفاعلة ستسمح لهم بالتعلم العملي، من خلال الاحتكاك والتواصل مع العاملين في الصناعة.

وكشفت دراسة أجراها مجلس دبي للتصميم والأزياء، بالتعاون مع حي دبي للتصميم، تحت عنوان «آفاق تعليم التصميم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، في مايو الماضي، أن مجتمع التصميم بحاجة إلى نحو 30 ألفاً من خريجي التصميم، بحلول عام 2019 لخدمة هذا القطاع.

تم تصميم الحرم الجامعي من قِبل شركة «فوستر آند بارتنرز»، وتم الأخذ في الحسبان خلق بيئة تعليمية فريدة للطلاب، لتعزيز وتسليط الضوء على الابتكار والإبداع، وصُممت الجامعة على نمط ورش العمل واستوديوهات التصميم الكبيرة لفتح مجالات وتشجيع التعاون بين تخصصات التصميم المختلفة، وتوفير بيئة تفاعلية للطلاب وأعضاء هيئة التدريس.

وقال عميد كلية الهندسة المعمارية والتخطيط في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، هاشم سركيس، إن الإعلان عن تأسيس جامعة دبي للابتكار والتصميم، يؤكد أهمية التصميم كوسيلة لتحسين العلاقة بين البشر وبيئتهم، ليس فقط في الدولة، بل في العالم على حد سواء.

يُشار إلى أن الجامعة تعدّ مؤسسة تعليمية خاصة غير ربحية، تم تأسيسها من قِبل مجموعة دبي القابضة وسلطة دبي للمجمعات الإبداعية كمساهمين رئيسين، وسوف تكون الجامعة معتمدة من قِبل وزارة التعليم العالي في الدولة، ومن المقرر التحاق الدفعة الأولى من الطلاب بالجامعة بحلول خريف عام 2018.

تويتر