دبي أول حكومة في العالم تطبّق تعاملاتها من خلال «إنترنت التعاملات»

حمدان بن محمد يطلق استراتيــجية دبي للتعاملات الرقمية

صورة

أطلق سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، استراتيجية دبي للتعاملات الرقمية «البلوك تشين»، الأولى من نوعها على مستوى العالم، الهادفة إلى تحقيق قفزة نوعية في مجال كفاءة التعاملات الحكومية، إضافة إلى زيادة كفاءة القطاعات الاقتصادية التقليدية، وخلق قطاعات اقتصادية جديدة، بحضور نائب رئيس مجلس الأمناء العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، محمد عبدالله القرقاوي.

حمدان بن محمد:

«محمد بن راشد حدد أهداف الحكومة ضمن قواعد أساسية، أهمها: إسعاد الناس، وصناعة المستقبل».

وقال سموّه: «نطلق اليوم بتوجيهات من صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، استراتيجية دبي للتعاملات الرقمية (البلوك تشين)، لتكون دبي أول حكومة في العالم تطبّق جميع تعاملاتها من خلال هذه الشبكة المستقبلية، أو ما يسمى بـ(إنترنت التعاملات)، بحلول عام 2020».

وأضاف أن «الاستراتيجية تهدف إلى تسهيل حياة الناس والأعمال في دبي، فلن يحتاج المتعامل في دبي سوى تسجيل بياناته الشخصية، وبيانات الأعمال المختلفة مرة واحدة فقط، ليتم بعد ذلك تحديثها وتجديدها، والتأكد من صحتها بصورة آنية، ضمن شبكة (البلوك تشين)، على مستوى كل الجهات الحكومية والخاصة، من بنوك وشركات تأمين وغيرها».

وقال سموّه: «وجّهنا مؤسسة دبي للمستقبل بالإشراف على الاستراتيجية، والاستفادة من الخبرات التي كونتها المؤسسة، من خلال مبادرة المجلس العالمي للتعاملات الرقمية (البلوك تشين). كما وجّهنا مكتب مدينة دبي الذكية ليكون الذراع التنفيذية للاستراتيجية الجديدة».

وأكّد ضرورة التعاون بين الجهات الحكومية والخاصة، لتحقيق مستهدفات الاستراتيجية الجديدة، مثنياً على نموذج العمل المشترك بين مؤسسة دبي للمستقبل ومكتب مدينة دبي الذكية، الذي أثمرت عنه هذه الاستراتيجية ذات القيمة المضافة لإمارة دبي.

وأشار سموّ الشيخ حمدان بن محمد، إلى أن «دبي أسهمت، خلال العامين المنصرمين، في تحديد ملامح المدينة الذكية، نموذجاً متفرّداً لمدن العالم، ومازالت تبني على هذا النموذج، من خلال الاستشراف المستمر للمستقبل، ومواكبة ما تحمله تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة من فرص لزيادة الكفاءة والفاعلية، وتوفير الوقت والجهد والكلفة، ضمن كل التعاملات الحكومية للأفراد والشركات».

وأضاف سموّه: «إن توجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ورؤيته المبتكرة للاستثمار في المستقبل، مكنتا دبي من امتلاك خبرة عالمية وسجل حافل من الريادة في مجال التحوّل التكنولوجي والرقمي، بداية بالحكومة الإلكترونية، وانتهاءً بالحكومة الذكية».

وأوضح سموّ الشيخ حمدان بن محمد، أن «صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حدد أهداف الحكومة ضمن مجموعة من القواعد الأساسية، أهمها إسعاد الناس وصناعة المستقبل، ولم يكتف سموّه بذلك، بل اعتمد الاستراتيجيات اللازمة لترجمة هذه الأهداف إلى مبادرات عملية تنعكس آثارها بشكل مباشر في حياة الناس، وذلك من خلال أجندة دبي المستقبل، وأجندة دبي للسعادة».

من جانبه، أكد القرقاوي أن «الاستراتيجية ستسهم في تحقيق وفورات اقتصادية، يمكن إعادة استثمارها في مجالات ذات قيمة مضافة للاقتصاد الوطني. كما ستسهم في توفير ملايين الساعات المهدورة من وقت الموظفين في إدخال البيانات بشكل متكرر، والتأكد من صحة الوثائق، إضافة إلى توفير ملايين الساعات التي يقضيها المتعاملون في مراجعة الجهات الحكومية».

وأضاف أن «الاستراتيجية ستمكن من إيجاد أسواق اقتصادية، ونماذج أعمال جديدة»، مشيراً إلى توقعات بوصول حجم سوق «البلوك تشين» العالمي إلى 300 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة. كما أن المنتدى الاقتصادي العالمي وصف شبكة التعاملات الرقمية «البلوك تشين» كإحدى أهم 10 تقنيات ضمن الثورة الصناعية الرابعة، وأكثرها تأثيراً في عام 2016.

حضر إطلاق الاستراتيجية، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، سيف العليلي، ونائب المدير العام لمكتب دبي الذكية، يونس ناصر.

وتعدّ الاستراتيجية مشروعاً مشتركاً بين مؤسسة دبي للمستقبل، ومكتب مدينة دبي الذكية.

وتأتي استشرافاً لمستقبل قطاع الخدمات والتعاملات، لتضاف إلى سجل دبي في بناء مستقبل قطاعات رئيسة، مثل: الطاقة، المتمثل في استراتيجية دبي للطاقة النظيفة. والنقل، المتمثل في استراتيجية دبي للتنقل الذكي ذاتي القيادة. والبنية التحتية، المتمثل في استراتيجية الطباعة ثلاثية الأبعاد.

كما تأتي الاستراتيجية بالتوافق مع أجندة دبي للسعادة، الهادفة إلى إسعاد المتعاملين، وتسهيل تجربة تلقيهم للخدمات الحكومية منها والخاصة.

وتعدّ الاستراتيجية إحدى ثمار المجلس العالمي للتعاملات الرقمية، الذي تم إطلاقه في دبي فبراير الماضي، ويضم في عضويته 47 جهة حكومية ومصرفية وخاصة.

محمد القرقاوي:

«الاستراتيجية ستوفر ملايين الساعات المهدورة في تكرار إدخال البيانات، والتأكد من صحة الوثائق».

«البلوك تشين»

تعدّ تكنولوجيا «البلوك تشين»، أو ما يسمى بـ«إنترنت التعاملات»، أحد أهم ابتكارات القرن 21، وأحد أهم الحلول التكنولوجية المرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة، وهي عبارة عن شبكة سحابية آمنة، يتم من خلالها تسجيل (والتحقق من، وتنفيذ) التعاملات والتداولات المرتبطة بالوثائق الحكومية (الأسهم والمنتجات المالية والعقود التجارية على اختلاف أنواعها)، إضافة إلى العملات الرقمية، مثل «البتكوين» وغيرها، حيث تتم هذه التداولات بسرعة وأمان وفاعلية، ضمن أطراف الشبكة والمشاركين فيها. كما تتميز الشبكة بشفافية عالية، نظراً لاطلاع جميع أطراف الشبكة المعنين بتفاصيل كل معاملة وكل تداول.

وتمثل شبكة «البلوك تشين» سلسلة طويلة من البيانات المشفّرة والموزّعة على ملايين أجهزة الكمبيوتر، والأشخاص حول العالم، وتسمح لأطراف كثيرة بإدخال المعلومات والتأكد منها. كما أنها تعدّ سجلاً علنياً مشفراً وآمناً.

محاور الاسترتيجية

تقوم استراتيجية دبي للتعاملات الرقمية «البلوك تشين»، على ثلاثة محاور، هي: الكفاءة الحكومية، وخلق قطاعات جديدة ومتخصصة، وتحقيق الريادة العالمية.

ويعزّز المحور الأول كفاءة أداء الجهات الحكومية، من خلال نقل تعاملاتها بنسبة 100% إلى «البلوك تشين»، وتحفيز التعاملات غير الورقية، ودعم مبادرات دبي الذكية في القطاعين العام والخاص. كما تسهم في خفض نسبة الانبعاثات الضارة للبيئة، بما فيها غاز ثاني أكسيد الكربون، بنحو 114 مليون طن سنوياً، من خلال تقليل عدد رحلات المراجعين لإنجاز معاملاتهم، بما يوازي 411 مليون كيلومتر. وتقلص الاستراتيجية نحو 25 مليون ساعة عمل سنوياً تستنزف في إعداد وحفظ الوثائق الورقية.

ويهدف المحور الثاني إلى خلق 1000 نموذج عمل جديد قائم على استخدام شبكة «البلوك تشين»، ما يتيح تأسيس شركات، ويوفر آلاف الوظائف.

ويركز المحور الثالث على تحقيق الريادة العالمية لدبي في مجال تطبيق شبكة «البلوك تشين»، إذ تعمل على توفير منصّة مثالية وعالمية تتيح لأكثر من 27 دولة الاستفادة منها في تعزيز مستوى خدماتها في الأمن والسلامة. وسيكون بإمكان زوّار دبي الحصول على تأشيرات الدخول والموافقات الأمنية بسرعة أكبر.

تويتر