اكتشفت قدرتها على ابتكار الحلول الذكية أثناء دراستها الجامعية

«المري» تطـــوّر المــواقع الإلكترونية والتطبيقات الذكية بمهـــارة إمـــاراتية

صورة

حُب البرمجة والابتكار دفع المواطنة، شما المري، إلى البحث داخل أعماقها عن فكرة جديدة تخدم بها الدولة، وبعد رحلة بحث لم تستمر طويلاً اكتشفت موهبتها في تطوير وبرمجة التطبيقات الذكية والمواقع الإلكترونية، خلال دراستها الجامعية، ولفتت الانتباه بتصميم التطبيقات والمواقع الالكترونية بصورة مبتكرة، وقبل تخرّجها في الجامعة، نجحت في تأسيس شركة متخصصة في تقديم حلول ذكية بأفكار إماراتية.

تصميم برامج الحواسيب

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/09/542239.jpg
أفادت صاحبة شركة «أبسولوت» للحلول الذكية، شما المري، بأنها تخطط لتصميم برامج خاصة لتشغيل الحواسيب المحمولة لتنافس بها الشركات الكبرى مستقبلاً، موضحة «أريد أن أصمم برنامجاً لتشغيل الحاسوب بدلاً من الاعتماد على الشركات الخارجية والأجنبية، وبالتالي توفير قواعد بيانات خاصة بالشركة لتقديم الخدمات للشركات، وتوفير الحلول الذكية في تصميم التطبيقات».
وتابعت أن طموحها للسنوات الخمس المقبلة تصميم برامج خاصة لمعرض «إكسبو 2020» الذي تستضيفه دبي، سواء من خلال التسجيل الإلكتروني أو تقديم حلول للتطبيقات، وتالياً منافسة كبرى الشركات في الدولة وخارجها، كما تخطط لتوفير حاضنات أعمال من خلال الشركة، بحيث تستطيع تدريب المهتمين ببرمجة التطبيقات الذكية في الدولة من الشباب المواطنين.
وقالت المري: «لدينا شركات متخصصة في البرمجة، لكن ليس لدينا التدريب الكافي للمهتمين بالبرمجة والتطبيقات، وأريد توفير منصة للتدريب والاطلاع على البيانات ليتمكنوا من تطوير أعمالهم والانخراط في مجال تطوير المواقع الالكترونية، إذ إنهم قد يواجهون صعوبة في الحصول على هذه المعلومات دون وجود منصة واحدة».
ألعاب تعليمية
قالت صاحبة شركة «أبسولوت» للحلول الذكية، شما المري، إنها تعمل حالياً مساعد باحث في جامعة زايد في تطوير ألعاب تعليمية في الدولة، وكتابة السيناريو لتطوير هذه الألعاب ومساعدة طلبة الجامعات، إضافة إلى عملها مطوراً للبرامج في الجامعة.

وروت المري، لـ«الإمارات اليوم»، قصة تأسيس شركة «أبسولوت» للحلول الذكية، قائلة إنها أحبت البرمجة وتطوير التطبيقات الذكية والمواقع الالكترونية خلال دراستها في تخصص أمن الشبكات بجامعة زايد في دبي، واكتشفت موهبتها في مجال البرمجيات، فقررت صقل موهبتها بالدراسة الأكثر تخصصية، والتحقت بدورات تدريبية متخصصة عدة، وخلال دراستها تمكنت من تطوير برامج وتطبيقات للجامعة، لتستفيد منها الطالبات.

وأوضحت أنها أحبت مجال البرمجة، لذا تعمقت في دراسته أكثر، وكرست جل اهتمامها للابتكار والتطوير وحضور دورات تدريبية متخصصة في البرمجة خارج الدراسة الجامعية، وقررت أن يكون تدريبها الميداني في قسم له علاقة بالبرمجة، لتفيد وتستفيد بالمهارات الجديدة، وعندما شعرت بأنها باتت ملمّة بالمهارات اللازمة كافة بدأت في تأسيس شركة خاصة قبل التخرج، وتحديداً في مايو 2015، أثناء دراستها بالسنة الجامعية الأخيرة.

وقالت المري: «واجهتُ عدداً من الصعوبات عند افتتاح شركتي الخاصة، خصوصاً أنني لم أحصل على الدعم اللازم، إذ إن هذا القطاع يعمل فيه عدد كبير من الشركات، لكن قلة منها أصحابها مواطنون»، موضحة أن أصحاب الشركات لا يثقون بتسليم مشروعات برمجة التطبيقات والمواقع الإلكترونية إلى الشركات الصغيرة، بل إنهم يتوجهون إلى الشركات الكبرى التي تعتمد بدورها على مبرمجين من خارج الدولة.

وأضافت المري أن كونها امرأة تعمل في البرمجة جعلها أقل حظاً من الشركات الوطنية الأخرى، إذ إن كثيراً من الشركات تعتبر عملها في مجال البرمجة وحده أمراً غريباً، مشيرة إلى أنها تخصصت في البرمجة لحبها هذا المجال، خصوصاً تصميم التطبيقات والمواقع الإلكترونية بشكل يفوق شركات كبرى لها باع طويل في هذا المجال.

وتابعت أنها واجهت تحديات أخرى في تمكنها من حضور دورات تدريبية متخصصة أكثر في البرمجة خارج الدولة، إذ إنها ذات كلفة عالية، ولابد من حضور دورات تدريبية متخصصة عدة لتتمكن من تطوير شركتها أكثر، مضيفة أنها تحاول التسجيل في أفضل الدورات التدريبية لتتمكن من الحصول على الخبرات الكافية ومواكبة كل جديد، خصوصاً أن عالم البرمجيات يتطور كل يوم.
وأوضحت المري أنها خضعت لتدريب مرخص قدمته شركة «مايكروسوفت» الأميركية للحصول على شهادة (إم سي إس دي)، وهي شهادة رخصة مطور للحلول الذكية من «مايكروسوفت» في تطبيقات الويب، ما يساعدها في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الشركات والمؤسسات الحكومية التي تحتاج إلى تطوير تطبيقاتها ومواقعها الإلكترونية.
وذكرت أنها عملت منذ إنشاء الشركة على ثلاثة مشروعات متكاملة في تطوير تطبيقات تساعد المستهلكين على التعرف الى الشركات والخدمات المقدمة، وتعمل حالياً على مشروعات كبرى لشركات مختلفة في دبي وأبوظبي، موضحة أن التطبيقات البسيطة تستغرق من أسبوع إلى شهرين لإكمالها، في حين أن التطبيقات المعقدة تحتاج من ثلاثة إلى ستة أشهر لإنهائها.

وأضافت أن شركتها تقدم حلولاً متكاملة في كيفية عرض التطبيقات بناءً على احتياج الشركات والمؤسسات، موضحة أن بعض الشركات تقدم فكرتها الخاصة عن التطبيق، وتحاول أن تبدي فيه كل الخدمات واحتياجات المتعاملين معها، وفي أحيان كثيرة تحتاج هذه الشركات إلى أفكار موسعة لتتمكن من الحصول على أفضل النتائج.

وأضافت أن بعض الشركات تحتاج إلى توفير خدمات أكبر لمتعامليها، مثل خدمات الشراء والدفع، والاطلاع على المشروعات الجديدة، إضافة إلى الاطلاع على المعلومات المتوافرة عن الشركة نفسها من خلال التطبيق، وشركات أخرى تحتاج إلى رصد أعداد المتعاملين ممّن حملوا التطبيقات الذكية، إضافة إلى التواصل مع المتعاملين من خلال هذه التطبيقات، التي تحتاج إلى تطوير أكبر.

وأكملت المري أنها تعمل على برمجة هذه التطبيقات بنفسها، وتستعين بمصممة إماراتية لوضع الشكل النهائي للتطبيق قبل تنفيذه بشكل نهائي، متابعة: «أحاول أن أعتمد على الكوادر الإماراتية في التصميم والتنفيذ بدلاً من الاعتماد على شركات من خارج الدولة، أو مصممين غير مطلعين على ثقافة وعادات الدولة، لأني أريد أن أصل إلى الشكل النهائي الذي يتناسب واحتياجات الشركات بأفكار وطنية».

وأوضحت: «تواصلتُ في بداية تأسيس الشركة مع مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة لاستخراج الرخصة، ومنها انضممت إلى برنامج (انطلاق) للشركات المبتدئة، وأعمل حالياً من المنزل»، مضيفة أنها انضمت بعدها بفترة وجيزة إلى صندوق خليفة لتطوير المشاريع، ومن خلاله تعرض تخصصات شركتها، وتتعرف الى العروض المتوافرة في سوق العمل، وتحصل على المشروعات التي تناسب تخصصها.

ولفتت إلى أنها تخطط لافتتاح مكتب عالمي خلال السنوات الخمس المقبلة، موضحة أنها وضعت خططاً للدخول في المرحلة الثانية من الشركة، وذلك بعد الحصول على الدعم الكامل للتوسع في أعمالها، إذ إنها تخطط لتنفيذ وتصميم تطبيقات عامة، جاهزة لتتمكن الشركات من تحميلها، وإضافة الخصائص التي تحتاجها بنفسها، وتغيير المهام بما يتناسب وعمل الشركة.

تويتر