نظمته وزارة الدفاع بحضور متخصصين في القضايا الأمنية والعسكرية

«القادة لحروب المستقبل» يناقش أبعاد «حروب الجيل الرابع»

انطلقت أمس فعاليات مؤتمر «القادة لحروب المستقبل»، الذي تنظمه وزارة الدفاع بالتعاون مع «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بمقر المركز في أبوظبي.

الحرب التي قد نواجهها مستقبلاً لن تشمل القوى التقليدية للدول فقط، بل ستضم أعداءً جدداً مبهمين.

محمد البواردي

انحسار النفوذ الأميركي على المستوى العالمي يقابله محاولة من روسيا لاستعادة دورها الدولي.

أنور قرقاش

تجربة «داعش» الأكثر إثارة للقلق؛ لاتسامها بالقدرة على تكييف التكنولوجيا، وامتلاك مهارة استخدامها.

جون ألين

وحضر افتتاح المؤتمر، الذي يقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، نخبة من الخبراء والمتخصِّصين بالقضايا الأمنية والاستراتيجية والعسكرية، بحضور لفيف من الكتَّاب والصحفيين ورجال الإعلام.

وقال وزير الدولة لشؤون الدفاع، محمد أحمد البواردي، إن «حروب الجيل الرابع» هي إحدى النظريات الكثيرة التي تطورت خلال العقود الماضية لوصف الطبيعة الجديدة للحروب وبيانها؛ فهناك الحروب الهجينة، والحروب غير النظامية، وصراعات المنطقة الرمادية.

وأضاف: «على الرَّغم من أن كل نوع من هذه الحروب له سماته المميِّزة وأبعاده المتباينة التي يجب علينا أن نعيها جيداً، فإن هناك بعض الخصائص المشتركة بينها».

وتابع أن «الحرب التي قد نواجهها في المستقبل لن تشمل القوى التقليدية المعروفة للدول فحسب، ولكنها ستضم أعداءً جدداً مبهمين، وسيكون الصراع غامضاً وطويلاً، مشتملاً على أعمال عنف وتهديدات تختلف عن الحروب المعروفة. وسوف ينتهز أعداؤنا هذا الغموض، مستخدمين التزاماتنا القانونية والمبادئ التي نتبناها سلاحاً ضدنا، ومستغلين الحيِّز بين مؤسساتنا الوطنية».

وأكد البواردي ضرورة الاستثمار في بناء مؤسساتنا الوطنية، بحيث تتسم بالجاهزية والمرونة، وتستجيب لمثل هذه الحروب بصورة عاجلة وفاعلة؛ ما يحتم علينا، أولاً: الارتقاء بمفهوم الحرب الشاملة لبناء حائط الردع الذاتي على المستويات كافة. وثانياً: تعزيز القدرات الوطنية الاستباقية على التنبؤ بوقوع هذه الحروب. وثالثاً: إطلاق الطاقات الإبداعية الخلاقة بتوفير التدريب والتأهيل اللازمَين للكفاءات المواطنة. ورابعاً: ربط معطيات السياسة والثقافة والإعلام والاقتصاد من ناحية، والمعطيات الأمنية والعسكرية من ناحية أخرى، بما يتيح أفضل توظيف لموارد القوة الشاملة للدولة، وتحقيق رؤية القيادة الرشيدة وتوجيهاتها.

من جانبه، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور محمد قرقاش، أن «ما يميز المشهد الراهن أننا أمام وضع دولي غير مستقر، بدأ منذ انهيار القطبية الثنائية»، لافتا الى أن «هناك زيادة في عدد اللاعبين في العلاقات الدولية، حيث لم تعد الفواعل تقتصر على الدول، بل ظهرت منظمات مسلحة وإرهابية. كما أن هناك انحساراً في النفوذ الأمريكي على المستوى العالمي مقابل محاولة من روسيا لاستعادة دورها الدولي؛ وأوروبا منقسمة على نفسها؛ خاصة بعد انسحاب بريطانيا من»الاتحاد الأوروبي«؛ وكل هذه المعطيات لها انعكاسات علينا، وتسبب نوعاً من الخلل الإقليمي».

ثم تحدث عن أهم التحديات التي تواجه المنطقة، وهي: أولاً، ضعف الدولة القومية، وما تبعه من ضعف المجتمعات العربية. وثانياً، سياسة إيران. وقد طالبها بالكفِّ عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة. وثالثاً، التطرف والإرهاب اللذان يتطلب القضاء عليهما جهوداً عربية ودولية مشتركة.

وأكد أن تجاهل الأزمات لم يعد مجدياً، ولا بدَّ من بناء كتلة عربية وسطية لمواجهة التحديات، مشيرا إلى كلمة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الأخيرة أمام الدورة الـ 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، التي تحدث فيها عن أن الوقائع تفيد بضرورة التركيز على حلِّ الصراعات، وليس مجرد إدارتها.

وتحدث المبعوث الخاص السابق للرئيس الأمريكي إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش»، الجنرال المتقاعد جون ألين، عن التغيُّرات التي طرأت على الحروب، موضحاً أن الحروب التي يشهدها العالم خلال العصر الراهن أصابتها تغيرات عميقة على مستوى خصائصها؛ ما ينذر بتحولات أعمق وأشمل قد تلحق الحروب المستقبلية على مدى العقود المقبلة؛ وهذا يفرض فهم البيئة السائدة، مع الإقرار بوجود منطقة عدم اليقين للتكيُّف مع طبيعة العدو الجديد وأدواته، ومن ثم وضع التقديرات المناسبة للدفاع عن أنفسنا في الوقت الحالي وفي المستقبل، من خلال ما نمتلك من موهبة وتنظيم معاً. وتحدث الجنرال ألين عن النظريات السائدة حول الحروب والصراعات.

وقال إن تجربة تنظيم «داعش» الأكثر إثارة للقلق بالنسبة إليَّ لاتسامها بالقدرة على تكييف التكنولوجيا الناشئة، وامتلاك المهارة اللازمة في استخدامها؛ ما ساعده على توسيع نطاق التجنيد أكثر من تنظيم «القاعدة»؛ وذلك اعتماداً على عمله في المجالات الثلاثة: المادي والمالي والمعلوماتي مع احتمال تفرغها لشغل المجال السيبراني؛ حتى صار «داعش» اليوم يمثل تهديداً نوعياً غير مسبوق، يمكننا تشبيهه بمخلوق ممتدٍّ جغرافياً يتوفَّر على شبكة بشرية واسعة توظِّف وسائل التواصل الاجتماعي، وخدمات الهواتف الحديثة.

 

 

تويتر