31 ألف مخالفة استخدام هاتف أثناء القيادة في دبي خلال 6 أشهر

حوادث بليغة بسبب «الشات» أثنـاء القيادة.. والسائق قاتل أو مقتول

صورة

كشف مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي، العميد سيف مهير المزروعي، عن تسجيل 31 ألفاً و461 مخالفة استخدام هاتف نقال أثناء القيادة، خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، معتبراً أنه عدد كبير ومزعج، ويعبر عن عدم إدراك فئة كبيرة من السائقين خطورة هذا السلوك على حياتهم، وعلى سلامة الآخرين.

العميد سيف مهير المزروعي:

«بعض السائقين ينسون تماماً أنهم على طريق، خصوصاً حينما ينشغلون باستخدام الهاتف».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/09/539867.jpg

الأوروبيون الأكثر التزاماً

عزا مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي، العميد سيف مهير المزروعي، إصرار كثير من السائقين على استخدام الهاتف أثناء القيادة، على الرغم من التحذير المتكرر من خطر هذا السلوك، إلى الثقافة العامة لجنسيات بعينها، لافتاً إلى أن الأوروبيين أكثر التزاماً بقوانين السير، وإدراكاً لخطورة تصرفات معينة مثل استخدام الهاتف أثناء القيادة، فيما يتعامل آخرون بقدر من الغطرسة والغرور، غير مدركين أن الانشغال بغير الطريق مثل وضع عصابة على العين تماماً، والقيادة مغمض العينين، مع فرق وحيد خطير هو أن السائق ذاته لا يدرك ذلك.

وأفاد بأن خطورة استخدام الهاتف لم تعد تقتصر على السائقين فقط، لكن امتدت في الفترات الأخيرة إلى المشاة كذلك، وسُجل أكثر من حادث دهس لشخص كان يعبر الطريق، وهو منشغل باستخدام الهاتف دون أن يعاين الطريق جيداً قبل العبور، وتصادف في الوقت ذاته مرور سيارة سائقها منشغل، لافتاً إلى أن امرأة آسيوية دهست قبل أسابيع قليلة، وكذلك شخص كان يقف على جانب الطريق، ويستخدم الهاتف وحينما سقط من يده وحاول التقاطه صدمته حافلة، وتوفي على الفور.

200 درهم غرامة، وأربع نقاط مرورية «سوداء»، عقوبة مخالفة استخدام الهاتف أثناء القيادة.

مجلس المرور الاتحادي أوصى بتشديد غرامة استخدام الهاتف، أثناء القيادة.

وأبلغ «الإمارات اليوم» بأن ضحايا ومتسببين في حوادث مرورية قاتلة وبليغة، كانوا يستخدمون الهاتف المتحرك قبل وقوع الحوادث بثوانٍ، ما يدل على عدم تركيزهم في الطريق.

وتفصيلاً، قال المزروعي: «لا توجد طريقة لتصنيف استخدام الهاتف كسبب للحوادث بسبب صعوبة تحديد ذلك، لكن ثبت من خلال معاينة عدد من الحوادث القاتلة، أن المتسبب في الحادث كان يستخدم الهاتف في الدردشة قبل أن يقع الحادث مباشرة، منها حادث صدم وقع أخيراً بين مركبتين، اندفعت إحداهما بقوة لتصدم الأولى من الخلف، وتوفي سائقها الذي تبين أنه كان مشغولاً في دردشة عبر الهاتف».

وأضاف أن عدد المخالفات المسجل، خلال النصف الأول من العام الجاري، بلغ 31 ألفاً و461 مخالفة، ورغم ضخامة الرقم، فإنه لا يعبر عن الحجم الحقيقي لهذه الظاهرة، موضحاً أنه من الصعب رصد كل من يستخدم الهاتف أثناء القيادة، معتبراً أن كثيراً من السائقين لديهم قناعة بأنهم قادرون على استخدام الهاتف في الدردشة، وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي أو الإنترنت أثناء القيادة.

وكشف المزروعي أن نحو 800 مخالفة استخدام هاتف متحرك أثناء القيادة، تم تسجيلها بواسطة أفراد من الجمهور، أبلغوا عبر برنامج «كلنا شرطة»، حينما رصدوا سائقين يقودون بطريقة غير متزنة، منتقلين من حارة إلى أخرى، أو يعرقلون حركة السير بشكل متكرر، نتيجة انشغالهم بالهاتف، لافتاً إلى أن بعض الأشخاص ينسون تماماً أنهم على طريق، خصوصاً حينما ينشغلون بالدردشة، ما يجعلهم خطراً محتملاً طوال الوقت.

وأشار إلى أن شرطة دبي تبنت حملات عدة، للتوعية بمخاطر استخدام الهاتف أثناء القيادة، وعرضت مقاطع فيديو لأشخاص كانوا منشغلين بالهاتف أثناء القيادة، وتسببوا في حوادث جسيمة، أسفرت عن وفاتهم أو إصابتهم بالشلل، أو لحقت بهم إصابات بليغة أخرى، لكن البعض لا يرتدع إلا إذا تعرض لحادث.

وأوضح المزروعي أن هناك أسباباً رئيسة للحوادث القاتلة، رصدتها الإدارة العامة للمرور خلال الأعوام الأخيرة تحديداً، وهي عدم تقدير مستعملي الطريق، والانحراف المفاجئ، وعدم ترك مسافة كافية، وكذلك السرعة، مرجحاً أن يكون عدم الانتباه الناتج عن استخدام الهاتف المتحرك عاملاً مشتركاً، في معظم الحوادث الناتجة عن هذه الأسباب.

ولفت إلى تسجيل 1212 حادث صدم، شملت 968 حادثاً بين مركبات وأعداد متفاوتة أخرى، بين صدم جدار ورصيف وأشجار، خلال النصف الأول من العام الجاري، لافتاً إلى أن نسبة كبيرة من حوادث الصدم تحديداً تقع بسبب الانشغال بغير الطريق، الذي يمثل استخدام الهاتف المتحرك أثناء القيادة عاملاً رئيساً فيها.

وأفاد بأن حوادث الصدم، الناتجة عن استخدام الهاتف تتكرر في المناطق التي تشهد زحاماً مرورياً، إذ يحاول السائقون قتل الوقت بتصفح الإنترنت أو الدردشة، وأثناء انشغالهم الكامل بالهاتف يفقدون التركيز، لافتاً إلى أن هذه الحوادث وإن كانت أقل خطورة من نظيرتها، التي تقع للسبب ذاته في مسافات مفتوحة، إلا أنها تعرقل حركة السير، وتضاعف الزحام الموجود.

وقال المزروعي إن الوضع يكون أكثر خطورة في حالة استخدام الهاتف أثناء القيادة بسرعة، مشيراً إلى أن كثيرين يفعلون ذلك، ويلتقي معهم شخصياً حينما يزور مصابي الحوادث المرورية في المستشفى، ويعترفون بالخطأ لعل غيرهم لا يكرر ما فعلوه، لأنه من المحزن أن يتحول شاب يتمتع بالقوة والعنفوان إلى مُقْعَد أو مصاب بالشلل، خلال ثوانٍ.

وأضاف أنه لا توجد جهة يمكنها ردع هذا السلوك إلا السائقون أنفسهم، فلا يمكن أن نضع شرطياً في كل سيارة، وما لا يدركه المعتادون على ذلك أن وقوع حادث مروري على سرعة تراوح بين 100 و140 كيلومتراً في الساعة، لا يستغرق أكثر من ثانية ونصف أو ثانيتين، مشيراً إلى أن مجرد النظر إلى الهاتف ربما يستغرق أكثر من ذلك، فما بال من يكتب رسالة نصية، أو يتصفح حسابه في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي؟

ولفت إلى أن الغرامة المطبقة حالياً على هذه المخالفة 200 درهم، وأربع نقاط مرورية «سوداء»، غير رادعة على الإطلاق، ولا تتناسب مع حجم الخطورة التي تمثلها، لافتاً إلى أن هناك توصية من مجلس المرور الاتحادي بتشديد هذه الغرامة لتصل إلى 1000 درهم و12 نقطة مرورية، وحجز السيارة شهراً، لتقترب من المعمول به في دول متقدمة، تعاقب بعضها بسحب الرخصة والمنع المؤقت من القيادة.

تويتر