أقرباؤه: كان دائم التضرّع إلى الله ليقبله شهيداً

وداع مهيب للشهيد «الفلاسي» في دبي

صورة

شارك مئات من أبناء الوطن وأفراد القوات المسلحة، أمس، في موكب مهيب، لوداع فقيد الوطن سعيد عنبر جمعة الفلاسي (30 عاماً)، الذي استشهد متأثراً بمضاعفات إصابة تعرّض لها خلال مشاركته مع قوات التحالف العربي، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، للوقوف مع الشرعية في اليمن.

أسرة الشهيد :

• «فخورون باستشهاد (سعيد) دفاعاً عن الحق، وسعياً إلى ترسيخ الأمن والشرعية في اليمن الشقيق».

• «شعب الإمارات عموماً مستعد للتضحية بالنفس، من أجل إعلاء راية الحق، ونصرته في كل مكان».

• «التضحية من أجل تحقيق الاستقرار والدفاع عن الشعب اليمني، غاية سامية».

سالم الفلاسي

«نشعر بالألم لأننا فقدنا أخانا العزيز.. لكن شهادته تهوِّن علينا فراقه، وتجعلنا فخورين بما قام به، وما ضحى من أجله».

وبحسب أقرباء له، فقد كان الشهيد دائم التوجه بالدعاء إلى الله تعالى، والتضرّع له، حتى يمنّ عليه بالشهادة، كما منّ بها على من سبقه من رفاقه على هذا الدرب.

وكانت الدولة سارعت في نقل الفلاسي قبل استشهاده إلى فرنسا لتلقي العلاج من إصابته في أحد مستشفياتها، إلا أن إرادة الله جعلته في قائمة الشهداء من أبناء الوطن.

وجرت المراسم العسكرية الخاصة بالشهيد الفلاسي، أمس، في مطار البطين بأبوظبي، بمشاركة عدد من كبار ضباط القوات المسلحة. وبعد انتهاء المراسم، أقلت طائرة مروحية تابعة للطيران العسكري جثمان الشهيد الطاهر إلى ذويه في إمارة دبي.

وبعد الصلاة عليه في مسجد قرطبة، نقل الشهيد إلى مثواه الأخير ليدفن في مقبرة القوز، بحضور جموع غفيرة من المواطنين.

وقال عدد من أفراد أسرة الشهيد، إنهم «فخورون باستشهاد ابنهم (سعيد)، لاسيما أنه استشهد دفاعاً عن الحق، وسعياً إلى ترسيخ الأمن والشرعية في اليمن الشقيق». وأضافوا أن «شعب الإمارات عموماً مستعد للتضحية بالنفس، من أجل إعلاء راية الحق ونصرته في كل مكان»، لافتين إلى أن «التضحية من أجل تحقيق الاستقرار والدفاع عن الشعب اليمني، غاية سامية».

وأكدوا لـ«الإمارات اليوم»، أنهم «استقبلوا نبأ استشهاد (سعيد) بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وأن (سعيد) تربى على طاعة الله، وعلى الشجاعة وحب الخير للناس».

وأفاد سالم الفلاسي، شقيق الشهيد، بأنه «كان على اتصال دائم مع شقيقه، كما أنه رافقه أثناء تلقيه العلاج في أحد مستشفيات فرنسا، بعد الإصابة التي تعرّض لها خلال مشاركته في إعادة الشرعية إلى اليمن»، مضيفاً أن «إيمانه برب العالمين كان راسخاً على الدوام، إذ كان يردد: (أنا فخور بوجودي ضمن قوات التحالف مع إخواني وأصدقائي، ولا أعلم موعد رجوعي إلى الدولة.. لكني أتمنى الشهادة مثل أصدقائي الذين سبقوني في نيل هذا الشرف العظيم)».

وتابع سالم أن «الدولة بذلت قصارى جهدها لعلاج (سعيد)، إلا أن الله سبحانه وتعالى اختاره ليكون من الشهداء»، مضيفاً: «صحيح أننا نشعر بالألم لأننا فقدنا أخانا العزيز، لكن شهادته تهوِّن علينا فراقه، وتجعلنا فخورين بما قام به، وما ضحى من أجله». وقال إن «جنود القوات المسلحة خصوصاً، والمواطنين عموماً، حريصون على أمن الإمارات ودول الخليج والدول العربية كافة. وهم مستعدون لأن يسلكوا درب الشهادة في أي وقت، إذا استدعت الحاجة ذلك»، مؤكداً أن «وقوف قيادة الدولة إلى جانبهم في مصابهم، خفف عنهم الكثير».

وأضاف: «فقيدنا الغالي كان مثالاً للأخلاق الفاضلة والتفاني والإخلاص في العمل، والتواضع مع الناس، وكان مثالاً وقدوة في الانضباط والتفوق، وبقدر ما أخلص وأنجز من أجل الوطن نال من الله ما استحقه من الشهادة في سبيله، وفي سبيل وطنه، والحق والواجب والإنسانية والإسلام والسلام».

وتابع سالم أن «المنطقة التي يقطنها في دبي، تعرف شقيقه الشهيد بشخصيته المميزة وأخلاقه العالية، وتبكيه وتودعه، لأنه كان أخاً للجميع، ولم يحدث أن أساء إلى أحد، بل كان محبوباً من كل من عرفوه».

وقال راشد هاشم، وهو جار الشهيد، إن «(سعيد) كان حريصاً على زيارتهم بشكل مستمر»، لافتاً إلى أن «الشهيد يتمتع بشخصية اجتماعية، وروح صافية قرّبته من أهل المنطقة كافة، وقد زاد محبة الناس له حرصه على أداء الصلاة في المسجد، ومبادرته إلى مساعدة الآخرين، حتى قبل أن يطلبوا منه ذلك».

وتابع راشد متحدثاً عن جاره الشهيد: «كان شخصاً مرحاً، يعشق السباحة وكرة القدم والألعاب الإلكترونية، خصوصاً العسكرية منها.. لقد كان طموحاً جداً، وحريصاً على تنمية معارفه وتنميتها».

يشار إلى أن للشهيد خمس أخوات وأخاً واحداً، هو (سالم)، الذي رافقه في رحلة علاجه في فرنسا. وقد ترك (سعيد) بعد استشهاده زوجة وطفلاً وحيداً هو (حمد) في الثالثة من عمره.

تويتر