ترعاهم هيئة تنمية المجتمع في منازلهم وتجهزهم لاستقبال العيد بأجمل حلة

212 مسناً في دبي تعوضهم العلاقة الإنسانية عن انقطاع علاقة الدم

صورة

زارت هيئة تنمية المجتمع في دبي، عدداً من المسنين الذين يعيشون بمفردهم في منازلهم، وعددهم 212 مسناً، لتفقد أحوالهم، وتجهيزهم لقضاء عيد الأضحى المبارك، وتقديم الهدايا لهم، كما خصصت يومين قبل عطلة العيد، لاستقبال المسنين في نادي ذخر الاجتماعي، ممن يرغبون في الحصول على خدمات التزيين والتجهز للعيد.

وقالت مدير إدارة كبار السن في الهيئة، مريم الحمادي، لـ«الإمارات اليوم»، إن عدد المسجلين في برنامج الرعاية الخاص بكبار السن في الهيئة، والمعروف باسم «وليف»، يبلغ 212 مسناً، يعيشون من دون أسر، إما بسبب الانقطاع عن عائلاتهم، أو نتيجة عدم وجود أقارب لهم من الدرجة الأولى مثل الأبناء، أو بسبب وجود أبنائهم في أماكن بعيدة عن مواقع إقامتهم، نتيجة التزاماتهم المهنية أو العائلية.

ولفتت الحمادي إلى أن العاملين في قسم الرعاية المنزلية، صارت تربطهم بهؤلاء المسنين علاقة إنسانية تشعرهم بالمسؤولية نحوهم، حتى خارج وقت تقديم الخدمات، لافتة إلى أنهم يواصلون الاطمئنان عليهم، حتى إن لم يكن ذلك ضمن مهام عملهم.

وتابعت أنهم يحرصون على زيارة المسنين، خلال أيام العيد، ويقضون بعض الوقت معهم، كما يتعاملون مع كبار السن في أسرهم، الأمر الذي يشعر المسنين بأنهم محتضنون بأواصر عائلية وإنسانية، وإن لم تكن على أساس رابطة الدم.

إلى ذلك، أشارت الحمادي إلى توزيع هدايا العيد على المسنين المسجلين في برنامج الرعاية المنزلية «وليف»، وعلى أعضاء نادي ذخر الاجتماعي من المسنين الذين يعيشون مع أسرهم، لافتة إلى وجود فئتين من المسنين، تعيش إحداهما بمفردها، فيما تعيش الأخرى مع أسرها، حيث تحرص الهيئة على دمج الفئتين مع الفئات المجتمعية الأخرى من الشباب والأطفال، وتحفزهم على المشاركة في الأنشطة التراثية والثقافية، كما تعمل على الاستفادة من خبراتهم في تعليم النشء وتوعيتهم بالعادات والقيم الإماراتية الأصيلة.

وقالت الحمادي إن «ما يقدم للمسنين يعتبر هدايا رمزية، إلا أنها تشعرهم بالاهتمام والتقدير، وتشيع من حولهم أجواء العيد، ما يرفع روحهم المعنوية، ويشعرهم بالبهجة»، مشيرة إلى أن فريق الرعاية المنزلية يتوزع على مجموعات تعمل على زيارة المسنين على مدار يومين قبل عطلة العيد، وذلك للتأكد من جاهزية جميع احتياجاتهم للعيد، وتنفيذ كل رغباتهم وطلباتهم، بما فيها شراء ما يحبون من أطعمة للعيد، أو إحضار ملابسهم الجديدة من عند الخياطين، إضافة إلى تجهيز ملابسهم بالتعطير والتدخين، لتليق بالمسن حينما يرتديها في أول أيام العيد.

وتابعت الحمادي: «إضافة للزيارات المنزلية، يتم تجهيز نادي ذخر الاجتماعي، الذي يتحول إلى ورشة تجهيزات، يلتقي فيها المسنون قبيل العيد، حيث يستقبلهم القائمون على الرعاية في أجواء احتفالية مفعمة بالود والسرور، ويقومون بالاهتمام بهم وتوزيع الهدايا عليهم، إضافة إلى تقديم خدمة التزيين والحلاقة للرجال، وتصفيف وقص الشعر للنساء، حتى يكونوا في أجمل حلة عند استقبال العيد».

ويعمل برنامج «وليف» على رعاية وحماية وتحسين نوعية الحياة لدى كبار السن من مواطني إمارة دبي، كما يحرص على دمجهم في المجتمع، من خلال تقديم الخدمات والبرامج والرعاية اللازمة لهم في منازلهم، عن طريق اختصاصيين اجتماعيين وقائمين بالرعاية، مدربين على الاهتمام والعناية بكبار السن. ويقوم البرنامج بتوعية المساعدين المنزليين العاملين لدى المسن، وتدريبهم على أساليب التعامل والرعاية والممارسات الصحيحة، للتأكد من أن كبار السن يعيشون في أمان وكرامة.

يذكر أن نسبة كبار السن في دبي، وفقاً لتقديرات مركز دبي للإحصاء لعام 2014، بلغت 6.6% من إجمالي عدد السكان الإماراتيين، فيما تشير التوقعات الإحصائية إلى أن النسبة ترتفع تدريجياً لتراوح بين 10 و15%، بحلول عام 2030.

وتقدم هيئة تنمية المجتمع في دبي الخدمة الاستشارية لكبار السن، لتوفير التوجيه والإرشاد في الخدمات المتعلقة بهم، والتي يمكنهم الحصول عليها من الجهات والمؤسسات المعنية الموجودة في الإمارة. وتعمل الخدمة على نشر الوعي بأساليب العناية والرعاية والطرق الصحيحة للتعامل مع كبار السن، لجعلهم مستقلين ومدمجين في المجتمع، من خلال الرد على الاستفسارات الواردة من كبار السن، وأقاربهم، والقائمين على رعايتهم، ومن الطلبة والباحثين الأكاديميين في المجال الاجتماعي.

تويتر