«تنمية المجتمع» أنقذتهم من الحرمان وعالجت «الوالد» وسهّلت احتضانهم

أب مدمن يهمل أطفاله سنوات ويتركهم بلا تعليم

أنقذت هيئة تنمية المجتمع في دبي خمسة أطفال من قبضة والدهم «المدمن، بعدما عانوا سنوات من التهميش والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية، التي أنكرها عليهم والدهم، قبل اكتشافهم من إدارة كبار السن في الهيئة».

وكان بلاغ ورد من الجيران إلى مركز حماية الطفل في «الهيئة»، عن معاناة أطفال، جرّاء حرمانهم الرعاية والاهتمام. فتوجه المختص الاجتماعي إلى منزل الأطفال، وفقاً للإجراءات المتبعة، التي تقتضي إعداد فريق مختص، يقدم تقريراً صحياً ونفسياً واجتماعياً، للتحقق من الظروف المحيطة بالمشكلة، ليتمكن من تحديد أدوار الأقسام المختلفة لحل المشكلة.

ووفقاً لمديرة إدارة كبار السن في هيئة تنمية المجتمع بدبي، مريم الحمادي، فإن «الباحثين الاجتماعيين تأكّدوا أن الأطفال، الذين يبلغ أصغرهم عامين من العمر، يعانون إهمالاً شديداً». واكتشف الفريق أن والد الأطفال مسن ويعاني مشكلات صحية، وإدماناً يجعله عاجزاً عن رعاية أبنائه، وله زوجة آسيوية في الثلاثينات من العمر، أهملت أيضاً منزلها وأطفالها.

أصغر الأطفال عمره عامان.. والأكبر 11.. عانوا حرماناً من أبسط حقوقهم.

وقبل تدخل «الهيئة»، ظل الأطفال، الذين لا يزيد عمر أكبرهم على 11 عاماً، في المنزل من دون تعليم، ولا يعرفون غير اللعب في «السكيك» المحيط بالمنزل، على الرغم من أن الوالد لديه من المال الذي يحصل عليه من إيجارات مساكن يملكها ما يكفي ليوفر لهم حياة إنسانية كريمة، إلا أن إدمانه الكحول جعله عاجزاً عن إدراك مسؤولياته تجاههم، فأهملهم، وكان قاسياً عليهم، وحرمهم حقوقهم.

ووفقاً للحمادي، فإن «الفريق تعامل مع حالة الأب بتحويله إلى المستشفى للاطمئنان على وضعه الصحي، واتخاذ التدابير اللازمة مع الجهات المعنية، لتحديد المتطلبات الصحية له، فيما تم تحويل أطفاله الخمسة إلى مركز رعاية النساء والأطفال، لمعالجة آثار الإهمال الذي تعرّضوا له، وإعادة تأهيلهم جسدياً ومعنوياً، وإعادتهم إلى مقاعد الدراسة». وتابعت: «في وقت لاحق تم التواصل مع الأخ الأكبر للأطفال من الزوجة الأولى للمسن، فوافق على احتضانهم في منزله، وتوفير الرعاية الصحية والمعنوية والتعليمية لهم، كما تم التعاون مع النيابة العامة في دبي، لاقتطاع جزء من معاش الأب التقاعدي لمساعدة الأخ على العناية بهم، إضافة إلى قيام (الهيئة) أيضاً، من خلال مفتشيها، بزيارة المحال التابعة للمسن، لتحصيل أي إيجارات مستحقة، لمنحها للعائلة».

وأشارت الحمادي إلى أنه «تم تسجيل الأب ضمن برنامج الهيئة لرعاية كبار السن (وليف)، الذي يقدم الرعاية المنزلية له على كل الصعد، إذ يعمل البرنامج على رعاية كبار السن وحمايتهم، وتحسين نوعية حياتهم». وتابعت: «إن (الهيئة) أخضعت الأم أيضاً لجلسات استشارية اجتماعية، للوقوف على أسباب إهمالها لبيتها وزوجها وأطفالها، لمعالجتها»، مضيفة أنه «تم التواصل مع بلدية دبي لتأهيل المنزل، الذي تبيّن أنه يفتقر إلى مقومات البيئة المنزلية الصحية، فأعيد ترتيبه وتنظيمه، ليصبح صالحاً لسكن العائلة».

وأكدت الحمادي أن «الخدمات المقدمة للمسنين، ومعالجة كل المشكلات والقضايا المتعلقة بهم وبأسرهم، على رأس أولويات الخدمات المقدمة من هيئة تنمية المجتمع في دبي».

تويتر