بعضها استغل زيادة الإقبال ورفع الأسعار 250%

ارتفاع أسعار صالونات التجميل يطال رؤوس النساء قبل العيد

صورة

أكدت نساء أن صالونات تجميل استعدت لاستقبال عيد الفطر برفع أسعار خدماتها بنسب وصلت إلى 250%، ووضعت لائحة بالأسعار الجديدة على الجدران الداخلية، مشيرات إلى أنهن مجبرات على قبول الأسعار المرتفعة نظراً للازدحام الشديد قبل العيد، وعدم وجود بديل.

أسعار الخدمات

أفادت مديرة أحد الصالونات النسائية، بأن أسعار الخدمات المطلوبة تختلف قبل الأعياد، فعلى سبيل المثال يراوح السعر للحصول على شعر ناعم من خلال تقديم خدمات علاج الشعر بالاكستنزو وماتريكس بين 750 درهماً و1200 درهم، حسب طول الشعر. في حين أن خدمة صبغ الشعر وعمل خصلات «هايلايت» بالإضافة إلى تنظيف وتجميل أظافر اليدين والقدمين «منيكير» و«بديكير»، تصل إلى 500 درهم، بينما يصل سعر الحصول على صبغ وهايلايت بالإضافة إلى مساج للجسم كاملاً لمدة ساعة إلى 600 درهم.


حملات تفتيشية

يقتصر دور البلديات على تنفيذ حملات تفتيشية بشكل مستمر على الصالونات النسائية والرجالية، للتأكد من التزامها بشروط النظافة والصحة والسلامة، مثل تعقيم الأدوات المستخدمة وضرورة ارتداء الكمامات الواقية أثناء ممارسة أعمالهم، وغيرهما من الإجراءات الوقائية التي تحد من انتشار الأمراض، واتخاذ إجراءات صارمة بحق الصالونات المخالفة، أما بالنسبة لمراقبة الأسعار فهذا ليس من مهام البلدية، ويعود لجهات أخرى مختصة بذلك.

 

فيما أقرت مديرات صالونات بارتفاع الأسعار، مبررات ذلك بالمجهود المضاعف الذي تبذله العاملات خلال ساعات العمل الإضافية، نتيجة الإقبال الكبير من الباحثات عن الجمال والأناقة خلال العيد، معتبرات أن فترة الأعياد مناسبة ذهبية، فخلال أيامها يمكنهن تعويض تراجع الأرباح في فترات الركود طوال العام.

من جانبها، أكدت وزارة الاقتصاد أنها تلزم الصالونات النسائية والرجالية كذلك بتطبيق لائحة أسعار مدروسة، وفي حال عدم التزامها بها يتم إنذارها، ومن ثم إغلاقها مؤقتاً في حال تكرار مخالفة عدم الالتزام بالأسعار.

قالت المواطنة (أم علياء) إنها دفعت 2700 درهم لصالون التجميل لها ولطفلاتها الثلاث من أجل التزين للعيد، لافتة إلى أنها اضطرت لحجز موعد عند صالون تجميل منذ فترة لتجنب الازدحام الشديد، موضحة أنها معتادة على ذلك في كل عيد للظهور بشكل لائق أمام قريباتها اللاتي يجتمعن صباح أول يوم العيد، لذلك تحرص على زيارة صالون التجميل لقص الشعر وصبغه، وعمل نقوش الحناء المرتبطة بالموروث التقليدي وتنظيف البشرة.

فيما شكت غالية حسن من مبالغة صالونات التجميل النسائية في أسعار خدماتها قبيل العيد، قائلة «من الصعب الخروج من صالون التجميل من دون دفع 1000 درهم على الأقل، فكثير من هذه الصالونات يستغل حجم الإقبال عليها في رفع الأسعار، والنساء مجبرة على الدفع من أجل الاستعداد للعيد، مطالبة بوجود رقابة على أصحاب تلك الصالونات لكشف التجاوزات وتقنين وتحديد الأسعار، ومنعها من استغلال المناسبات في رفع الأسعار من دون مبرر.

وأيدتها الرأي المواطنة (أم عمر) التي قالت إن مرتادات صالونات التجميل اعتدن الأسعار المرتفعة والمبالغة فيها، خصوصاً في الأسبوع الذي يسبق الأعياد، من دون أي مبرر مقنع من قبل إدارات الصالونات، وبنسبة تزيد على 200%، في ظل غياب الرقابة المطلوبة من قبل الجهات المختصة، مؤكدة أن الخدمات المقدمة والأدوات المستخدمة تظل على المستوى ذاته الذي يسبق العيد، متسائلة: «لماذا ترفع الصالونات الأسعار؟».

وأشارت إلى أن الصالونات لا توفر خدمة المنازل في الفترة التي تسبق العيد، قائلة: «تواصلت مع أحدها حتى أتفادى الازدحام الشديد في الصالون، إلا أن مديرة الصالون أخبرتني بأنه تم إلغاء هذه الخدمة، نظراً لانشغال جميع العاملات بتوفير الخدمات لزبائن الصالون».

فيما بررت مديرة أحد صالونات التجميل النسائية، روبي خان، سبب ارتفاع أسعار الخدمات المقدمة إلى الزبائن قبيل العيد وأثناءه، بساعات العمل الإضافية المفروضة على العاملات في الصالون نتيجة الإقبال الكبير من النساء، مشيرة إلى أنه يتم الاستعانة بعاملات من خارج الصالون للعمل بنظام الساعات من أجل تغطية الطلب المتزايد، خصوصاً في الأيام التي تسبق العيد، بسبب حالة الاستنفار القصوى والتنافس في تقديم أجود الخدمات، مشيرة إلى أن الأسعار عرض وطلب، والصالونات تحرص على تحقيق المكسب، وفي الوقت نفسه اكتساب زبائن جدد، بالإضافة إلى المحافظة على الزبائن القدماء.

وقالت إن الطلب على نقوش الحناء على رأس قائمة الخدمات المطلوبة قبل العيد، إذ يتجاوز الطلب على هذه الخدمة أكثر من 250%، تليها خدمة قص الشعر وتلوينه وتصفيفه، التي يزيد الطلب عليها، خصوصاً ليلة العيد وصباح يوم العيد، مؤكدة تواصل العمل 24 ساعة ليلة العيد ويوم العيد، في حين تقفل الصالونات أبوابها ثاني أيام العيد.

وأضافت أن «الأعياد فترة ذهبية للصالونات، فأثناء هذه الفترة الوجيزة تعوض الكثير من تراجع الربحية في فترات الركود طوال العام»، معتبرة أن الأعياد هي مواسم الربح التي تزيد حصيلتها الربحية على 300 ألف درهم.

وأكدت مديرة صالون نسائي في الشارقة، زينه عابدين، أن «العيد موسمنا الذي ننتظره، والذي تستغله الصالونات في رفع الأسعار إلى أضعاف مضاعفة، وبنسب تزيد على 250%، أما بالنسبة لي فإنني أحرص على أن تكون زيادة الأسعار في هذه الأيام مقبولة حتى لا أخسر علاقتي بزبائني عبر هذه الزيادة التي ستسهم في تراجع ترددهن على الصالون».

وعزت عابدين زيادة أسعار الصالون إلى «العمل ساعات إضافية بسبب الإقبال الكبير الذي تشهده من الفتيات والنساء على الصالونات قبل العيد، ما يضطرها إلى العمل ساعات طويلة من الليل دون توقف».

فيما اعتبرت مديرة صالون تجميل في دبي، مونيا خلدون، أن رفع أسعار الخدمات صالونات التجميل قبل العيد ليس جديداً بل تقليد دارج تعرفه معظم زبائن صالونات التجميل، عازية الزيادة إلى ارتفاع الإيجار وزيادة المصروفات ورواتب العاملات، بالإضافة إلى غلاء مواد التجميل ذات النوعية الجيدة، مشيرة إلى أن الأسعار تخضع للعرض والطلب، وطبيعي أن زيادة الطلب تؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

وأوضحت أن نسبة ارتفاع الأسعار تعدت 200%، وشملت جميع الخدمات المقدمة للزبائن، إذ وصل سعر قص الشعر إلى 200 درهم بعد أن كان سعره 60 درهماً (زيادة 233%)، في حين بلغ سعر نقوش حناء اليدين 300 درهم على الرغم من أنه لا يتجاوز 80 درهماً (زيادة 275%).

من جانبه، أفاد مدير مكتب وزارة الاقتصاد في إمارة الفجيرة، جمعة الظنحاني، بأن المكتب يلزم الصالونات النسائية والرجالية بوضع لائحة تحوي الأسعار التي يتم التعامل بها لكل خدمة بشكل مفصل، كما يجري تفتيشاً دورياً على صالونات الإمارة والمناطق التابعة لها للتأكد من تطبيق لائحة الأسعار والالتزام بها.

وذكر أن المكتب يلزم الصالونات بأسعار مدروسة غير مرتبطة طردياً بالطلب، مشيراً إلى أن الأسعار يجب أن تكون ثابتة غير متغيرة وفقاً للأعياد، فاستغلال الزبون يخالف مبدأ قانون حماية المستهلك.

وأكد أنه بالتعاون مع بلدية الفجيرة والجهات المعنية يتم التعامل مع الصالونات المخالفة التي لا تلتزم بأسعار اللائحة بتحرير إنذار بحقها في المرة الأولى، وفي حال تكرار المخالفة يوجه لها إنذار ثان، أما الإجراء المتخذ ضدها في حال عدم الالتزام فإنه يتم إغلاقها بشكل مؤقت لحين تعديل أوضاعها.

وناشدت وزارة الاقتصاد الجمهور إبلاغ الوزارة بأي تجاوزات في الأسعار من خلال الاتصال بمركز حماية المستهلك في الوزارة (600522225)، الذي يستقبل الشكاوى والاقتراحات والملاحظات يومياً من الساعة السابعة والنصف صباحاً حتى العاشرة مساء، مؤكداً أنه يتم التحري حول الشكوى، ثم اتخاذ الإجراءات المناسبة حيالها.

تويتر