يرصد واقعها وسياسات ومبادرات حمايتها

«الموارد البشرية والتوطين» تطلق «تقرير حقوق العمالة 2015»

صورة

أطلقت وزارة الموارد البشرية والتوطين «تقرير حقوق العمالة 2015»، الذي يرصد باللغتين العربية والإنجليزية واقع العمالة في سوق العمل والسياسات والمبادرات التي يتم تطبيقها لحماية تلك الحقوق.

وأكد وزير الموارد البشرية والتوطين، صقر غباش، تمتع العاملين في سوق العمل بحماية كاملة لحقوقهم التي تصونها التشريعات الوطنية، وبما يتوافق مع المعايير الدولية.

وقال في كلمته الافتتاحية للتقرير، إن العمالة في دولة الإمارات تعتبر شريكاً فاعلاً في عملية التنمية التي تشهدها الدولة، حيث ساهمت على امتداد السنوات الماضية في بناء بنية تحتية متينة وقوية، ولاتزال تسهم في تطور مختلف القطاعات، من خلال الخبرات والكفاءات التي ترى في سوق العمل مكاناً آمناً للعمل والعيش الكريم، خصوصاً في ظل وجود التشريعات الوطنية التي تصون الحقوق وتحافظ على الكرامة الإنسانية.

صقر غباش:

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/05/481146.jpg

العمال في الإمارات يتمتعون بحماية كاملة لحقوقهم، ويشاركون بفاعلية في التنمية.


تدريب وتأهيل 63 باحثاً قانونياً

ذكر تقرير حقوق العمالة 2015 أن وزارة الموارد البشرية والتوطين دربت في السنوات الأخيرة وأهلت 63 باحثاً قانونياً يتحدثون لغات عدة للنظر في المنازعات المقدمة الى الوزارة. كما دربت 100 موظف لتمكينهم من حل المنازعات والتحكيم بشكل منصف من أجل مساعدة العمال وأصحاب العمل على حل منازعاتهم بشكل سريع، وبصورة مرضية، بدلاً من إحالة القضايا المتنازع عليها الى المحكمة العمالية.

كما أطلقت الوزارة مع بداية عام 2015 نظاماً جديداً لتوثيق وفض المنازعات العمالية وحلها بسرعة عالية جداً وبالطرق المناسبة.

وذكر أن متوسط الفترة الزمنية لفض المنازعات العمالية لدى المحاكم في الدولة في عام 2015 بلغ 27 يوماً، بينما انخفض إلى خمسة أيام فقط بعد إطلاق مبادرة تمثلت في تعيين قاضٍ لدى مكتبي الوزارة في أبوظبي ودبي للنظر في القضايا العمالية.

وأكد التقرير الحرص على توفير السكن العمالي الملائم واللائق للعمال، بما يتوافق مع المعايير المعمول بها دولياً.

وأشار إلى أن الوزارة تتخذ إجراءات للتأكد من التزام المنشآت باستيفاء متطلبات واشتراطات السكن، في مقدمتها تنفيذ زيارات تفتيشية الى المساكن، واتخاذ عقوبات مشددة بحق المنشآت التي يتبين ارتكابها مخالفات فيها، فيما يتم التعامل مع المخالفات البسيطة التي لا تؤثر في سلامة العمال عبر التنبيه إلى ضرورة تصويب المخالفات.

وذكر التقرير أن الوزارة أوقفت في عام 2015 إصدار تصاريح العمل لـ15 شركة بعد أن تبين عدم استيفائها شروط ومعايير السكن العمالي المنصوص عليها، إضافة إلى تغريم ست منشآت 10 آلاف درهم لكل منها.

وأكد غباش أن الإمارات تستضيف الملايين من العمال من مختلف الثقافات في سوق العمل، الذي يعتبر من أهم الأسواق العالمية في توفير فرص العمل الجاذبة للعمال، الذين يحدثون أثراً تنموياً لافتاً في بلدانهم، جراء عملهم في الإمارات، وذلك من خلال تحويل الأموال إلى أسرهم هناك، وهي تقدر سنوياً بالمليارات.

وتطرّق التقرير الى حزمة السياسات الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ مطلع العام الجاري، تنفيذاً للقرارات الصادرة عن وزير الموارد البشرية والتوطين في شأن العمل بنماذج العقود المعتمدة من الوزارة العمل، وحالات انتهاء علاقة العمل، ومنح العامل تصريح عمل جديداً للانتقال من منشأة إلى أخرى بعد انتهاء علاقة عمله مع المنشأة المنقول منها.

وأشار التقرير الى أثر القرارات في ضمان شفافية التعاقد من خلال إلزام أصحاب العمل بتزويد العمال المراد استقدامهم للعمل في الدولة بعروض العمل التي تتضمن امتيازات وظروف العمل كافة للتوقيع عليها في بلدانهم وباللغة التي يفهمونها، وذلك من بين 11 لغة.

ويأتي ذلك كخطوة أولية لبدء التعاقد بين الطرفين، ومطابقة تلك العروض لعقود العمل القانونية التي يوقع عليها العمال فور وصولهم الى الدولة، وهو ما يعزز من الشفافية والتراضي في التعاقد بين الطرفين، وعدم استبدال العقود سواء كانت محددة المدة أو غير محددة المدة، وكذلك يؤكد عدم تحميل العمال أية رسوم استقدام للعمل في الدولة، سيما أن هذا الأمر منصوص عليه صراحة في عرض العمل والملاحق المرفقة به، التي من شأنها أن تضع العمال في صورة حقوقهم وواجباتهم المنصوص عليها في قانون تنظيم علاقات العمل، والقرارات المنفذة له.

وأكد التقرير أثر القرارات في استقرار علاقة العمل بين طرفيها وتعزيز التوازن في تلك العلاقة التعاقدية القائمة على التراضي بين طرفيها، الى جانب أثرها في تعزيز مرونة التنقل من منشأة الى أخرى.

وأشار التقرير الى نظام حماية الأجور الذي بدأ تشغيله عام 2009، الذي يعتبر إحدى أبرز أدوات وزارة العمل للرقابة على سوق العمل، إذ أسهم النظام الى حد كبير في استقرار علاقات العمل وتوفير بيئة عمل آمنة، كونه يكفل الحماية لحق العمال في الحصول على أجورهم دون تأخير، وفقاً لعقود عملهم، ويساعد في الوقت ذاته أصحاب العمل على الإيفاء بالتزاماتهم القانونية حيال العمال بأسهل الطرق وأيسرها.

ولفت الى أن النظام أسهم في تتبع المنشآت التي يشتبه في عجزها عن سداد الأجور، وتالياً إلزامها بالإيفاء بالحقوق المالية للعمال لاسيما من خلال إحالة ملفاتها إلى النيابة لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقها.

وأوضح التقرير أن الوزارة لجأت الى تسييل ضمانات مصرفية بقيمة بأكثر من 42 مليون درهم، تعود الى 43 منشأة لسداد مستحقات أكثر من 13 ألفاً و616 عاملاً، وذلك على امتداد السنوات الست الماضية من بينها أكثر من 7 ملايين و671 ألف درهم لمصلحة ألف و714 عاملاً كانوا يعملون لدى تسع منشآت عجزت عن سداد مستحقاتهم المالية خلال العام الماضي.

ولفت التقرير الى أن وزارة الموارد البشرية والتوطين توفر للعمال قنوات عدة للابلاغ وتقديم الشكاوى ذات العلاقة بالأجر، سواء عن طريق الاتصال الهاتفي المجاني أو عبر الموقع الإلكتروني للوزارة، أو من خلال خدمات التطبيقات الذكية أو بالحضور الى مكاتب الوزارة المنتشرة في إمارات الدولة.

وأكد التقرير، في سياق حديثه عن ضمان المستحقات المالية للعمال، صون حق العامل في الحصول على بدل ساعات العمل الإضافية التي يؤديها، مشيراً إلى أن وزارة الموارد البشرية والتوطين تنفذ زيارات ميدانية إلى المنشآت للتأكد من مدى تقيدها بسداد البدل المطلوب، وفقاً للقانون، واتخاذ الإجراءات العقابية حيال المنشآت غير الملتزمة.

واستعرض التقرير السياسات والمبادرات ذات الصلة بالمنازعات العمالية، وضمان حق التقاضي بين طرفي المنازعة، إذ أكد الحرص على سهولة الإجراءات المتبعة في هذا الجانب مع عدم تحميل العامل أية رسوم خلال دورة التقاضي، بدءاً من تسجيل الشكاوى وانتهاء بحلها سواء داخل الوزارة أو عبر القضاء الذي ينظر في الشكاوى المحالة إليه من الوزارة، والتي يتعذر حلها ودياً بين طرفيها.

وأكد حرص الوزارة على ضمان التزام المنشآت بمعايير الصحة والسلامة المهنية لحماية العمال في مواقع العمل، من خلال التعاون مع العديد من الهيئات المتخصصة، مثل مركز أبوظبي للصحة والسلامة المهنية المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة واللجنة الدائمة لشؤون العمال في دبي.

كما تنفذ الوزارة حملات تفتيش وتوعية يومية لضمان توافر وسائل صحة وسلامة عالية ذات معايير عالية في مواقع العمل، فقد نفذت خلال عام 2015 نحو 4127 زيارة ميدانية في هذا الإطار.

وأكد التقرير الحماية الكاملة للعمالة من أي تمييز عنصري أثناء فترة إقامتها للعمل في الإمارات، لافتاً الى ان الإمارات وقعت على اتفاقيات دولية ذات صلة بمنع التمييز بين الرجال والنساء في العمل، وبتساوي الأجر، وغير ذلك.

كما أكد أن وزارة الموارد البشرية والتوطين وغيرها من الجهات الحكومية أطلقت العديد من المبادرات لتعزيز المساواة بين الرجل والمرأة في أماكن العمل، وضمان ألا تفرض عقوبات على النساء من قبل أصحاب العمل أثناء فترات إجازة الوضع أو إجازة الأمومة، في ظل وجود التشريعات الوطنية التي تصون حقوق المرأة لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الأسرية عن طريق وضع ساعات عمل مرنة، متضمنة فترات إجازة مدفوعة الأجر.

ولفت التقرير إلى التزام الإمارات، متمثلة في وزارة الموارد البشرية والتوطين، بدعم المعايير الدولية ذات الصلة بالقضايا العمالية والحرص على التعاون مع المنظمات الدولية، والعمل بشكل وثيق مع حكومات الدول المرسلة للعمالة لضمان حصول العمال على حقوقهم كافة أثناء إقامتهم للعمل في الدولة.

وتطرق التقرير الى الإجراءات التي اتخذتها وزارة الموارد البشرية في إطار سعيها نحو حماية العمال من أي ممارسات سلبية قد يتعرضون لها من قبل وكالات التوظيف، من خلال وضع اشتراطات ومعايير صارمة لترخيص تلك الوكالات، بما يسهم في ضبط وتنظيم عملها، وذلك بالتوازي مع تعزيز التعاون مع الدول المصدرة للعمالة لتحسين ممارسات التوظيف.

ويبلغ عدد وكالات التوظيف الخاصة الحاصلة على تراخيص من وزارة الموارد البشرية والتوطين 536 وكالة حققت الاشتراطات والمعايير المطلوبة.

تويتر