أكد المضي في تطوير قواتنا المسلحة حتى تظل قوة ضاربة قادرة على مواجهة كل تهديد

محمد بن زايد: القيادة أدركت مبكراً الأولوية الكبرى للاعتماد على قدراتنا الذاتية في «الدفاع»

صورة

قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إن ما تشهده المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط من أزمات واضطرابات تنطوي على أخطار وتحديات مباشرة على أمننا الوطني، وما يعيشه العالم من تحولات وتغيرات، خصوصاً في سياسات واستراتيجيات القوى الكبرى تجاه منطقتنا، كلها عوامل تجعل من الاعتماد على القدرات الذاتية في مجال الدفاع أولوية كبرى وهدفا أسمى، مؤكداً أن هذا الأمر أدركته القيادة الإماراتية منذ وقت مبكر، واستعدت له.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/05/131313.jpg

ولي عهد أبوظبي:

- نقف على أرض صلبة ونتطلع إلى المستقبل بكل ثقة بما أثبتته قواتنا المسلحة من قدرة على النصر.

- المجتمعات التي لا تمتلك القدرة على الدفاع عن نفسها «هشة».. ولا يمكنها الحياة بكرامة.

- أبناء الإمارات أنتم أساس هذا الجيش.. تنيرون الطريق نحو غد مشرق عنوانه الأمن والاستقرار والمنعة.

- قرار توحيد القوات المسلحة ربط أبناء الإمارات برباط مقدس.. هو الدفاع عن الوطن وبذل الروح والدم في سبيله.

وأكد سموه، في كلمة وجهها عبر مجلة «درع الوطن»، بمناسبة الذكرى الـ40 لتوحيد القوات المسلحة، على المضي على طريق تطوير القوات المسلحة وتحديثها خلال السنوات المقبلة، حتى تظل قوة نوعية ضاربة قادرة على التعامل الفاعل مع كل مصادر الخطر والتهديد.

وجاء في نص كلمة سموه: «إخواني وأخواتي أبناء القوات المسلحة الباسلة.. نحتفل اليوم بالذكرى الـ40 لتوحيد قواتنا المسلحة، ونحن نقف على أرض صلبة، ونتطلع إلى المستقبل بكل أمل وثقة، بما تثبتونه من جدارة وعزيمة وقدرة على تحقيق النصر في المعارك العادلة ضد قوى البغي والشر والإرهاب، وتعلنون من خلاله، للخارج قبل الداخل، سلامة النهج الذي سلكناه، على مدى العقود الماضية، في تطوير جيشنا وإعداده وفق أحدث المعايير العالمية، فأنتم أبناء الإمارات أساس هذا الجيش وأساس منظومة تطويره، وعليكم بعد الله نعتمد، تنيرون الطريق لدولتنا الغالية نحو غد مشرق تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، غد عنوانه الأمن والاستقرار والمنعة، وشعاره التنمية التي تحميها القوة وتصونها الوحدة».

جيش عصري

وأضاف سموه: «إخواني وأخواتي أبناء القوات المسلحة.. حصن الوطن ومصدر فخره واعتزازه، تثبت الأحداث من حولنا أن قرار توحيد القوات المسلحة في السادس من مايو 1976، كان من أهم القرارات التي تم اتخاذها في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، لأنه فتح الطريق أمام بناء جيش عصري قوي يواكب مسيرة التنمية الوطنية، ويردع أي محاولة لتهديدها أو النيل منها، وربط أبناء الإمارات برباط مقدس، هو رباط الدفاع عن الوطن، وبذل الروح والدم في سبيله، وأسّس مدرسة راسخة في الوطنية الإماراتية، تلهم المجتمع الإماراتي وتقدم له النموذج والقدوة في التضحية والفداء».

أسس قوية

وقال سموه إن «بناء القوات المسلحة الإماراتية، الذي بدأ منذ اليوم الأول لتوحيدها، انطلق من الإيمان بأن القوة هي التي تحمي المكتسبات وتصنع السلام وتردع المعتدين، وأن الضعف يخلق الفوضى ويغري بالعدوان، وقد قام هذا البناء على أسس قوية أنتجت جيشاً يفخر به كل مواطن إماراتي وعربي، أول هذه الأسس هو إعطاء أهمية كبرى للعنصر البشري المواطن، باعتباره عماد أي قوات مسلحة حديثة ومصدر تفوقها، لأنه مهما كانت أهمية التكنولوجيا العسكرية فإنها يجب أن تترافق مع عنصر بشري مدرب ومتعلم، ومؤمن بدوره وبالمهمة السامية الملقاة على عاتقه، ويمتلك إرادة القتال والتضحية والثقة بالنفس والقدرات. والأساس الثاني هو إمداد القوات المسلحة بأحدث الأسلحة التي يتم إنتاجها في أكثر الدول تقدماً في مجال إنتاج السلاح للقوات البرية والبحرية والجوية، مع التركيز على الأسلحة التي تحقق التفوق النوعي لجيشنا، وتجعله قادراً على الحركة بكفاءة داخل حدوده وخارجها. والأساس الثالث هو العمل على بناء صناعة سلاح محلية تكون قادرة على مد قواتنا المسلحة بجانب مهم من احتياجاتها. والأساس الرابع هو تعزيز القاعدة العلمية التي تستند إليها القوات المسلحة من خلال التوسع في إنشاء الكليات والمعاهد والمدارس العسكرية الوطنية، وفي الوقت نفسه إرسال البعثات العسكرية لتلقي العلم في أعرق الأكاديميات العسكرية في العالم. والأساس الخامس هو التدريب وفق أحدث الأساليب المتبعة على المستوى الدولي والتوسع في المناورات المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة من أجل إتاحة الفرصة لأبنائنا وإخواننا في القوات المسلحة للاحتكاك بخبرات عسكرية من دول مختلفة. والأساس السادس يتمثل في النهج الذي تم اتباعه في تطوير قواتنا المسلحة، وهو توسيع القاعدة البشرية فيها، من خلال نظام الخدمة الوطنية الذي أثبت منذ تطبيقه أنه كان توجهاً استراتيجياً مهماً جاء في وقته تماماً».

دور بطولي

وأكمل سموه: «عبّر النهج الذي سارت عليه دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال العقود الماضية، لتطوير قواتها المسلحة وتحديثها وتقويتها، عن بُعد نظر القيادة ورؤيتها الاستراتيجية ونظرتها الثاقبة إلى المستقبل، وقراءتها الدقيقة لمسارات وتفاعلات الأحداث الإقليمية والدولية، وهذا يتضح في ما تشهده منطقتنا العربية ومنطقة الشرق الأوسط من اضطرابات، ففي ظل هذا الوضع المملوء بالمخاطر والتهديدات على الأمن الوطني لدول المنطقة والأمن العربي بشكل عام، برز دور قواتنا المسلحة الباسلة، وظهرت ثمار تطويرها، والجهد الكبير الذي بذل في هذا التطوير، على مدى سنوات طويلة، من خلال الدور البطولي الذي قامت وتقوم به في حماية المصالح الوطنية العليا، وتحقيق أهداف السياسة الخارجية الإماراتية، ومد يد العون للأشقاء، والدفاع عن منظومة الأمن القومي العربي في مواجهة محاولات التدخل في الشؤون الداخلية العربية، والتصدي لقوى التطرف والإرهاب وإجهاض خططها ومشروعاتها الشريرة».

وأضاف سموه: «أوجه رسالة إكبار وإجلال إلى أبنائي وإخواني أبناء قواتنا المسلحة الباسلة الموجودين على أرض اليمن، المشاركين في عملية إعادة الأمل، ضمن قوات التحالف العربي، بهدف إعادة الشرعية وحفظ الهوية العربية الأصيلة لليمن الشقيق، وأعبر عن الاعتزاز بما قدموه ويقدمونه من تضحيات، وما أظهروه من بسالة فائقة كشفت عن المعدن الأصيل للمواطن الإماراتي».

مجتمع صلب

6 أسس قوية أنتجت جيشاً يفخر به كل مواطن

* إعطاء أهمية كبرى للعنصر البشري المواطن، باعتباره عماد أي قوات مسلحة حديثة ومصدر تفوقها.

* إمداد القوات المسلحة بأحدث الأسلحة، مع التركيز على تلك التي تحقق لها التفوق النوعي، وتجعلها قادرة على الحركة بكفاءة.

* العمل على بناء صناعة سلاح محلية تكون قادرة على مد قواتنا المسلحة بجانب مهم من احتياجاتها.

* تعزيز القاعدة العلمية التي تستند إليها القوات المسلحة من خلال التوسع في إنشاء الكليات والمعاهد والمدارس العسكرية الوطنية.

* التدريب وفق أحدث الأساليب المتبعة على المستوى الدولي، والتوسع في المناورات المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة.

* النهج الذي تم اتباعه في تطوير قواتنا المسلحة، وهو توسيع القاعدة البشرية فيها، من خلال نظام الخدمة الوطنية.

وأشار سموه إلى أن «المجتمعات التي لا تمتلك القدرة على الدفاع عن نفسها وإرادة التضحية للحفاظ على مصالحها وسيادتها، هي مجتمعات هشة، لا يمكنها الحياة بكرامة في عصر يموج بالمخاطر والمطامع والتهديدات، وقد أثبت المجتمع الإماراتي خلال السنوات الأخيرة، أنه مجتمع صلب ومتماسك وقادر على تحمل التضحيات، وواعٍ بما يجب عمله لدرء الأخطار عن الوطن، وهذا ما ظهر بوضوح في التفافه حول قواته المسلحة ودعمه لها في المهام التي قامت بها خلال السنوات الأخيرة».

رسالة

وزاد سموه: «ما تشهده المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط من أزمات واضطرابات تنطوي على أخطار وتحديات مباشرة على أمننا الوطني، وما يعيشه العالم من تحولات وتغيرات خاصة في سياسات واستراتيجيات القوى الكبرى تجاه منطقتنا، كلها عوامل تجعل من الاعتماد على القدرات الذاتية في مجال الدفاع أولوية كبرى وهدفا أسمى، وهو أمر أدركته القيادة الإماراتية منذ وقت مبكر، واستعدت له، وفي هذا السياق فإن الرسالة التي توجهها قواتنا المسلحة ـ من خلال دورها مع الدول الشقيقة والصديقة في تحالف استعادة الشرعية في اليمن ومناورات (رعد الشمال)، والتحالف الدولي ضد الإرهاب والتحالف الإسلامي في التعامل الفاعل مع التهديدات التي تحيط بالمنطقة ـ هي أنها تمتلك الإرادة والقدرة للدفاع عن مصالح الإمارات، والمساهمة الفاعلة في المحافظة على الاستقرار والسلام على المستويين الإقليمي والعالمي، ومن هذا المنطلق سنمضي على طريق تطوير القوات المسلحة وتحديثها خلال السنوات المقبلة، حتى تظل قوة نوعية ضاربة قادرة على التعامل الفاعل مع كل مصادر الخطر والتهديد».
 

تويتر