"منصة دبي الذكية" قاعدة بيانات تخدم المؤسسات والمقيمين والزائرين

يعتزم مكتب مدينة دبي الذكية بالتعاون مع مؤسسة الامارات للاتصالات المتكاملة "دو" خلال الربع الثالث من العام الجاري، إطلاق المرحلة الأولى من منصة دبي الذكية، والتي تمثل قاعدة بيانات تفاعلية، تتيح للمقيمين والزائرين والمؤسسات تحليلات البيانات والمعلومات التي يتم تداولها وجمعها إلكترونيا من مؤسسات الحكومة المحلية للإمارة، بما يحقق مفهوم رضا وسعادة المستخدمين.

وتفصيلا، أفادت المدير العام للمكتب الدكتور عائشة بن بشر خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم، للإعلان عن المنصة وكون شركة "دو" الشريك التقني لتشغيلها، بأن مشروع المنصة الذكية يمثل الحلقة الثانية في تطور مفهوم استخدام التكنولوجيا الذكية في الإمارة والدولة بشكل عام بعد إطلاق الخدمات الحكومية الذكية، ويشكل تمهيد فعلي لتحول مدينة دبي بالكامل إلى مدينة ذكية.

وأوضحت أن المنصة ستنطلق على عدة مراحل، تضم المرحلة الاولى منها والتي ستبدأ خلال الربع الثالث من العام الجاري بيانات ومعلومات 8 إلى 10 مؤسسات حكومية محلية في دبي، سواء المعلومات الاحصائية والخدمية الخاصة بها، أو تحليل بيانات الاستخدام الذكي للجمهور لخدماتها، تليها المرحلة الثانية والتي ستشمل باقي مؤسسات القطاع الحكومي المحلي، ثم المرحلة الثالثة والتي تستهدف قطاعات الاعمال الخاصة.

ولفتت إلى أن اكتمال المرحلة النهائية سيتم بحلول 2020، لتكون المنصة نموذجا عالميا لهذا النوع من العمل الذكي، لكن لن يقف الأمر عند هذا الحد، إذ ستخضع للتطوير والتحديث الدائم فيما تشمله من خدمات وإدارة معلومات.

وأشارت إلى أن مفهوم المنصة يعتمد على تسهيل حياة الأفراد مقيمين وزائرين بشكل عام، فهي ستجمع المعلومات التي يحتاجها أي فرد حول الإمارة بقطاعاتها كافة، كما ستغير مفهوم التطبيقات الحكومية الذكية، مع إطلاقها لا حاجة لتحميل تطبيق كل جهة أو مؤسسة على حدة، فكل مستخدم سيتمكن من إنشاء حساب خاصة به على المنصة وعبرة يصمم نافذه ذكية يجمع فيها الخدمات التي يحتاجها بشكل يومي، ويتاح له تغييرها متى يشاء، لافتة إلى أن تطبيق "دبي الأن" المستخدم حاليا يعد نموذجا مصغرا لهذا المفهوم.

وردا على سؤال "الامارات اليوم" حول آلية استخدام هذه البيانات أوضحت بن بشر أنه وفقا لقانون البيانات الذي صدر في الامارة مؤخرا، سيتاج جزء من المعلومات بشكل مجاني ومفتوح للجميع، فيما سيتاح جزء أخر بمقابل مادي وهي المعلومات الغنية التي تضم تحليلات وتصنيفات للجهات واحصاءات تفيد قطاع المستثمرين والباحثين والدارسين المتخصصين، فيما سيبقى جزء من المعلومات بعيد عن التداول وهو  الخاص بالأمور ذات الخصوصية سواء للأفراد أو المؤسسات.

وردا على سؤال أخر "للإمارات اليوم" حول منظومة أمن المعلومات لهذه المنصة، ومدى حمايتها لخصوصية المستخدمين، وبياناتهم المتداولة قالت إن التخطيط لتحويل مدينة دبي للمفهوم الذكي، وضع أمن المعلومات كأهمية أولى، لذا تم الاعداد للأمر بنواحي عدة منها إصدار قانون البيانات في الامارة، وإنشاء مركز دبي لأمن المعلومات والذي يتولى توفير سبل الحماية الأمنية كافة للمنظومة من الاختراق أو خروج بيانات تمس خصوصية المستخدمين منها.

وتابعت " كما تم إنشاء مؤسسة البيانات وبدأت أعمالها الأسبوع الماضي، والتي تختص بمسألة إدارة البيانات وتصنيفها وتوزيعها بما يضمن تحديد ما هو متاح للعامة، وما سيتاح بمقابل مالي، وعبرها سيتم تحديد قيمة وطبيعة هذا النوع من البيانات، وما سيبقى بعيدا عن التداول".

وأكدت بن بشر أن المنصة الذكية ستشكل العمود الفقري الإلكتروني لوجود مدينة دبي الذكية، ومن دورها مستقبلا تطوير وتحسين كفاءة اتخاذ القرار على مستوى القطاعين الحكومي والخاص، وحتى الأفراد لما ستوفره من معلومات وبيانات متكاملة، لافتة إلى أن إطلاقها من دوره خلال السنوات المقبلة توفير تكاليف مالية كبيرة كانت تنفق في البحث عن المعلومة لبناء الخطط والاستراتيجيات.

ومن جهته قال الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات المتكاملة "دو" عثمان سلطان، إن نموذج المنصة الذكية، يواكب التوجه العام في دبي بهذا الخصوص، فحاليا الامارة في مرحلة التطبيقات والخدمات الذكية سواء للقطاع الحكومي والخاص، إلا إن هذا الأمر يتغير وفق خطة لتحويل المدينة بالكامل للشكل الذكي ليتكامل وجود عناصر الاقتصاد الذكي، والحوكمة الذكية، وأسلوب المعيشة والحياة الذكية للأفراد والمؤسسات، ووجود المستخدم والجمهور الذكي في أسلوب وآلية تعامله مع باقي نواحي المجتمع.

وتابع " هذا التكامل يصب وجود المنصة في تحقيقه كونها ستشكل القاعدة المركزية للبيانات التي يتم تداولها وإدارتها بين الافراد والمؤسسات كافة، ومنها يستطيع أي شخص استقاء المعلومات التي يحتاجها سواء في الحياة اليومية أو في الاعمال المتخصصة".

وأشار إلى أن المنصة ستعزز إلى حد بعيد من قدرات الحكومة على اتخاذ القرارات بصورة آنية بناءً على البيانات المتوافرة، ما يتيح لقادة المدينة المشاركة في الحوارات على نطاق المجتمع وتحليل بيانات المدينة الغنية عبر أبعاد متعددة، وستتيح المنصة أيضاً مواصلة تعزيز المبادرات والخدمات الذكية الموجودة حالياً من خلال التحليل والابتكار المبنيين على البيانات.

وتابع " ستشكل منصة دبي الذكية أحد الأصول الرئيسة للنمو والتنوع الاقتصادي في دبي، ما من شأنه تحفيز قطاع التكنولوجيا العالية في مجالات مثل البيانات الضخمة، وتحليل البيانات، والخدمات السحابية، وإنترنت الأشياء لإضفاء قيمة للحكومات والقطاع الخاص والأفراد. هذا من شأنه أيضاً أن يزيد المواهب المحلية المؤهلة تقنياً وأن ينمّي مهارات العمل استجابةً إلى متطلبات السوق النامية".
 

تويتر