جواهر القاسمي: نساء العالم بحاجة إلى صوت قوي ومؤمن بهن وقادة كقادتنا في الإمارات

أكدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة أن دولة الإمارات العربية المتحدة وبفضل رؤية وحكمة قادتها وإيمانهم بالمرأة الإماراتية وقدراتها على الإنجاز والإبداع لم تشهد يوما تمييزا بين الرجل والمرأة ومع التطور الذي شهدته الدولة منذ قيامها ازدادت ثقة القيادة العليا بقدراتنا نحن الإماراتيات وبمساهماتنا في المسيرة التنموية للدولة.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقتها سموها خلال فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي مساء اليوم بالشارقة ضمن جلسة بعنوان (دور المرأة المجتمعي) شاركت فيها المؤسس، والرئيس التنفيذي لشركة "تينا براون لايف الإعلامية" ومؤسسة ملتقى "نساء في العالم"،  تينا براون، ومؤسسة المعهد الأفغاني للتعليم، الدكتورة سكينة يعقوبي، ومؤسس ورئيس جمعية "جلوبالي أديوكيت جيرلز"،لورنس إي تشيكرينغ، ومديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، هيلين كلارك، وأدارتها الإعلامية السعودية منى أبو سليمان.

حضرت الجلسة الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة دولة للتسامح، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" والشيخة عائشة بنت محمد القاسمي عضو اللجنة الاستشارية في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة ورئيسة المجلس الاستشاري لامارة الشارقة، خولة الملا، والكاتبة والمحامية والمتخصصة في القانون الدولي وحقوق الإنسان، أمل علم الدين، الى جانب عدد من القيادات النسائية والمديرات في حكومة الشارقة ولفيف من سيدات المجتمع والاعلاميات.

ورحبت سمو الشيخة جواهر القاسمي في بداية كلمتها بكافة المشاركين، وقالت "نأمل من خلال المنتدى الدولي للاتصال الحكومي أن نساهم في الارتقاء بسبل وآليات الاتصال والتواصل على الصعيد الحكومي والمجتمعي وتوظيف ذلك في خدمة دعم المرأة وتعزيز دورها الريادي والقيادي في المجتمع".

وأضافت سموها "قبل أيام قليلة احتفل العالم بيوم المرأة العالمي وذلك من باب التقدير والعرفان الدولي لأدوار المرأة التاريخية على مختلف الأصعدة وتأكيداً على مواصلة الدعم والارتقاء بالمرأة .. يعرف الجميع كيف بدأت مسيرة حقوق المرأة في العالم لذا اسمحوا لي أن أتكلم عن دولة الإمارات العربية المتحدة حيث وَعِينا منذ نشأتها على واقع الشراكة بين المرأة والرجل لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للأسرة والمجتمع ولا يزال صدى كلمات مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله - يتردد في وجداننا وملهماً لنا بأداء أفضل فكان القدوة لجميع رجال بلادي كي يقفوا إلى جانب النساء من أمهات وأخوات وزوجات وبنات ويدعموا كل جهدٍ له أثره المثمر .. إن هذا الخطاب الإيجابي من القيادة إلى الشعب هو ما يحفظ للمرأة مكانتها ويعزز أهمية دورها في النهوض بالمجتمع".

وأشادت سموها بالجهود الكبير والمؤثرة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة "أم الإمارات" في مجال دعم المرأة والارتقاء بها في كافة المجالات على مستوى الدولة وأيضاً ما قدمته الشيخة نورة بنت سلطان القاسمي "رحمها الله" التي كانت تعمل لدعم المرأة في الشارقة قبل تأسيس الاتحاد حيث أسست أول جمعية للاتحاد النسائي في الإمارة عام 1986.

وأضافت سموها "كانت الشارقة هي منطلق تعليم المرأة وعملها .. فمنذ أكثر من ستين عاماً بدأ تعليم المرأة في الإمارات منطلقاً من الشارقة ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم نجد أن الشارقة آخذةٌ في الارتقاء نحو أكثر الفضاءات إتساعاً لخدمة الإنسان لأن المكسب الأساس لأي مجتمع هو الإنسان ولهذا حققنا به وله منجزاتٍ على كافة الأصعدة التنموية وقد شاركنا نحن النساء إلى جانب أشقائنا الرجال في بناء هذا الواقع أولاً عبر الإنتفاع بما أتاحته لنا الدولة من حقوق في التعليم والعمل وتساوي الفرص والرواتب وثانياً في واقع المشاركة التنموية التي كشفت عن ضرورة حضورنا فيها وكان نتاج ذلك أن ظهرت صور مشرفة للمرأة التي أثرت في مسيرة بناء الإنسان والمجتمع مشاركةً في دفع هذه المسيرة إلى أبعاد تطويرية أدهشت العالم فعينت من الشارقة أول وزيرتين في حكومة الإمارات ووصلت المرأة إلى مقاعد المجلس الاستشاري في إمارة الشارقة بواقع خمسة مقاعد عام 2001م كأول تجربة لمشاركة المرأة في البرلمان .. ثم زادت مقاعدنا في الدورات التشريعية التالية.. حتى أصبحت أختنا اليوم تتقلد منصب رئيس المجلس الوطني الاتحادي ورئيس المجلس الاستشاري في الشارقة".

وعن التنوع الوظيفي والمهني الذي تشغله المرأة في الدولة ..قالت سمو الشيخة جواهر "كانت ولا تزال المرأة على رأس دوائر ومؤسسات حكومية ليست تلك التي تعمل في القطاع التعليمي والاجتماعي وحسب .. ولكن التي تعمل أيضاً في قطاع الثقافة والعلوم وفي قطاع الإعمار .. كان ذلك نابعاً من ثقة قائد المشروع البنائي الإنساني في الشارقة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي كان ولا يزال مؤمناً بقدرات المرأة على العطاء لا المحدود والمتميز في منهاجه وإبداعه .. إنه هو الرجل الذي ساند مسيرتي وساند بنات بلادي ومنحنا من الفرص للعمل المبدع والمشارك في بناء المجتمع بلمساتٍ متفردة ومتميزة من باب تمكيننا من تحمل مسؤولياتنا وأداء مهامنا على الوجه الأمثل".

وأضافت "الشارقة حين حصلت على مسمى صديقة للطفل لم يكن من فراغ إذ انتشرت في الشارقة ومدنها وضواحيها 14 مركزاً لثقافة الطفل ليمارس فيها تطبيقات ثقافية فكرية وسلوكية تسهم في تنمية شخصية إنسان المستقبل ..ومن أجل الطفل توزعت حضانات للأطفال الرضع في مقار العمل أو بالقرب منها لتتبادل الأم الموظفة مع رضيعها الشعور بالاطمئنان والأمان وليتاح لها فرصة رعايته خلال أوقات حددت لها كما تمت زيادة عدد أيام إجازة الوضع للموظفات في إمارة الشارقة إلى 90 يوما في خطوة سابقة تؤمن بأهمية دور المرأة العاملة كأم وما جمعية أصدقاء الرضاعة الطبيعية هنا في الشارقة إلا صورة غنية بأهداف الاهتمام بتغذية الطفل منذ نعومة أظفاره .. وتشمل توعية الأمهات وتدريبهن على اتباع أفضل سبل التغذية الصحية لصغارهن".

وفيما يتعلق بالخطاب الموجه من قبل صاحب السمو حاكم الشارقة لدعم المرأة ..قالت سموها "لقد كان من نتائج التعداد السكاني الشامل لإمارة الشارقة عام 2015م وجود العديد من النساء المهجورات اللواتي يعشن همومهن في وحدةٍ وعوز.. فكان أن أشار إليهن صاحب السمو حاكم الشارقة في وسائل الإعلام وقال "لن اترك أولئك الزوجات مقهورات مهجورات بهذا الوضع.. وأقول لكل واحدة منهن.. يا بنتي سأنصفك وأعطيك حياة أجمل من حياة هذا الرجل".

وأردفت سمو الشيخة جواهر القاسمي "في الشارقة مؤسسات الخدمة الاجتماعية التي تحظى برعاية مباشرة من صاحب السمو حاكم الشارقة ومني شخصياً.. إيماناً منا بان أفضل إنجاز يمكن أن يقدمه القائد لشعبه هو أن يبقي من يستظلون برعايته على مستوىً معيشي يتناسب وظروف كل منهم وحاجاته .. من هذه المؤسسات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة والذي تفرعت فيه شرائح المجتمع المستهدفة منه فبالإضافة إلى المرأة والطفل هنالك الشاب المراهق والفتاة والمعاقين وكبار السن والأيتام وكذلك المرضى الذين خصصت لهم جمعيات صديقة لكل فئة من الأمراض المستعصية كالسرطان والسكري والكلى والتهاب المفاصل وغيرها ويعمل في مؤسسات المجلس الأعلى أكثر من 1500 موظف وموظفة وتشكل المرأة 80 بالمائة من فرق العمل في تلك المؤسسات".

وقالت سموها إن المرأة الإماراتية .. والشارقية على وجه الخصوص نتاج رعاية اجتماعية مكثفة شاركت هي في إنتاجها وترى المرأة الإماراتية في المهن.. وفي الأعمال الحرة .. وفي الثقافة والإبداع .. وفي المراكز القيادية .. وفي السياسة .. والعمل الأكاديمي .. كما تجدها أما في البيت هذه هي دولة الإمارات العربية المتحدة".

وأوضحت سموها "ذات يوم بعد الخطاب الذي ألقاه الأمين العام للأمم المتحدة أثناء مشاركتي في فعالية إطلاق الحملة الدولية "هو من أجلها " في مقر الأمم المتحدة بنيويورك عندما وصف المعاناة والتحديات التي تواجه الملايين من النساء المسلوبة حقوقهن حول العالم وقتها التفتُ إلى الوفد الذي كان يرافقني وقلت لهم "نساء العالم بحاجة إلى صوت قوي ومؤمن بهن وقادة كقادتنا في الإمارات".

واختتمت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة "من منطلق إيماننا بأنفسنا وثقتنا بأن نحظى بدعم من قيادتنا وبمباركة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" أطلقتُ مؤسسة "نماء للارتقاء بالمرأة" والتي تهدف إلى دعم المرأة وتمكينها والارتقاء بواقعها ومستقبلها في إمارة الشارقة وأنحاء العالم كافة والانتقال الكامل بالمرأة إلى نطاق فعال تكون فيه عنصرا أساسيا ومحوريا في قطاعات العمل والحياة كافة وعدم حصرها ضمن نطاقات الدعم والمساعدة والمساوة بالرجل .. بجانب السعي نحو توفير وسائل وبرامج عالمية مبنية على أساس التكامل في العمل والتنمية بين الرجل والمرأة والتأكيد على أن المرأة عنصر أساسي ومحوري يجب التعامل مع احتياجاتها في قطاعات العمل والاقتصاد على أساس أنها مورد بشري هام لا يمكن الاستغناء عنه في مسيرة التنمية".

تويتر