«سعيد» يسخّر حياته لمواجهة «الثلاسيميا» محلياً ودولياً

يواجه الشاب المواطن، سعيد العوضي، مرض الثلاسيميا، محلياً ودولياً، ويوصف بين المصابين بالمرض بأنه «سفير مرضى الثلاسيميا».

و(سعيد) يعاني «الثلاسيميا» منذ أكثر من 38 عاماً، لكنه لم يستسلم للمرض، وقرر أن يواجهه بكل طاقته، من خلال حملات التوعية، ومؤسسات خدمية في الدولة، للحدّ من إنجاب أطفال مصابين به.

ولم يكتفِ بذلك، بل قرر أن يحاربه دولياً، من خلال مشاركته في الرابطة الدولية للثلاسيميا، التي انتُخب عضواً في مجلس إدارتها، ليكون أول مواطن يُنتخب لهذا المنصب من فئة المرضى.

ويقول (سعيد): «بدأت رحلتي مع مرض الثلاسيميا، منذ الأشهر الأولى لحياتي، حين اكتشف والديّ إصابتي بالمرض، وهو المرض نفسه الذي يعانيه شقيقاي التوأم الأصغر مني، وقتها تم نقلي إلى مستشفيات داخل الدولة وخارجها بحثاً عن علاج لحالتي، لكن هذا لم يتحقق».

ويضيف: «قضيت سنوات عمري الأولى بين المستشفيات لتلقي علاج قاسٍ، وتعرّضت لوخز إبر مؤلمة تحت الجلد بشكلٍ يومي، لطرد الحديد القاتل من جسمي، ونقلت إلي كميات دم كبيرة كل شهر، لأبقى على قيد الحياة».

ويكمل: «أمام آلام العلاج تمنيت الموت، واستسلمت للمرض، خصوصاً أن الأطباء كانوا يتوقعون ألا أكمل عمر الـ15 عاماً، وهو متوسط عمر المرضى سابقاً».

ويتابع: «مع مرور السنوات، وتقدم الطب، وتوافر الدواء، تحسّنت حالتي الصحية، وزادت عزيمتي، وقررت أن أحارب هذا المرض المميت بكل ما أملك من قوة، حتى لا تتكرر مأساتي مع غيري».

ويضيف: «تطوعت في البداية في جمعية الإمارات للثلاسيميا، ثم أصبحت عضواً في مجلس الإدارة، وسخّرت كل وقتي لخدمة المرضى ومساعدتهم على العلاج والتعليم والزواج، وكنت مثالاً لهم في هزيمة المرض».

ويكمل العوضي: «عملت ضابطاً إدارياً بمركز الثلاسيميا في مستشفى لطيفة بدبي، وشاركت في مؤتمرات محلية وإقليمية وعالمية تبحث مواجهة المرض».

ومع تعمقي في دراسة الثلاسيميا، وإعداد دراسات حول التجارب الناجحة لمواجهة المرض، انضممت إلى رابطة الثلاسيميا العالمية، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، وانتُخبت عضواً في مجلس إدارتها، وكنت أول مريض خليجي، وثاني عربي، ينال عضوية الرابطة.

 

تويتر