أكد أن الفتح التكنولوجي في صناعة الأطراف يبشر بزراعة البنكرياس والكلى

مانيرو يدعو الحكومات إلى الاستفادة من التكنولوجيا في تقليل خسائر الإعاقة

ألبرت مانيرو

عرض المدير التنفيذي لمؤسسة «ليمبيتليس سوليوشنز»، وهي مؤسسة غير ربحية تعنى بتطوير الأطراف الاصطناعية، ألبرت مانيرو، تجارب لعدد من الأطفال الذين كانوا يعانون بسبب فقدانهم أطرافاً، وتسبب ذلك في إعاقتهم عن ممارسة حياتهم اليومية.

وخلال مشاركته في محور في القمة العالمية للحكومات، خصص لموضوعات حول التغيرات التي ستطرأ على العالم بعد 20 عاماً في ظل التطور التقني والتكنولوجي، أشار مانيرو إلى ضرورة وعي الحكومات بأهمية الاستفادة من التقنيات التكنولوجية في التقليص من النتائج السلبية المترتبة على مشكلة الإعاقة التي تعد مشكلة إنسانية عالمية، ليست قصراً على بلد أو شعب بعينه، علماً بأن الشعوب التي تعاني اضطرابات ونزاعات هي الأكثر عرضة للإصابة بالإعاقة.

واعتبر مانيرو أن الفتح التكنولوجي في صناعة الأطراف يبشر كذلك بأن المستقبل القريب سيشهد استبدال أجهزة داخلية أصيبت بالمرض، مثل البنكرياس والكلى، بأخرى تعمل وفق أنظمة مبرمجة، وتمارس عملها بشكل طبيعي، مثل الجهاز الطبيعي.

وتطرق مانيرو إلى بعض الإحصاءات، فأشار إلى أن الولايات المتحدة تنفق نحو 12 مليار دولار سنوياً على إنتاج الأطراف الاصطناعية. وتعمل «ليمبيتليس سوليوشنز» على تشجيع المجتمع المدني على التبرع والتطوع لمساعدة الأطفال الذين لديهم إعاقة، من خلال تطوير وتصنيع الأطراف الاصطناعية.

يذكر أن مجموعة من الخبراء في الهندسة الميكانيكية وأنظمة برمجة الكمبيوتر تمكنوا حديثاً من تصنيع ذراع آلية قابلة للسيطرة الكاملة، بحيث يمكن تحريكها كما تحرك ذراع طبيعية. وتثبت الذراع بجراحة فريدة من نوعها، تهدف إلى مزاوجة البرامج الكمبيوترية ببيولوجيا الدِماغ البشري لدى الأشخاص عاديي الذكاء، ويعمل الجراحون على زراعة قطعة معدنية ذات ذاكرة كمبيوترية لتحريك ذراعٍ آلية، تشبه حركة الذراع الطبيعية عند تلقيها الإشارات الدِماغية.

وعند تفعيل البرامج التي تختزن المعلومات اللازمة لتحريك الذراع، تبدأ الاستجابة، وتستطيع الذراع التحرك على نحو ثلاثي الأبعاد، إلى اليمين والشِمال، وإلى الخلف والأمام، بتحكم كامل، كما يقتضي الإمساك بجسم معين.

وعرض مانيرو فيديو لطفل أميركي كان فاقداً ذراعه اليمنى، ما دفعه للخوف من ممارسة أي نشاط يومي، الى حد أنه كان يخشى أن يذهب إلى السوبر ماركت، إلا أن طريقة تعامله مع الحياة تغيرت كلياً بعد أن استعان بطرف اصطناعية تمكنت «ليمبيتليس سوليوشنز» من توفيرها له، فبدأ يمارس الأنشطة اليومية، ويتحرك بحيوية في المدرسة والمنزل، وصار يعبر عن أحلامه وطموحاته العلمية وعزمه على دراسة الهندسة والالتزام خلال حياته بتقديم الدعم والتشجيع للأطفال الذين يعانون إعاقة.

ودعا مانيرو خلال كلمته الحكومات الى الاهتمام بالاستثمار في إنشاء مختبرات تصنع الأطراف الاصطناعية، تدعمها مؤسسات العمل المدني والمجتمع، بهدف التخفيف عن كاهل الأهالي والحكومات، نظراً للكلفة البالغة لتلك الأدوات.

وأكد أن الأطراف الاصطناعية تعد بالغة الأهمية، بسبب قدرتها على تغيير حياة آلاف من البشر الى الأفضل بعدما شل البتر أو الإعاقة قدراتهم الإنتاجية وحرمهم الحياة بشكل طبيعي.

يذكر أن فكرة الأطراف الاصطناعية بدأت بعد الحرب العالمية الثانية، وكانت ألمانيا من أوائل الدول التي بدأت بفكرة تصنيع هذه الأطراف.

وكانت مادة الخشب أول مادة أولية استخدمت، حيث كانت تحفر جذوع الأشجار ويفرغ محتواها بأشكال هندسية أنبوبية أو مربعة، ثم بدأت فكرة الطرف المتحركة ذات المفصل، حيث تمكن المصاب من عطف وبسط الطرف العلوية أو السفلية بشكل جزئي. وفي منتصف السبعينات، قامت البلدان الصناعية بتطوير هذه الصناعة، فحلتّ مادة البلاستيك بدلاً من المادة الخشبية لخفّة الوزن وسهولة التصنيع. وعندها بدأت صناعة الأطراف تتطوّر بشكل فعّال من حيث الشكل والميكانيكية.

تويتر