أكد أهمية استشراف الحكومات المستقبل لمواكبة التطورات

شواب: 3 تغييرات ضرورية لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة

حدد المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، البروفيسور كلاوس شواب، خلال جلسة في القمة العالمية للحكومات، تحت عنوان: «هل بدأت الثورة الصناعية الرابعة؟» ثلاثة تغييرات قال إن على الحكومات أن تبادر بها لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة، هي: بناء مستقبل واحد لشعبها من خلال إسعادهم وتوفير الحياة الكريمة لهم، وإعادة تشكيل الحكومات وتغيير أفرادها والنظر إلى نفسها من خلال التجديد والابتكار والتواصل مع المواطنين من خلال منصات عدة (التطبيقات الذكية وغيرها)، إضافة إلى التركيز على تنمية رأس المال البشري وعلى المهارات والمواهب الشابة من خلال تحفيز المسؤولين الحكوميين على رفع مستوى جهوزيتهم وتقبلهم للمتغيرات غير المتوقعة.

كلاوس شواب:

«تغييرات الثورة الصناعية الرابعة لا تصل كالأمواج الهادئة، بل كالتسونامي».

ونوه شواب بقدرة الإمارات على استشراف المستقبل، لافتاً إلى أنها «حققت كثيراً من الإنجازات على مؤشر التنافسية العالمية»، وقال إن «مواكبة الثورة المقبلة تستدعي العمل بأقصى طاقة ممكنة من خلال الإصرار على تغيير ما هو موجود في أعماقنا».

وأكد شواب ضرورة أن تستشرف الحكومات المستقبل، حتى تواكب التطورات، لافتاً إلى أن الثورتين الصناعيتين الأولى والثانية بدأتا في صناعة المحركات واكتشاف الكهرباء، فيما أسهمت الثورة الصناعية الثالثة في ظهور الحواسيب التي أفضت بنا إلى العصر الرقمي، وتحول العالم إلى الثورة المعلوماتية التي أسهمت بدورها في تطورات عدة، أما الثورة الصناعية الرابعة فتوقع أن تكون هائلة ومختلفة، بسبب التغير الهائل الذي يشهده العالم في مناحيه كافة.

وشرح أن أبرز الاختلافات بين الثورة الصناعية الرابعة، والثورات الصناعية الثلاث السابقة، أنها لن تكشف الهوة بين الدول المتطورة والأقل تطوراً فقط، بل حتى بين الدول الأخرى التي سارت في طريق التطوير والابتكار وحققت السعادة لشعوبها».

وأشار شواب إلى أن الثورة الرابعة تختلف عن الثورات الصناعية الثلاث بسرعتها الهائلة، فالتغييرات التي تأتينا بها لا تصلنا كالأمواج الهادئة، بل كالتسونامي. أما الاختلاف الثاني، فيتمثل في أنها - أي الثورة الرابعة - لا تقدم لنا إنجازاً واحداً فقط، بل إنجازات عدة متلاحقة، في وقت قياسي، فالاختراعات والابتكارات تدعم بعضها بعضاً، وتترابط بشكل كبير، مثل الإنترنت، والذكاء الاصطناعي، والروبوتات.

أما الاختلاف الثالث، بحسب شواب، فيتمثل في أن «الثورة الصناعية الرابعة لن تأتي فقط بخدمات ومنتجات جديدة، بل بمنظومات عمل جديدة في كل القطاعات»، موضحاً أن «هذه الثورة لن تغير فقط ما نقوم به بل ستغيرنا نحن، وعلينا أن نكون جاهزين لهذا التغيير، وعلى الحكومات أن تكون جاهزة وقابلة لمواكبة وتبني هذه الابتكارات التكنولوجية، فتخرج من (منطقتها الآمنة) ونظامها الهرمي والبيروقراطي، نحو اعتماد التطبيقات المبتكرة التي تتيحها الثورة التكنولوجية، من أجل التواصل مع مواطنيها، وتقديم الخدمات التي تحقَّق لهم».

 

وشدد شواب على أهمية تنمية القدرات القيادية في ضوء الثورة الصناعية الرابعة، مشيراً إلى «نقاط تجب مراعاتها عند القياديين، هي تنمية الذكاء في إطار منظومة سريعة التغيير وتنمية روحية من خلال التحلي بروح طويلة الأمد، تستعد لمواكبة المستقبل والجهوزية التامة لمواكبة التغيير والتطوير»، مؤكداً أن «التغيير سيوفر فرصاً كثيرة للتقدم والرقي الحضاري والمجتمعي».

 

وأوضح شواب أن «هذه الثورة التكنولوجية تمثل بداية لدخول حضارة جديدة تتسم بالتطور والرقي، ما يملي على الحكومات خلق أشخاص أكثر استنارة وقدرة على مواكبة التطورات»، مؤكداً أن «لدى الإمارات القدرة على إحداث قفزات كبرى في مجال الابتكار وحكومات المستقبل، بوصفها مختبراً للابتكار والإبداع على مدار العام».

وتابع أن «الإمارات تمتلك رؤية بعيدة المدى، وقدرة على استشراف المستقبل، ما يؤهلها لقيادة مختبر المنظومات المبتكرة للمستقبل، نيابة عن العالم»، لافتاً إلى أنها «حققت كثيراً من الإنجازات على مؤشر التنافسية العالمية، وهي قادرة على تحقيق قفزات مذهلة بشكل مستمر»، مؤكداً ضرورة مواكبة الثورة المقبلة من خلال تغيير ما بداخلنا.

 

 

تويتر