توقعات بقرب تحرير الحديدة.. وفتح 4 جبهات للزحف نحو قلب العاصمة

قوات الشرعية والتحالف تمشــط الساحل الغربي بعد تحرير جزيرة «الحبل» الاستراتيجية

مقاتلون من قوات الشرعية في أحد المواقع العسكرية في مديرية نهم التابعة للعاصمة صنعاء. إي.بي.إيه

واصلت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية تقدمها في ضواحي العاصمة اليمنية صنعاء الشمالية، وتستعد لفتح أربع جبهات للزحف نحو قلب العاصمة عقب سيطرتها على معسكر الفرضة في منطقة نهم ذات الأهمية العسكرية بالنسبة للمدينة، فيما توقع قيادي في الحراك التهامي بالحديدة تحرير المحافظة قبل العاصمة صنعاء لأهميتها الاقتصادية للانقلابيين ولتمشيط الساحل الغربي للبلاد، خصوصاً بعد تحرير جزيرة الحبل الاستراتيجية في البحر الأحمر.

وفي التفاصيل، واصلت قوات الشرعية، مسنودة بقوات برية من التحالف، زحفها في الساحل الغربي الممتد بين محافظتي حجة والحديدة باتجاه المناطق الداخلية في مديرية اللحية التابعة لمحافظة الحديدة والواقعة على الطريق الممتد بين ميدي والزهرة والواصلة إلى ميناء الصليف الاستراتيجي.

ويشهد الشريط الساحلي من ميدي الى اللحية عمليات تمشيط كبيرة للمناطق التي تعد شبه صحراوية لفلول المتمردين من قبل قوات التحالف والشرعية بمساندة البوارج البحرية وطيران الأباتشي، أوقعت العشرات بين قتيل وجريح، في أوسع اشتباك بري منذ بدء العمليات العسكرية للتحالف، قبل نحو 10 أشهر.

وقال مصدر عسكري إن القوات الحكومية بدعم من قوات التحالف العربي أحكمت سيطرتها على جزيرة «الحبل» الواقعة في البحر الأحمر على بعد نحو 15 كم من مدينة وميناء ميدي في محافظة حجة شمال البلاد. وأوضح أن السيطرة على الجزيرة جاء بعد أيام من مواجهات في أطراف وداخل الجزيرة مع الحوثيين وقوات صالح.

وتكتسب الجزيرة أهميتها نظراً لإشرافها على جزء من حركة السفن القادمة باتجاه ميناء ميدي كما شكلت الجزيرة تهديداً مباشراً للقوات الحكومية في ميناء ميدي.

وقال القيادي في الحراك التهامي أيمن جرمش لـ «الإمارات اليوم»، إن هناك تقدماً ملموساً في الميدان وتحقيق انتصارات آخرها تحرير جزر في الساحل الغربي لليمن وتحرير مدينة ميدي بالكامل من ميليشيات الانقلاب، مشيراً إلى ان التحرك مستمر صوب مديرية حرض، حيث مدفعية قوات التحالف والطيران يدكان معاقل تلك الميليشيات.

وأكد جرمش مشاركة المقاومة الشعبية في تهامة بتلك المعارك، مشيراً الى ان هناك مفاجآت كثيرة ستنفذها المقاومة والجيش الوطني في الجبهة، كما أكد ان معركة تحرير تهامة ستكون قبل تحرير صنعاء، كونها شريان الإمدادات لبقية المحافظات التي تسيطر عليها الميليشيات وإذا تحررت تهامة سوف تتحرر صنعاء وبقية المحافظات، موضحاً ان تحرير الساحل الغربي بالكامل سيصيب الانقلابيين وقوات صالح بمقتل وسيقطع عنهم خطوط التهريب بالكامل.

وفي صنعاء، تواصلت المعارك العنيفة بين قوات الجيش الوطني والمقاومة من جهة وميليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح من جهة أخرى شرق العاصمة صنعاء وسط تقدم متسارع للجيش والمقاومة وإصابة الميليشيات بالهلع، وانهيار كبير في صفوف مسلحي الحوثيين وصالح أمام تقدم قوات الجيش وتجاوزها الحزام الأمني الثاني للعاصمة.

وقالت مصادر ميدانية في المقاومة إن «قوات الجيش الوطني والمقاومة واصلت التقدم شرق صنعاء، وفتح جبهة جديدة شمال شرق العاصمة لاقتحام صنعاء من اتجاهات عدة». وأشارت إلى أن «قوات الجيش والمقاومة تقترب من منطقة بني الحارث وتجاوزت فرضة نهم وبدأت تقترب من بني غيلان، فيما تواصل فرق أخرى من الجيش الوطني والمقاومة ملاحقة بقية جيوب المتمردين في الفرضة».

وكشف، محمد العرشاني، وهو متحدث باسم فصيل في المقاومة في صنعاء، لـ «الإمارات اليوم»، أن قوات الشرعية ستواصل تقدمها نحو العاصمة من جهات عدة، عقب سيطرتها على منطقة الفرضة ومعسكرها، مشيراً الى أن هدفهم تحرير العاصمة واليمن ولن يتوقفون حتى تحقيق ذلك الهدف بمساندة التحالف العربي الداعم للشرعية.

وأكد ان هناك قيادات عسكرية من التحالف العربي ومن القوات اليمنية الشرعية تقوم بإدارة المعركة والتخطيط لها، وهي تسير وفقاً لتلك الخطط لتحقيق الهدف الأسمى بإعادة الشرعية للعاصمة بشكل خاص واليمن بشكل كامل، مشيراً إلى أنه يتم الإعداد حالياً لفتح جبهات جديدة لدخول العاصمة من الجهات الشرقية، حيث جبهة مأرب - خولان والطيال، وجبهة مأرب - نهم بني حشيش، وجبهة نهم – صنعاء شمالاً، وجبهة نهم - أرحب - عمران – صنعاء شمال غرب.

في الأثناء، قام الانقلابيون بسحب عدد من مقاتليهم في تعز نحو العاصمة صنعاء، التي باتت على وشك التحرير، بعد فشلهم في عملية الالتفاف على قوات الشرعية في منطقة نهم لاستعادتها ووسط الانهيارات الكبيرة التي تسجل في صفوف الانقلابيين وقوات المخلوع صالح.

وكانت قوات الشرعية والمقاومة بمساندة مقاتلات التحالف أفشلت محاولة التفافية للمتمردين شرق وادي «ملح» من جهة منطقتي «بني فرج» و«المجاوحة» المجاورة لجبل «وصت»، التي شهدت معارك عنيفة بين الجانبين انتهت باندحار الانقلابيين من المنطقة، التي نصبت فيها قوات الشرعية أول نقطة تفتيش على مدخل العاصمة. في حين شنت مقاتلات التحالف سلسلة غارات على تجمعات للانقلابيين في نقيل بن غيلان آخر معقل لهم في نهم وقتلت ما يزيد على 19 متمرداً بينهم قيادات بارزة، منهم الحسن شرف الدين وشقيقه حمزة وطه المتوكل، كما دمرت عدداً من الآليات التي كانت مطمورة بالتراب لإخفائها من مقاتلات التحالف.

من جهة أخرى، واصلت ميليشيا الانقلاب حملتها المكثفة لاختطاف المدنيين في تخوم محافظة صنعاء، في محاولة لتخفيف الضغط عنها مع تقدم الجيش الوطني والمقاومة نحو العاصمة.

وفي محافظة تعز، شهدت الجبهة الشرقية للمدينة معارك طاحنة بين قوات الشرعية من جهة وميليشيا الحوثي وقوات المخلوع من جهة ثانية، كانت أشدها ضراوة في منطقة الكمب شرق المدينة التي لقي فيها اثنان من عناصر الحوثي مصرعهما وتم دحر تقدم الميليشيا نحو الجحملية.

في الأثناء، شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على تجمعات للمتمردين في المدينة وضواحيها مستهدفة معسكر خالد بمدينة المخا الساحلية غرب المدينة، كما استهدفت تجمعات للميليشيا ومنصات اطلاق صواريخ في محيط مديرية موزع منها جبل الطمر، غرب تعز.

وفي محافظة مأرب، تمكنت قوات الشرعية من الوصول إلى أقرب نقطة من مركز مديرية صرواح بعد معارك مع المتمردين في محيطها من جهة جبل هيلان الذي استولت عليه قوات الشرعية أخيراً، وتمكنت من تدمير مدرعتين وعدد من الأطقم التابعة للمتمردين ووصلت الى منطقة وادي الملح.

وتمكنت مدفعية الشرعية من دك مواقع للمتمردين في محيط المدينة التي تعد المعقل الأخير لهم في مأرب، وسقط فيها تسعة قتلى من المتمردين واثنان من القوات الشرعية وفقاً لمصدر في المقاومة الذي أكد قيام مقاتلات التحالف بشن غارات عنيفة على تجمعات المتمردين في صرواح غرب مدينة مأرب، وأنها خلفت 11 قتيلاً في صفوف المتمردين.

في الأثناء، تمكنت فرق نزع الألغام التابعة للتحالف من نزع قرابة 10 آلاف لغم من الألغام التي زرعها الحوثيون، والتي تم انتزاعها من الطرق وجنبات الطرق ولاتزال المساحات الشاسعة مملوءة بالألغام، وما تم نزعه يفوق إمكانات اليمن.

وفي محافظة شبوة، بدأت قوات الشرعية عملياتها العسكرية لتطهير مديرية عسيلان شمال شبوة، ونفذت قوات اللواء 19 مشاة هجوماً بالمدفعية والصواريخ على مواقع المتمردين المتمركزين في مناطق عيينة والسليم والصفراء.

تويتر